الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

17 فقيرٌ أنت بلا نعم الله




عندك عنين . . . صح؟ أكيد أمال انت بتقرأ الكلام دا إزاي دلوقت ! ! !
سؤال . . . كام مرة طلعت من بيتك الصبح بدري و اتمطعت جامد أوي و فردت دراعك على وسعها و خدت نفس طويل لذيذ منعش و بصيت حوليك شوفت الشمس اللذيذة و هي بتشرق نعسانة و سمعت العصافير بتغني نشيد الصباح . . . كام مرة عملت كدا ؟؟؟
كام مرة وقفت على شط البحر تشوف الغروب و امتزاج اللون الأزرق مع الأحمر و حسيت بالموج الدافي بيغسل رجليك و هوا البحر اللذيذ اللي خلاك في أروع حالات الإنتشاء . . . كام مرة عملت كدا ؟؟؟

عنيك اللي بتشوف بيها , دراعك اللي بتحركها بحرية , نفسك اللي بتاخده بكل سهولة و استمتاع , ودنك اللي بتسمع بيها دون ألم , جلدك اللي بيحس بنسمة الهوا الحلوة و طعم الموجة اللذيذ
الحاجات دي كلها , هل ممكن تتخلى عنها مقابل مليون دولار , ياخدوا كل حاجة و يسيبوا عنيك و هنديك مليون دولار ورق جديد بيقرمش – مش هتعرف انه بيقرمش لأننا هناخد دراعك و جلدك.

هل عمرك تخيلت العالم اللي عايش فيه الأصم الأبكم ؟؟ تدفع كام مقابل الإحساس اللي بتحسه لما تكون زعلان و مكتئب و سهران الليل محبط , تقوم تسمع آذان الفجر مع صوت العصافير و تلاقي رعشة قوية منعشة ملت جسمك كله أزالت كل همك و حزنك . . . تدفع كام مقابل الروعة دي ؟؟؟

هل عمرك تخيلت العالم اللي عايش فيه شخص بلا ذراعين ؟؟ تدفع كام مقابل حضن من شخص بتحبه وقت ما تكون متدايق و تبكي على كتفه و ترمي كل همومك و تنسى الدنيا كلها لأنك في حضنه . . . تدفع كام مقابل الراحة دي ؟؟؟

و هلم جرا يا سيدي . . . فلتحص كمية النعم و اللحظات و الهبات المذهلة في حياتك و شوف لو فقدتها تشتريها بكام
غلط كبير أوي منك و مني و مننا كلنا إننا نعتقد إن رأس مالنا هو الذهب و الفضة و فلوسنا في البنك و الأرض اللي في البلد و العمارة التمليك.
الحاجات دي كلها بتروح في لحظة
رأس مالك هو عقلك , عنيك , حريتك , احساسك , نِعم ربنا عليك الموجودة في كل لحظة في حياتك , شعورك اللي جواك اللي بيخليك تعيط لما تشوف حاجة مؤسية . . . تخيل لو مش بتعرف تعيط . . . ياااه مؤلم جدا لدرجة البكاء . . . تكون عاوز تعيط و مش عارف

يحكي أن هارون الرشيد قال "لابن السماك": عِظني – و كان هارون ماسك كوباية مية هيشربها – فقال له ابن السماك : يا أمير المؤمنين , لو حُبست عنك هذه الشربة , اكنت تفتديها بملكك؟
قال هارون : نعم , قال ابن السماك : فلو حبس عنك خروجها , أكنت تفتديها بملكك ؟ قال هارون : نعم
قال : فلا خير في ملك لا يساوي شربة و لا بولة ؟!!

المشكلة إننا اتعودنا على الحاجات دي و اعتبرناها من المسلمات , فقدنا القدرة على الإحساس بروعة و جمال الحاجات دي طالما إنها معانا , و دا خلانا نستهين بقيمتها و نصغر من شأنها., و منحسش بقيمتها إلا لما نفقدها
جرب كدا عور صباعك الإبهام في رجلك اليسرى , و صور نفسك شوف هتعرف تمشي ولا لأ و إن مشيت هتمشي إزاي , و كل دا نتيجة عطب صغير في صباع تخين , تخيل لو راح منك خالص ؟؟؟

والحاجات دي كلها نعم و منح من الله لنا , و المتوقع إن لما حد يديك حاجة حلوة أوي لازم تشكره عليها بشكل جيد , و مقابل النعم دي كلها شكرنا لله بيكون عن طريق عبادتنا ليه
بس النقطة اللذيذة أوي إننا مهما عبدناه و مهما عملنا فهو اللي بييسر لينا ده , هو اللي بيساعدنا على صيام يوم حر اوي , و هو اللي بيدينا القوة عشان نقوم الليل نصلي , و هو اللي بيدينا قوة التحمل عشان ننزل في البرد عشان نصلي الفجر في الجامع , و هو اللي بيمنحنا الصبر و الإصرار عشان نختم القرآن
يعني لولا نعم ربنا علينا , مكناش هنقدر نعبده و نجتهد فيها زيادة.
قال تعالى ("وَ اللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَ جَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَ الأَبْصَارَ وَ الأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ") آية 78 النحل
يعني القدر الهائل من النعم دي كلها ربنا منحها لينا عشان نقدر نعيش حياة سعيدة جميلة و كل المطلوب مننا في المقابل هو عبادة الله سبحانه و تعالى تعبيراعن شكرنا له و الدليل على دا قول الله تعالى ("يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {21} الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ") آيات 21,22 البقرة
و معنى ذلك أن اصحاب النعم (إحنا يعني) مطالبون بمزيد من الجهد و النشاط في مقابل الخير الكتير و النعم العظيمة اللي حصلوا عليها.

و لأن نعم الله علينا كتير اوي و اكتر من إننا نحصيها , فمهما عملنا و مهما أدينا من طاعات مش هنقدر نوفي شكر ما منحنا الله لنا , بس احنا بنشتغل و بنسعى و نطمع في رحمة الله تعالى
قال رسول الله ("و الذي نفسي بيده إن الرجل ليجئ يوم القيامة بعمل صالح لو وضع على جبل لأثقله , فتقوم النعمة من نعم الله , فتكاد تستنفد ذلك كله , لولا ما يتفضل الله من رحمته")

نقطة هامة محورية : كلمة رحمة الله متخليناش نضحك على نفسنا و نتخيل إن الحساب فوضى , و نوهم نفسنا إن العمل لا يرشح لجنة أو نار , إنما هي الرحمة العليا يظفر بها شخص ما – ولو كان عاصياً – فيدخل الجنة , و يحرم منها آخر – و لو كان مطيعاً – فيدخل الجنة.
الخرافة دي بالذات لقيت انها شايعة بين ناس كتير أوي , و قريت مقالات كاملة بتتكلم في النقطة دي , و دا كله لم يزدهم عن الله إلا بعداً و عن دينه إلا جهلاً.
إزاي واحد يخش الجنة بدون عمل صالح ؟؟؟ , و الله تعالى يقول
("تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً") آية 63 مريم
و يقول تعالى ("لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ") آية 127 الأنعام
و يقول ("وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ") آية 72 الزخرف

بما كانوا يعملون , من كان تقياً , بما كنتم تعملون
يعني المعصية عمرها ما هتقرب من ربنا و لا يكون ليها فرصة في رحمته , إنما هو العمل الصالح الذي يقرب من عطفه و مغفرته

الحمد لله . . . الحمد لله . . . الحمد لله

كان معكم
فتوح أبو المفاتيح – واحد من اللي هما إحنا

الاثنين، 6 سبتمبر 2010

16 كُلّ و أشكر , خد و أشكر . . . يعني شكراً , ثانك يو , مرسي , كابون كاب


احدى المشاكل المستفحلة (يعني تخينة أوي) اليومين دول إن مفيش حد بيشكر حد , و إن شكر فمش بشكل يليق بما أخذ.
مضايقك الموضوع دا أكيد ؟ . . . طب خد الأنقح منها , بص حواليك كويس , شوف الكم المهول من البشر الساخط على العيشة و اللي عايشينها و على الرزق , وساخط على الحال و الأكل . . . مع إن الحاجات دي كلها من نعم ربنا علينا . . . محدش فكر يشكر ربنا عليها , مفكرش إنه لما بيصحى كل يوم سليم و حي فدي نعمة من ربنا , و أنه لما بياكل من غير أي ألم و مشاكل (ما عدا لو كان طفس و أكل سمك بشوكه) فدي نعمة من ربنا
نعم ربنا موجودة مع كل نفس بنتنفسه , مع كل نبضة قلب , مع كل رمشة عين.
الناس دي خدت الأمور بأنها من المسلمات , طالما إننا بنحيا و الحياة على نفس الوتيرة , إذن لا يوجد ما نشكر الخالق عليه.
ربما في بعض الأحيان الضمير بيستيقظ , عندما تهب بعض الرياح العطرة , أو يحدث تغير كبير مبهج في الأقدار , فنجد ان هناك من يشكر الله سريعا و على مضض.
الناس دي (و هم الأغلبية العظمى من البشر) منصرفة تماما في بحر الحياة , فاقدةً الإحساس و الشعور لكل نعم الله عليها , و تتعامل معها كأنها حق أصيل لها متناسية كم هي كثيرة , متناسية شكر مرسلها و خالقها.
و كمثال صغير أوي أوي , لنعم الله علينا , اللي كتير مننا ناسيها , قال تعالى ("اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ {61} ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ {62} كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ {63} اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ") آيات 61:64 غافر.

إذا كان دا حال الناس مع نعم ربنا عليهم , فما بالك معاك أنت يا انسان؟؟؟
أكيد بتتضايق لما تعمل حاجة كويسة مع شخص ما و يبصلك من فوق لتحت و يسيبك و يمشي و هو معتبر إن اللي عملته دا حق أصيل له . . . إذا كان عملوا دا مع ربنا مش هيعملوه معاك , قال تعالى ("وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ") آية 61 غافر

ديل كارنيجي قال : إن الطبيعة الإنسانية ما برحت هي الطبيعة الإنسانية , و الأرجح انها لن تتغير إلى أبد الآبدين.
إن الجحود لفطرة فيها , انه ينبت على وجه الأرض كالأعشاب الفطرية (التي تخرج دون أن يزرعها أحد) – أما الشكر فهو كالزهرة التي لا ينبتها إلا الري و حسن التعهد.
اللي قاله كارنيجي هو مجرد شرح لقول الله تعالى ("إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ") آية 6 العاديات
يعني من الآخر مش عاوزينك تزعل و تتضايق من الجحود و عدم الشكر . . . انت لو شلت الموضوع جواك و فكرت فيه كتير هتتعب كتير أوي خالص . . . ماشي الكلام؟؟؟

بس تعالى هنا . . . هتمشي كدا . . . إحنا مخلصناش كلام , لأننا مسلمين فإحنا متعودناش على إقرار الخطأ و السكوت عنه , مش معنى إن الناس متعودة على قلة الزوق و عدم الشكر فإحنا هنسيبهم في حالهم.
كنت مرة عملت الشكر أحد المحاور الرئيسية في أحد دورات الأطفال اللي أديتها و الحلو إن الاطفال تجاوبوا جدا و طبقوا كل التمارين العملية اللي اديتهالم , اللذيذ في الموضوع إن الأطفال شكروا كل الناس حتى عم جمعة البقال و طبقوا معاهم الدورة دي ما عدا أنا . . . شكلي مدربتهمش كويس
:)
و لأن الشكر حاجة مهمة خالص , نلاقي إن سيدنا النبي وصانا بيه , و قالنا عليه كلام كتير أوي عشان يحثنا عليه و يشجعنا أكتر و أكتر إننا ننفذه.
قال رسول الله ("من اصطنع إليكم معروفاً فجازوه , فإن عجزتم عن مجازاته فادعوا له , حتى تعلموا أنكم قد شكرتم , فإن الله شاكر يحب الشاكرين")
يعني مثلاً أنا لو عملت فيك معروف و اديتك نصيحة حلوة , مفيش مانع لو عزمتني على وزة بيضة حلوة محمرة . . . أنا كدا هنبسط بيك أوي.
وقال رسول الله ("إن أشكر الناس لله تبارك و تعالى , أشكرهم للناس") و في رواية ("لا يشكر الله من لم يشكر الناس")
شوفتم الموضوع وصل لأيه . . . لن تحقق شكر الله لو لم تشكر الناس على المعروف الذي فعلوه لك , لأنه في الاول و الاخير انت بتشكر ربنا , لأن ربنا هو اللي ساقهم ليك عشان يعملوا ليك المعروف دا
و قال أيضاً ("من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير , و من لم يشكر الناس لم يشكر الله , و التحدث بنعمة الله شكر , و تركها كفر و الجماعة رحمة , و الفرقة عذاب")
آخر حديث فيه كلمة حلوة عن الجماعة . . . على فكرة ليه برضه علاقة بالشكر . . . أصلك لما تشكر كل الاشخاص اللي في محيطك هيقربوا منك أكتر , لأن مفيش أروع و لا أجمل من حفظ المعروف و إكرام أهله , الشكر هيقرب بين الناس و يخليهم يد واحدة.

و لنؤكد على نقطة هامة : الشكر حاجة حلوة خالص . . . بسكوتة يعني , بس على الجانب الآخر مش ينفع خالص تعمل حاجة لحد و تقعد مستني منه الشكر أو تطلبه منه مباشرة
يعني المطلوب منك يا صاحبي إن كل حاجة بتعملها و هتعملها تكون خالصة لوجه الله تعالى , يعني في الأول و الاخير أنت فعلياً بتعمل المعروف و ترميه في البحر و مش مستني شكر أو عرفان بالجميل من أي حد . . . كل اللي انت عاوزه ثواب عظيم من ربنا . . . يعني الوزة البيضة الحلوة المحمرة مش عاوزينها منك يا ريس

أهم حاجة عاوزينها , انه يكون جواك حب الخير للجميع , لما تعمل حاجة حلوة , انت بتعملها مش عشان الشخص , , , أنت بتعملها عشقاً و حباً لواهب كل نعم هذا الكون . . . أنت بتعملها لأنك طمعان في جنة الله
عاوزك تكون زي ما وصف الله تعالى في القرآن , قال تعالى ("وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً {8} إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً") آية 9,8 الإنسان
يعني الناس دي بتعمل المعروف حباً في الله تعالى , و لسان حالهم بيقول إحنا بنعمل كدا عشان ربنا . . . إحنا مش مستنيين شكر من حد

في الأخير أقولك عَلِم الناس الشكر . . . و اعمل الخير و متستناش الشكر , استنى بس جنة الله يوم القيامة إن شاء الله , , , و إياك تكون من الناس الوحشة اللي بتعمل الحاجة و كل هدفها إنها تبان و تلفت نظر شخص بيها . . . إياك إياك إياك تشرك في نيتك للخير حاجة تانية مع الله , في حديث قدسي يقول الله تعالى ("أنا خير شريك , فمن أشرك معي شريكاً فهو لشريكي")
و عادي جداً انك تعمل الخير في حد و بعد شوية تلاقيه عض أيدك و ضربك في ضهرك . . . بتحصل كتير , متخليش دا يغيرك أو يأثر فيك , استمر في فعل الخير حتى مع نفس الشخص الندل دا

باشا . . . ابدأ بنفسك , و اشكر غيرك . . . و علم غيرك الشكر

شكرا ليكم لقراءة مقالاتي
فتوح أبو المفاتيح

الأحد، 5 سبتمبر 2010

15 اعقل و خليك هادي . . . لا تغضب



لما بشوف واحد بيقرأ في تطوير الذات و طرق التفكير , و اشوف محاولاته لفهم ذاته و ذلك في طريقه لتعديلها للأفضل , بفرح بيه أوي.
بحب جداً الأشخاص اللي عاوزة تشوف الدنيا بشكل جديد مختلف عن الشكل الثابت المحدد اللي بنستلمه في البيت و نتعلمه من المدرسة و بنجبر عليه طبقا لرغبات القطيع من حولنا , عشان نكون كلنا قوالب ثابتة مكررة.
بسعد جدا بكل محاولة طيبة لينة لفهم الدين و توصيله للناس و تقريبهم منه

الناس دي كلها بسعد بيها أوي , وبعتبرهم من العظماء و انهم فرسان هذا العصر . . . ممكن مش ظاهرين دلوقت أو متعرفش تشوف دا فيهم . . . بس أنا متفائل جدا و ظني بالله انهم هيكونوا كدا كمان شوية , و هيعملوا حاجات لطيفة جدا.

الناس دي . . . في احدى مراحل حياتهم لما ينتقلوا من مطلعين على العلم , إلى مطبقين له و يبدأوا يظهروا انهم مختلفين عن القطيع و عن سلوكه النمطي المعتاد , هيقابلهم ناس متعجبة و مستنكرة و ناس تانية تكشر في وشهم و يبدأوا يكسروا في عزيمتهم الهشة و ربما تحول الناس دي لذئاب عشان يخوفوهم و يرجعوهم للقطيع , , , وبعد فترة مع اصرار الناس الحلوة على التميز , هنلاقي ليهم نجاح و نور , هيبدأ يظهر ليهم خصوم و تحصل ليهم مشاكل

هنا بقا مربط الفرس . . . الناس الحلوة هيقابلها استفزازات و ناس تغلس عليهم و ناس تعتدي على نفوسهم من الداخل و افكارهم الخاصة و تسعى بشكل جاد لزعزعة استقرارهم النفسي وسلامهم الداخلي , يعني مش كفاية مشاكل الحياة و عقبات الطريق , يطلع ليهم في البخت الغتاتة دي.
أكيد لازم تغضب و تتدايق , تلاقي حاجات بتتغير جوا نفسك , و تبدأ تتغاظ , و تنفجر ثورة الغضب في اللي قدامك مشابهة لثورة شعب اقتحم عليه العدو مدينته الآمنة , و طبعاً هتسمي دا دفاع عن نفسك و فكرك الخاص.
و أكتر من كدا فيه ناس غيرك بيوصل بيهم الغضب إلى حد الجنون و بيصروا على الانتقام لأنه تم تحقيرهم و انه لن يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم , و بيظهر جواه غيظ و حقد مريعين.

اهدى خالص . . . صلي على النبي
النقطة المهمة هنا إن احساس النفر مننا بعظمة نفسه , و بأنه على حق , ويقرن هذا كله بعلمه بتفاهة خصومه و إن كل اللي بيعملوه محض جهل و غيرة . . . الحاجات دي كلها مفروض تخليه بارد الأعصاب هادئ النفس شلولح , و بطئ الغضب إذا اسئ إليه.
بالطبع فيه علاقة وثيقة جدا بين ثقتك بنفسك و اعتقادك القوى بأنك على الحق و بين انك تكون هادي و حليم و انتحالك الأعذار للآخرين . . . زي بالضبط لما عيل صغير يشتمك , أكيد مش هتجري وراه و تضربه و تعمل عقلك بعقله إنما لو شتمك و تف عليك و حدفك بطوبة ساعتها برضه مش هتعمله حاجة , لأنه برضه مازال عيل صغير.
المفروض أنك أكثر عقلاً و أكثر إدراكا لما حولك , أقصى حاجة ممكن تعملها انك توضح الموقف و تترك الغر السفيه يهلل و يخبط راسه في الحيط . . . اهم حاجة انك تعلو فوق مستواه , انت عقلك أهم و أثمن من أن تستهلكه في غضب و حنق و غيظ مع سفيه مثله.
اعمل بالضبط زي ما عمل سيدنا هود مع قومه ("قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ {66} قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ {67}‏ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ") آيات 66:68 الأعراف

عارف . . . النسر لما بيكون طاير (النسر الحقيقي مش بتاع العلم) سعات بيجي مجموعة سخيفة من الغربان تغتت و تغلس عليه . . . الراجل بيكبر دماغه جدا , و مش بيرد عليهم , كل اللي بيعمله انه بيعلو و يعلو فوق الغربان , بيطلع لمستويات متقدرش توصلها لأنها غربان واطية , بينما هو نسر عظيم . . . اعمل زي النسر . . . فكر زي النسر . . . كن أنت النسر
واحد من شعراء زمان قال
ما يضير البحر أمسى زاخراً * * * إن رمى فيه غلام بحجر؟
هتفرق في حاجة يا عم البحر لو حد رمى فيك طوبة؟؟ او عليك
يروى أن رجلاً مشى وراء الأحنف بن قيس , الراجل دا كان غتت و قليل الأدب فضل ماشي وراه عمال يشتم فيه , و الأحنف مش بيرد عليه خااالص , لحد ما قربوا من بيت الأحنف فوقف الأحنف و التفت إليه وقال : يا هذا , إن كان بقى معك شيئاً فقله ههنا , فإني أخاف إن سمعك فتيان الحي أن يضربوك . . . الراجل وقف متنح من اللي سمعه و خد ديله في سنانه و جري.
و بيقولك كمان إن سيدنا عيسى بن مريم مر على قوم من اليهود فقالوا له شراً , فقال لهم خيراً , فقيل له : انهم يقولون شراً و تقول لهم خيراً ؟؟! , فقال : كل واحد ينفق مما عنده.

شوفت سيدنا عيسى عمل ايه ؟؟؟ شوفت قال ايه في الآخر ؟؟؟ كل واحد ينفق مما عنده , , , بص يا صاحبي , شوف أنت جواك ايه , بتفكر في ايه , عاوز ايه , بتحلم بأيه , و أنت نفسك ايه و انفق منه و اعطي من حولك
و إياك إياك إياك إنك تحاول القصاص من أحد , أو انك تبات ليلة جواك رغبة في الانتقام أو غل و حقد على أحد عشان اللي عمله فيك وسواه ليك . . . هتأذي نفسك أكتر مما هتأذيه
هتفقد صفاء ذهنك , ضغط دمك هيعلى و مش هتعرف تفكر أو تشتغل أو تنتج , عشان كدا حافظ على نفسك من الغضب , وعشان كظم الغضب ليه قيمة مهمة جدا في الإسلام , سيدنا النبي قال ("ثلاث من كن فيه آواه الله في كنفه و ستر عليه برحمته و ادخله في محبته : من إذا اعطي شكر , و إذا قدر غفر , و إذا غضب فتر") صدق رسول الله
شوفت إزاي كلها حاجات متعلقة بنفسك الهادية . . . تعمل الحاجات دي و ربنا هيحبك . . . هو فيه احلى من كدا
؟؟؟
فيه واحد اسمه "كلارنس وارد" بيقول كلمة لطيفة جدا بتقول : بدلاً من أن نمقت اعدائنا ينبغي أن نشفق عليهم و أن نحمد الله عز و جل على انه لم يخلقنا مثلهم
إلتمس لكل من حولك و كل من عارضك و آذاك في يوم ما الرحمة و الهداية , و ادعوا الله له بالهداية , لأن دا أكسب ليك و أحب إلى الله . . . عاوزك دايما تقول يارب
محدش عارف الخير فين

فتوح أبو المفاتيح

الجمعة، 3 سبتمبر 2010

14 بص لنفسك . . . الدنيا لسا فيها أكتر


كيف حالك ؟؟؟ عساك تكون بخير و بصحة طيبة

إجابة السؤال دا , اللي ممكن تعده بسيط جدا . . . تتوقف عليك أنت . . . عاوز تكون بخير و كويس و مبسوط . . . هتكون , عاوز تكون تعيس و مقرف و شايف الدنيا سودة . . . هتكون , كله موجود , بس نفسك هي اللي بتختار.

تبعا للون اللي انت حابه لحياتك هيكون , و هتشوفه حقيقي , أنا عاوز حياتي بمبي , عاوز أكون مبسوط و منشكح لما أقف وسط باص زحمة على رجل واحدة من المنيب لحد ميدان روكسي مرورا بمصر القديمة و العباسية , لأن كدا كدا وقفتك في الأتوبيس لازمة لأنك مش معاك غير نص جنيه , فالأحسن تقف و أنت مبسوط.
سيدنا النبي قال ("من رضا فله الرضا , و من سخط فله السخط") صدق رسول الله
حتى لو كان الموقف اللي انت فيه موقف وحش و زبالة آخر حاجة . . . أنت بأيدك تخليه خير و آخر انشكاح , سيدنا النبي راح لأعرابي عيان , الراجل كان عنده شوية سخونية , فقاله ("طهور إن شاء الله") سيدنا النبي متفائل و بص للخير إن الحمى دي وسيلة و هتطهر ذنوبه إن شاء الله , بس الأعرابي كان ليه وجهة نظر تانية , كان متشائم سوداوي شكاء فرد على النبي و قال (بل هي حمى تفور , على شيخ كبير , لتورده القبور) يعني هو شايف خلاص مفيش فايدة و هيموت , فرد عليه سيدنا النبي وقال ("فهي إذن كذلك") , و بعديها بشوية الراجل دا مات
الحالة المعنوية ليها أثر كبير جدا جدا في شفاء أي فرد بعيدا عن الدوا , وكتير أوي الحواديت اللي سمعناها عن ناس شفيت بإذن الله من أمراض صعبة و كل دا لأنها كان عندها أمل و تفائلت جدا , و سمعنا عن ناس تانيين ماتت بأمراض بسيطة و كل دا لأنهم كانوا متشائمين سوداوين
اللهم إني اعوذ بك من كل سوداوي متشائم

يعني في الأول و الأخير يا صاحب الفخامة كل حاجة بتحصل حواليك خاضعة لوجهة نظرك الشخصية , لدرجة إن نفس العمل و نفس الموقف ممكن يبقا ليه وجهتين مختلفتين تماما , و القرآن اعطانا مثال رائع جدا للموضوع دا , قال تعالى ("وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ") آية 98 التوبة
يعني الراجل بيدفع الزكاة و هو متضايق و نفسه اللي خدوا الفلوس يولعوا بيها , , , كأنهم قطعوا من جسمه أو خدو ابنه منه.
و العكس ("وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ") آية 99 التوبة
هنا الراجل بيدفع الزكاة و هو مبسوط جدا , و واخد الأمر وسيلة عشان يتقرب من الله و رسوله , و ربنا في آخر الآية بيأكد انه كدا بالفعل قرب منه.

أصل انت كدا كدا هتعمل شئ معين , أو فعل معين , بأيدك انت تخليه خير و فرح و بهجة ليك , و بأيدك تخليه تعاسة وقرف و تخليه وحش , زي واحد أعرفه , استلم تكليفه صيدلي في التأمين الصحي , أنا شايف انه كدا بيحتك بطبقات من المجتمع مختلفة و بيشوف حاجات عجيبة كل يوم و دي حاجة لذيذة و مصدر مذهل للمعرفة عن الغير و إنها مرحلة في حياته هتفيده جدا , هو شايف انها حاجة متعبة و مدمرة للأعصاب و ياريت تعدي بسرعة , النتيجة انه كدا كدا بيروح الشغل دا و ما زال فيه و تعيس , بس بأيده يبقا مبسوط و بأيده يبقا تعسان , كله جوا دماغه هو.
ديل كارنيجي قال : إن أفكارنا هي التي تصنعنا , و اتجاهنا الذهني هو العامل الأول في تقرير مصائرنا.
عشان كدا لو عاوز تعرف شخص ما و تفهمه كويس , اعرف وجهة نظرة و رؤيته للحياة و رؤيته لأعماله الحياتية اليومية البسيطة , هتعرف هو مين . . . دي نصيحة لأي حد ناوي يخطب – و أنا منهم
دا غير كمان إن امبراطور الرومان بتاع زمان "ماركوس أورليوس" قال و هو متأكد أوي : إن حياتنا من صنع أفكارنا

ببساطة يا صاحبي . . . لو ملينا راسنا أفكار سعيدة حول كل الأمور . . . لصرنا سعداء , و لو مليناها زبالة و هم و نكد و سواد , هنصير أتعس خلق الله , و لتحولنا إلى خائفين جبناء , اعرف واحد فضل يوهم نفسه انه عنده الضغط و آه يا قلبي و آه يا صدري و راح عمل سونار على القلب و طلع سليم , و قسنا ضغطه و طلع سليم , بس فضل مُصِر , لحد ما في مرة وقع على الأرض و ضغطه عالي يا جدعان , و فضل على طول بعد كدا ضغطه عالى , بعديها بشوية بدء يوهم نفسه انه عنده السكر , و قرر انه يروح يحلل سكر . . . و هكذا أوهم نفسك و اشتغلها لأنك إن لم تشغل نفسك بالحق . . . شغلتك بالباطل.

الروووح المعدنية:
الروح المعنوية و التفاؤل و حسن الظن بالله , يعد من أقوى الأسلحة على مر التاريخ . . . و تاريخنا شهد كمية ضخمة من المعارك اللي خضناها و قاومنا فيها و انتصرنا و كان سلاحنا الأساسي فيها الروح المعنوية العالية أوي , و رسوخ العقيدة و قوة الصبر و ثقتنا في الله.
و دا لأن الأحوال النفسية النابضة بالحياة و الإشراق تجعل القليل كثيراً و الواحد أمة.
وحيث أن , و بنقول الكلام دا و كلنا ثقة يعني , و حيث أن نفسنا هي المسئولة مسئولية كاملة عن سلوكك و توجهك و عواطفك , فهي تقدر تطلع بيك سابع سما . . . و تقدر تنزل بيك لأسفل سافلين.
وعشان تعمل التغيير الجذري دا في حياتك , لازمن ولابد تطور نفسك , يعني كل ما بتعرف حاجة جديدة كل ما مساحة بصرك بقت أوسع و كل ما هتطلع سلمة أعلى
دكتورنا الكبير د. مصطفى محمود بيقولك : أنت حر فيما تعلم , مسير و عبد فيما لا تعلم , مقدار حريتك يتوقف على مقدار ما تعرفه
و طبعاً لازم يكون عندك مرونة التغير من حالة إلى اخرى عند الحصول على الجديد من الأفكار (الصحيح منها) و اللي ممكن سعات تكون مختلفة تماما عن البيئة اللي أنت طلعت منها.
و دليل على دا , ركز مع نفسك شوية و شوف أفكارك و أنت طفل , و أفكارك لما بقيت مراهق , و قارن بين أفكارك و انت في الجامعة وبين أفكارك لما اتخرجت واشتغلت سنتين و اتبهدلت في سوق العمل.

إسلامنا و منهجه:
مما سبق و ذكرناه من تأثير قوي للنفس على حياة و تصرفات و سلوكيات النفر مننا
نلاقي إن الإسلام – كسائر الرسالات السماوية – يعتمد بشكل أساسي في الإصلاح العام على تطوير و تهذيب النفس البشرية , فنلاقي إن معظم كلام الله و تعليمات رسول الله تدور حول القيم و الأخلاق و المعاملات و التطوير الفكري لأهل بيت الإسلام , قال رسول الله ("إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق") صدق الحبيب رسول الله
نتيجة لأن الإسلام بيشتغل على النفس في المقام الأول , نلاقي إن الناس بتحمله و تسير به لأنه اختلط بذاتهم و بوجدانهم و أصبح قوة تهيمن على وساوس النفس البشرية و تتحكم في اتجاهاتها
ونلاقي نتيجة دا مبهرة للغاية , إحنا دلوقت , بعد أكتر من 1400 سنة مسلمين و الإسلام موجود , و في بداية عصر نهضة و قيام من كبوة , و بعدما أصاب الأمة بعض الضعف , وكمان بقينا مليار مسلم , و بقينا كثرة كغثاء السيل.
و عشان ندرك قيمة النفس بشكل أكبر , قال لنا الله تعالى ("إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ") آية 11 الرعد
و عشان ندرك الصلة الوثيقة المذهلة بين النفس الطيبة الصافية الواثقة المتفائلة بالله , قال لنا الله تعالى ("وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ") آية 96 الأعراف

في النهاية كل اللي أقدر أقوله ليك يا صاحبي – و دا اللي بعتقد فيه و بشدة – إن كل حاجة بتحصل للبني آدم و بيعملها هي نتيجة مباشرة للي بيفكر فيه , و زي ما الناس بتتحرك و تتحمس و تنتج لمجرد فكرة في عقولهم , برضه الناس بتمرض و تتعس و تموت لأفكار تانية من نفس العقل.
ببساطة دع انساناً يغير اتجاه أفكاره من سئ إلى جيد , و سوف تصاب بالدهشة لسرعة التحول الذي يحدثه هذا التغيير في جوانب حياته المختلفة
إن القدرة الإلهية التي تكيف مصائرنا , مودعة في أنفسنا , بل هي أنفسنا ذاتها . . . نحن بنو آدم المكرمين على العالمين

كان معكم – ابن لآدم
فتوح أبو المفاتيح – واحد من اللي هما إحنا

الأربعاء، 1 سبتمبر 2010

13 خذ العبرة , فلا جديد تحت الشمس


فيه نظرية فلسفية بتتكلم في إن الدنيا دايرة تتكرر أحداثها العامة , بنفس السيناريو و بنفس التتابع , الحاجة الوحيدة اللي بتتغير هي:
- الناس اللي بتؤدي هذه الأحداث
- الأدوات المستخدمة في هذه الأحداث
- الزمان و المكان الخاصين بهذه الأحداث
باستبعاد هذه العوامل تقدر تطلع ملامح عامة مشتركة متطابقة بين هذه الأحداث

عشان كدا طلعت كلمة "لا جديد تحت الشمس" لأننا كبشر بتجمعنا نفس الطباع و الرغبات , بتجمعنا رغبتنا للنزاع و وجود الظلم بينا , بيجمعنا رغبتنا و سعينا نحو العدل , بيجمعنا أحداث السلم و الحرب و قيام الأمم و انهيارها و هلم جرا من أحداث و طباع و سلوكيات مختلفة , عشان كدا ربنا بيقولنا ("فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ") آية 2 الحشر

و عشان الشبه و الملامح العامة المتوارثة طوال موكب العمران و الحضارات المختلفة من ملكية و جمهورية و من حكم مبارك و عائلته الكريمة , أمرنا الله سبحانه و تعالى بأن نستعرض في أحداث الماضي و أن نستقى منها العبر و العظات.
أصل كل حاجة بتحصل دلوقت , لينا أو لغيرنا و بنقف قدامها مذبهلين مبهورين كأننا أول مرة نشوفها . . . مع إننا مع بعض من تفكير و نظر للماضي هنلاقي إنها حصلت قبل كدا للناس بتوع زمان أوي , بنفس السيناريو و إن اختلف الحوار , يعني هما كانو بيتكلموا فصحى و هلم يا فتى دلوقت بنتكلم عامية و بنقول تعالى هنا يااض
يعني تخاذل الحكام العرب و استعانة بعضهم بالغرب و تناحرهم عشان يفضلوا في مناصبهم و يلزقوا في كراسيهم , و التدخل الأجنبي في أحوال البلد و فلسطين اللي بتتاخد مننا حتة حتة و إحنا بناخد على قفانا و نقول كمااان و حصار الدول الإسلامية
كل الحاجات دي هنلاقيها موجودة بس لو قرينا التاريخ بتاعنا كويس , هنلاقي إنها حصلت قبل كدا
أمال الصليبين كانوا بيعملوا ايه في الشام ؟ بياكلوا حمص؟ و المسلمين في الأندلس في عصر الطوائف كانوا بيعملوا ايه مع القشتاليين و الصليبين ؟؟؟ بيعملوا شات ؟ ولما غرناطة فضلت محاصرة 250 سنة متتالية على أيدي قشتالة و آراجون لحد ما طردوا على ايديهم منها و بقت الأندلس الآن أقل نسبة في المسلمين على مستوى اوروبا , عشان كدا الله سبحانه و تعالى بيقول ("أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ") آية 46 الحج

عشان كدا نلاقي إن معظم تعاليم و أوامر و توجيهات ربنا سبحانه و تعالى بيديها لينا في قصص و أمثلة لحاجات ناس من بتوع زمان عملوها , فنلاقي القرآن ملئ بالقصص و حكاها لينا الله عشان نفهم و نستنتج و نستفيد منها , قال تعالى ("لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ") آية 111 يوسف
و عشان كدا لو الواحد مننا كلف نفسه لحظات يبص على حياته الخاصة , هيلاقي إن فيها مواقف بتتكرر و تصرفات بتتعاد ,فيها الكويس و الحلو , وفيها الغلط و الوحش
لو فكرنا في الحاجات دي كويس هنلاقي إننا نقدر نتعلم و نستفيد منها , , , زي يوم ما كنت بتذاكر للإمتحان , أو كان سلوكك ازاي في علاقة من علاقاتك مع الناس حواليك , و إزاي اتعاملت مع المدير القديم بتاعك , و إزاي كنت بتعامل اصحابك . . . مئات من المواقف لو بصيت ليها بنوع من التجريد هتلاقي إنها بتتكرر بنفس السيناريو و تقدر تفكر و تتعلم منها.
تمام كدا ؟؟؟

نقطة محورية مركزية منطقية هامة خالص أوي
تفكر في الحاجات القديمة و تشوف الغلط و متعملوش تاني , هو دا اللي تعمله يا صاحبي . . . مش تفتكر اللي فات و تقعد تنكد على نفسك و اللي حواليك و تكتئب و تقول ياريت اللي جرا ما كان.
نعني انه لا يجب أن نخلط بين قولنا بتدبر الأحداث الماضية وبين اجترار احزاننا و نقعد نعيط و نكشر . . . أنا فاكر اني قعدت 6 شهور كاملين بتذكر و أفكر في حدث وحيد و استعيد جميع تفاصيله و اكتئب و الدنيا تسود في وشي , و اكره نفسي بالمرة و مفيش مانع اني اقعد مكاني و معملش حاجة , بإختصار حولت حياتي جحيم بنفسي , ولما لقيت حالتي مزرية قولت يبقا دا عقاب من ربنا , و زدت من حالتي سوءً على سوء . . . و في الآخر خاالص صحيت لنفسي و ادركت إني أنا اللي جبت دا كله لنفسي , لأني محورت حياتي الفترة دي كلها في كلمة لو

قولنا ماذا لو . . . الكلمة دي مكروهة في الإسلام لأنها نوع من السخط على الماضي و على قضاء الله , و المثل بيقول (زرعنا لو في أرض كان طلعت ياريت)
الناس اللي بتفكر في لو و تعيش حياتها معاها . . . ناس ضعيفة , ناس ايمانها بالله و قدرته و اعتقادها إن ربنا بيجيب لينا الخير دايما شبه منعدم , عملوا زي ما حصل بعد غزوة أحد , ربنا قال عليهم ("الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ") آية 168 آل عمران
يعني هزيمة أحد . . . كانت خير , عكس ما يعتقده الكثيرون لأنها هزيمة , بس بفضل الهزيمة دي اتعلمنا حاجات كتيرة جدا و دروس مهمة جدا , كان لازم نتعلمها و نعرفها , و كان قدر الله انها تحصل , فكانت خيراً , قال تعالى
("حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ") آية 152 آل عمران ,و قال ("إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ") آية 155 آل عمران

في الأخير نستنتج حاجتين رئيسيتين . . . مهم جداً نبص للماضي و نفكر فيه عشان نستخلص منه العبر و الحكم سواء الماضي دا كان تاريخنا أو الماضي الشخصي لكل فرد فينا

فيه قصة لطيفة : يحكى أن مدرس فيزياء دخل على الطلبة في الفصل في يوم ما و معاه زجاجة لبن كبيرة
حطها على الطربيزة و وقف ساكت , , , يبحلق للطلبة و هما يبحلقوله
و فجأة . . .
ضرب الإزازة بأيده وقعها على الأرض نزلت فتافيت و اللبن غطا الأرض . . . و راح قايلهم بصوت عالي , إياكم أبداً تبكوا على اللبن المسكوب
بعد كدا أخد كل طالب على حدة و قفه قدام الحطام و قاله : أنظر جيدا إننا أريد منك أن تتذكر هذا الدرس طوال حياتك , خلاص اللبن اندلق و راح في المجاري , ومهما تشد في شعرك و تنكد على نفسك و تكتئب مش هتقدر ترجع و لا قطرة واحدة منه . . . كل اللي هتقدر تعمله إنك تنضف المكان و تستمر في حياتك

وزي ما قال حبيبنا النبي ("استعن بالله ولا تعجز , و إن اصابك شئ فلا تقل لو أنني فعلت كذا لكان كذا و كذا , ولكن قل : قدر الله و ما شاء فعل , فإن لو تفتح عمل الشيطآن")

قدر الله و ما شاء فعل
فتوح أبو المفاتيح – واحد من اللي هما إحنا

الأحد، 29 أغسطس 2010

12 إسلامنا – بالحق أنزلناه و بالحق نزل


 صلى الله على محمد . . . صلى الله عليه و سلم
لو بصينا للإسلام نظرة مجردة هنلاقي انه أداة . . . أداة أرسلها رب العالمين سبحانه و تعالى و تولى سيدنا محمد تعليمنا إياها.
الإسلام ببساطة هو أداة لتنظيم الأفكار للوصول للهداية و إنتاج الصواب الذي يقر الحق و هو
لا إله إلا الله محمد رسول الله
دا بالنسبة للجانب العقلي , أما الجوانب النفسية و العاطفية و الاجتماعية , فنلاقي انه من أروع الأدوات لتنظيم المشاعر و العواطف و التعاملات بين البشر.
الإسلام موجود لنشر و تأسيس الفضيلة و دعم التعاون و التآخي بين المسلمين , و الحث على تعمير الأرض و تحقيق مبدأ الاستخلاف فيها , و يوصي بحسن معاملة غير المسلمين و ينفي الرذائل و يؤكد على الإيثار و يمحق الأنانية.
يعني نقدر نقول و بكل ثقة إن الإسلام بكل ما يحويه من تعاليم يمهد الطريق (و حط مليون خط تحت كلمة يمهد) للهداية التي تقود الناس إلى الحقيقة و الخير كله.
عشان كدا ربنا بيقولنا ("كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ") – 103 آل عمران
و الهداية دي بتكون في كل حاجة . . . في التفكير و التأمل و العمل و المعاملات و الحب و الكراهية و تعمير الأرض . . . بس دا بيحصل لما الناس تفهم الإسلام صح و تقدر تشوف طريق الهداية , و تعرف انه دين لين و عطف و تسامح و تعمير و عمل و اجتهاد


عن العبادات و الطاعات نتحدث:
أما كل الطاعات و العبادات اللي ربنا أمرنا بيها , فهو مش غرضها الأداء الشكلي الجسماني الحركي لها , وتقمصها و العمل بمظاهرها.
وتلاقي الحاج راح للجامع , و الحاج راجع من الجامع , و الحاج طالع يحج و رسموا سفينة و طيارة على البيت , و الحاج و هو راجع من الحجاز معاه جلاليب و سبح و بخور و يوزع على الناس , , , و مداااد يا حاج مدااااد.
عندنا في بلادنا الإسلامية ناس احترفت تمثيل الدين و اللعب به في عقول العامة بإستخدام مظاهره و أشكاله و الحجر على تفكيرهم و عملهم بأسمه
فكل دا غلط . . . و أكبر غلط
الدين الإسلامي دين بيشجع على التفكير و التدبر و العمل . . . عشان كدا الغرض الأساسي من كل الطاعات دي هو تشغيل الدماغ و زيادة قدراته و التدبر في ملكوت الله و مخلوقاته , عشان نقدر ندرك الحق بشكل صحيح و بالتالي هنقدر نعرف أقصر الطرق المؤدية إليه , عشان نعرف صح و نعيش صح و نفيد نفسنا و نفيد غيرنا صح

قال تعالى ("إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ") – 18 التوبة.
و قال رسول الله ("من لم تنهه صلاته عن الفحشاء و المنكر فلا صلاة له")
ركزوا كدا معايا في آخر جملة في الآية ("عسى أولئك أن يكونوا من المهتدين") , وكمان ركزوا في حديث رسول الله
من الآية و الحديث نستنتج إن مش مجرد فعل هذه الصالحات هنبقى من المهتدين المفكرين الفاهمين . . . لازم كل واحد فينا يتدبر و يفكر في كل حاجة و يوصل لآخر حدود عقله في الإدراك و الفهم و اليقين و الشعور , , , بس طبعاً نخلي بالنا من الغيبيات ملناش دعوا بيها.

إن الإيمان بالله و رسوله و أداء أركان الإسلام الخمس بيمنحنا من الله نور بيتجمع في حياة الإنسان عشان يهديه للطريق الصح و يعرف يعمل ايه و يتصرف إزاي في تعمير دنيته
أما اللذين يكتفون بالأداء التمثيلي للعبادات و لا يستفيدون بهذا النور فلا خير من عباداتهم و لا أثر لصلاتهم و زكاتهم . . . فما هي سوى حركات ميكانيكية – ممكن تجيبوا من اليابان روبوت يعمل مكانكم الحاجات دي


عن السيئات و الرذائل نتحدث :
بما إننا بنتكلم عن الإسلام و تعاليمه و هدايته , و بما إن الإسلام دين بيحض و يشجع التفكير , فنقدر نستنتج سبب نهي الله سبحانه و تعالى عن الرذائل و المعاصي
الفكرة هنا إن الحاجات الوحشة دي بتساعد و تؤدي إلى طمس و طمر العقول و تساعد على تبلد الفكر و تساهم بشكل قوي في تعمية الأبصار عن الحق و تقسي القلوب عن الشعور بروعة و ضياء الحق.
غير كدا و كدا فهي بتدمر ضمائر الناس و تموت أحاسيسهم و تخلي الناس تظلم بعضها , فهي من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى موت القلب فيفقد الإحساس بنور و ضياء الحق و إن ظهر امامه , و توقف العقل عن الإدراك فلا يستطيع أن يستنتج أن لكل مرء نهاية و أن هناك حساب يتبعه ثواب و عقاب
ونتيجة لكل دا فإن الناس دي هتعيش حياة تعيسة مليئة بالهم و القلق
قال تعالى : ("فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى {123} وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى") – 123,124 طه

و المعاصي و الخطايا و الحاجات الوحشة دي كلها مش بس شؤم على اصحابها و مرتكبيها , و لكن دي بتجر على المجتمع سحابة معتمة من الظلم و تملاه رزايا و مفاسد و يسقط المجتمع و ينحط و يبقا مجتمع بيئة
زي ما بيحصل دلوقت في مصر . . . حال البلد من سئ إلى أسوأ , و الغلاء بيزيد و الظالمين بيتوحشوا , و الحوادث المغزية كترت و حالات الاغتصاب و التحرش بقت أكتر و أكتر و أكتر و العبارة بتغرق و القطر بيتقلب.
انتشار الجرائم و المفاسد و الظلم بيدمر معنويات الأمم , كما انه ساحة خصبة لتكاثر جراثيم الفساد و المعصية و الإنحلال.


تعليمات الله و رسوله و الغرض منها:
الغرض من الأوامر و النواهي و الوصايا اللي أمرنا بها الله سبحانه و تعالى في القرآن الكريم و اللي علمها لينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته الكريمة . . . هو إن البني آدم مننا يعرف نفسه كويس و يحط ليها حدود تقف عندها و معالم واضحة لسلوكه و تصرفاته , المعالم دي تدفع سلوكه نحو اتجاه معين محدد يقدر المرء فينا انه يدركه بفطرته السليمة النقية – راجع مقال المقدمة
فليس من سلوك ولا تصرفات المسلم أن يعيش بلا ضوابط أو أن يمشي وراء نزواته المهتاجة دون تحفظ ولا تصون.
كما أن هذه التعاليم تمنعه و تحفظه من أن يسيح في الدنيا هنا و هناك و تضيع و تنفرط نفسه.

ولكن لأن طبيعة النفس البشرية قد ينمو داخلها بعض النزوات , و هذه النزوات قد يظهر بعضها للسطح و يندثر البعض الآخر تبعاً لقوة كل نفس و اختلافها عن اختها.
الخوف بقا إن النزوة دي تطلع للسطح و يجري وراها الإنسان و يزين له الشيطآن و النفس الأمارة بالسوء السير فيها . . . و كل اللي بيحصل انهم بيشدوا رجله واحدة واحدة عشان ينغرس في مستنقع الفساد و يتمادى في النزوة
ساعتها يصاب المرء بدوخة و سرحان و تشتت في التفكير و يصاب بيأس شديد , و يصبح ريشة في مهب الريح و مش عارف يروح فين و لا يسوى ايه
ساعتها بقا نلاقي إن الإيمان و الإسلام وسيلة مذهلة لحفظ المرء و منعه من التخبط و التمادي في مفاسد الدنيا و نزواتها.

عند حدوث اضطراب:
أولا : يجب أن تضع حداً لهذا الإضطراب
قال رسول الله ("كل ابن آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابين")
ثانيا: كل انسان لازم يغلط في لحظة ما من لحظات حياته , مفيش حد فينا معصوم من الغلط , و نتيجة للغلط دا هيعاني من اضطراب و تشوش في عقله هيغذيه الشيطآن و نفسه الأمارة بالسوء
ثالثا : أفضل حاجة تعملها في الوقت دا , انسى تماما و انفض ايدك من كل اللي كنت بتعمله , كأنك معملتوش , و متخليش الاضطراب ينتقل بيك من سيئ إلى أسوأ.
رابعاً : عد من حيث أتيت في أقرب فرصة و في أسرع وقت فالله دوماً غفور رحيم , عد إلى أحضان الله
فلا يوجد ما هو أروع و لا أجمل من العودة لله سبحانه و تعالى
يا حبيبي يا الله
يا حبيبي يا رسول الله

كان معكم سعيداً بالإسلام
فتوح ابو المفاتيح – واحد من اللي هما إحنا

السبت، 28 أغسطس 2010

11 ثلاثية القضاء و القدر – ثالثا : مرونة التعامل مع القدر



أولا : حقيقة القضاء و القدر
ثانيا : مراقبة القدر و أحداثه القاهرة
ثالثا : مرونة التعامل مع القدر

بسم الرحيم نبدأ

أكيد سمعنا عن شخص بنوصفه و نقول , دا الحزن كسره , أو نقول إن فيه مصيبه حصلتله كسرته , مع انه كان راجل شديد و قوي أوي , بس المشكلة دي كانت أكبر منه و كسرته.
الشخص دا يوصف بانه مفتقد للمرونة في التعامل مع المشاكل و القدر . . .
الحالة اللي فاتت تعليلها انه في بعض الأحيان المشكلة بتبقا أكبر مننا و اقوى مننا فتكسرنا, عشان كدا نحتاج نميل في وش العاصفة و نستنى لحد ما تهدي و نبدأ نشوف هنعمل فيها ايه
دا غير كمان إن المرونة دلالة على تقبلك اللي حصل و قبولك لحكم الله في الأمر الذي لا بد منه
المرونة و التقبل للحدث و الدوران حوله لا يعني بأي حال من الأحول ضعف أو خنوع , ما كان المؤمن أبداً ضعيفا , هو الأمر ببساطة عامل زي المصارع في حلبة المصارعة لما بيلف حولين الخصم عشان ميضربهوش في مقتل أو يكشف منه منطقة يقدر يضربه منها

ديل كارنيجي قال : إن أحداً منا لم يمنح القوة التي تجعله يقاوم ما ليس منه بد , ثم يتبقى له بعد هذه المقاومة جهد يمكنه من خلق حياة حافلة سعيدة.
عليك أن تختار واحداً من شيئين : إما أن تنحني حتى تمر العاصفة بسلام , و إما أن تتصدى لها متعرضاً بذلك للهلاك
مثل الأشجار في مزرعتي , إذ هبت رياح عاتية على المزرعة و لكن الأشجار لم تنحن للعاصفة , بل تصدت لها منتصبة الأعواد , فلم تلبث أن تكسرت و صارت حطاماً تذروه الرياح
إن اشجاري ليس لديها حكمة الأشجار النامية في مزارع كندا , لقد عهدتها دائمة الخضرة , تنحني للعواصف , فتمر في طريقها بسلام.
و دا أحسن تفسير و توضيح لحديث سيدنا النبي ("مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله , ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء , و مثل الكافر كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تُستحصد")

الواحد يعني يخاف على نفسه من الانكسار , عشان كدا نحتاج إننا نملك نفسنا أوي لما تحصل حاجة زي دي , ناخد جنب منها و منقفش قدامها , ممكن تصيبنا ببعض الحزن و التعاسة و الألم , بس عمر الحاجات دي ما هتكون بنفس القدر لو وقفنا في وشها و تصدينا ليها , مع علمنا الكامل إننا مش هنقدر نغير منها حاجة , تنحينا و ميلنا في وجه العاصفة , مش بيكون عشان نفسنا بس , لأ بيكون عشان الناس اللي حوالينا و اللي بتحبنا و عشان يتبقى لنا من القوة ما يساعدنا إننا نقف على رجلنا تاني , و نبدأ حياة جديدة , و متبقاش نفسنا استهلكت بالكامل في المشكلة السابقة.

في بعض الأحيان المرونة دي بتفرض علينا إننا نبتسم في وجه هذه المشكلة , ابتسامة الحزين المتألم , نعتبرها نوع من التخفيف الذاتي على انفسنا , و حسن استقبال لما قدره الله لنا , زي شاعرنا القديم اللي قال :
و لما رأيت الشيب لاح بعارضي * * * و مفرق رأسي قلت للشيب مرحباً
الراجل شاف نفسه كبر و عجز و خلاص حسن الختام بقا , , , فواخد الأمر بروح جميلة تخفف عنه ما حدث , , , وهكذا نفعل مع باقي الاحداث

ديل كارنيجي وصف الموضوع دا و قال: إن السرعة التي نتقبل بها الأمر الواقع – في حالة إذا لم يكن منه بد – مدهشة النتيجة , فإننا لا نلبث حتى نوطد أنفسنا على الرضا بهذا الواقع , ثم ننساه تماماً
واحد اسمه "وليم جيمس" قال كلمة حلوة أوي برضه : كن مستعداً لتقبل ما ليس منه بد , فإن هذا التقبل خطوة أولى نحو التغلب على ما يكتنف الأمر من صعاب.

اللي قلناه فوق , كله عبارة عن شروح مختلفة لكلمة الرضا , و نقدر نعتبرها نوع من المواساة و الطبطبة علينا في مواجهة هذه الأشياء – التي ليس منها بد – و دا في حالة انها جت لوحدها و منكونش سعينا ليها.
زي ما كلنا بنحب نشوف الدنيا حوالينا و نستمتع بالألوان و بهجة الأضواء , يعني محدش بيحب يفقد عينه , دي بالضبط عاملة زي المصائب و المشاكل اللي ممكن ربنا يبلونا بيها , حاجة مش مستحبة , محدش يطلبها من ربنا
فيه واحد من التابعين اسمه "مُطرف بن عبد الله" قال : لأن أعافى فأشكر أحب إلى من أن أبتلى فأصبر , لأن مقام العوافي أقرب إلى السلامة , فلذلك أختار الشكر على الصبر , لأن الصبر حال أهل البلاء.
على عكس اللي فات دا نلاقي فكر المتصوفة , اللي سحبوا وراهم كتير من الناس ,أوهموا الناس إننا لازم نتألم في الدنيا و لازم نتعذب , و إن الدنيا كلها دار بلاء و مينفعش الواحد يكون كويس فيها ونبقا مبسوطين , و بقا فيه ناس بتسعى برجليها نحو الضرر و التعاسة في الدنيا و تخشين الملبس و المشرب و ما إلى ذلك , و رفضوا الشعي نحو الأفضل و نحو التحسين و نحو عمارة الأرض

نقطة هامة جدا
في التعامل مع القدر , فيه موقفين لازم نفرق بينهم ونكون واعيين ليهم وهما , , , , ما منه بد , , , , وما ليس منه بد
يعني الحاجة اللي انت تقدر تغيرها و تتحاشاها ,و الحاجة اللي متقدرش تعمل قدامها حاجة
يعني من الآخر , لو حصل عليك ظلم , أو وقعت في كارثة و مصيبة و تقدر تتصرف فيها , يبقا السكوت عليها جريمة و رضاك بيها معصية و نكران لكل نعمة منحها الله لك بداية بعقلك و نعمة التفكير
عشان سوء الفهم دا لمعنى الرضا , أصبح مصطلح "الرضا بالقسمة" لبانة في كل بق , بتتقال في وش أي ظلم بنتكاسل عن تغيره , قدام أي مشكلة حتى لو صغيرة خايفين نقرب منها , و أصبحت عصا يقاد بها الناس و يخدرون عشان يسكتوا عن الظلم و الفقر و يعتادوا الكسل و الخمول
المفروض إن مصطلح "الرضا بالقسمة" معمول عشان الناس اللي شغالة اللي بتتعب للتخفيف عنها و الناس اللي بتحصل ليهم كبوات و مفيش في ايدهم حاجة قدامها , و معمول للتخفيف عن الناس اللي واقع عليهم ظلم ميقدروش يغيروه ولا يعملوا فيه حاجة , زي أي حد معتقل ظلم تحت مسمى قانون الطوارئ

في الأخير أقولكم حديث و دعاء , قال رسول الله ("اتق المحارم تكن أعبد الناس , و ارض بما قسم الله لك تكن اغنى الناس") لأنك عمرك ما هتشعر بالحاجة لحد لأنك سعيد باللي بتوصل ليه نتيجة سعيك , وبتستمر في السعي لأنك عارف إن ربنا بيقدر ليك الخير , و عمرك ما بتسخط على حاجة بتحصل ليك.
فيه دعاء حلو جدا , بيلخص كل اللي فات بيقول
هبنى اللهم الصبر و القدرة . . . لأرضى لما ليس منه بد
و هبني اللهم الشجاعة و القوة . . . لأغير ما تقوى على تغييره يد
و هبني اللهم السداد و الحكمة . . . لأميز بين هذا و ذاك

آمين يا رب العالمين

كان معاكم داعيا له و للمسلمين
فتوح أبو المفاتيح – واحد من اللي هما إحنا