الأحد، 23 أغسطس 2009

المقدمة عن الفطرة نتحدث


بسم الله الرحمن الرحيم

ظروف مختلفة واهواء مختلفة , خلفيات متعددة , كل واحد فينا جاي من مكان مختلف , ولكن لأن فيه حاجة واحدة بتجمعنا كلنا . . . إننا مسلمين.



الأول عاوز ناخد بالنا من حاجة مهمة جدا عن الاسلام , الإسلام هو دين الفطرة , ودي اهم خصائصه انه قائم على الفطرة.

بس يعني ايه فطرة ؟؟؟

كل واحد فينا , وكل شخص حوالينا بإختلاف ميوله و اهوائه يقدر يطلع تعريف , ودا طبقا لطبيعة كل واحد و طريقة حكمه على الأمور المختلفة . . . يعني ممكن انت تقول انه حلو جدا جدا و انا اقول انه وحش خالص , أنت تروح يمين و أنا اروح شمااال.

يعني كل واحد دماغه رايحة في سكة . . . . إذن ايه اللي ممكن يمنع الاختلاف دا؟

الفكرة هنا إننا لو قلنا فطرة فإننا نعني و بشكل واضح وصريح الفطرة السليمة , الطبيعة كما هي , كما اوجدها الله سبحانه وتعالى , و على هذا فإن أي خلل أو أي تعديل على الطبيعة لا يحسب منها.

يعني مثلا : أي النونو بيتولد كامل الاعضاء طبيعي المشاعر.

فلو حصل إن طفل اتولد اعمى عشان مشكلة أو عيب وراثي في ابوه أو امه (يعني ممكن بتاكل فاست فوود كتير أو تعرضت إشعاع نووي) و الطبيعي إنا نقول إن العمى دا عرض غريب على الطبيعة اللي مفروض تكون كاملة في كل عناصرها.

فلما يحصل حاجة زي دي ميخليناش ناخدها مقياس , ونقول إن الطبيعي إن الناس تتولد عمياء , الأصل إن الناس بتقدر تشوف و أي اختلاف و تغيير نعتبره خروج على الطبيعي و شذوذ عنها.

وبشكل بسيط جدا , أي تشويه او تغيير يعترض روعة الفطرة ونقائها يعتبر شذوذ وخروج عن المألوف , ولازم نمتع عنه ونعترض عليه و نلغيه تماما من حياتنا , مش إننا نعترف بيه ونسكت عليه و نطرمخ , ودا هو الاسلوب الصحيح اللي لازم المجتمع الإنساني الطبيعي يمشي عليه.

وعلى هذا . . . فإن الناس اللي ممكن نسمع منهم و نتعلم و نفهم عن حياتنا منهم هما فقط الناس العاقلين ذوي الصحة النفسية السليمة , أصحاب الأمزجة المعتدلة , الغير متقلبين , دول الناس اللي ممكن نثق فيهم.

أما الناس المريضة المنحرفة ذوي الأفكار و السلوكيات والغرائز المنحلة , الناس دي أمراض ومشاكل زي الفاكهة البايظة بتضرب وتفسد اللي حواليها أو زي الجنين المشوه البعيد كل البعد عن الطبيعي.

الناس دي عمرها ما كانت رمز أو وسيلة لفهم الفطرة لأنهم بيحوروها و بيشكلوها طبقا لرغباتهم وغرائزهم و شهواتهم المريضة , وابدا عمرنا ما نطمن لكلامهم أو آرائهم , زي ما يجيبوا ممثل أو مخرج فاسد و يتكلم في الدين و الحياة ويهدينا الغالي و النفيس من النصائح (جابوا ديب ينصح غنم)

سيدنا النبي قال (عليه الصلاة و السلام) كلمة حلوة لما واحد جه يسأله عن البر و إزاي ياخد باله من المتشابهات (الحرام بين والحلال بين وبينهم أمور متشابهات).

قال له "استفت قلبك" , الفكرة هنا إن الرسول لم يعط الإجابة دي لراجل مجرم عنتيل أصيل في الاجرام معندهوش مانع ينصب على الناس ويبيع ذمته و يعمل اللي هو عاوزه , و الناس دلوقت ذمتها بقت استك وممكن تاخد جواها كل حاجة و الإجابة دي تختلف عن إجابة رسول الله على الشخص اللي كان بيسأله انه يبيح له الزنا.

سيدنا النبي (عليه الصلاة و السلام) اهدى الإجابة دي لشخص محترم صاحب عقل وفطرة حسنة , واحد خايف انه يعمل أي حاجة غلط حتى لو كانت صغيرة , واحد قلبه من جوا نضيف يقدر يفرق بين الصح و الغلط , بين الخير و الشر , حبيبنا النبي اهداه الإجابة دي عشان يخليه يلجأ لحكمته و فطرته يسألها و يستريح لإجابتها لما تتشابه عليه الأمور و المشاكل و يقترب ان يقع في المتشابهات.

شخص زي دا , اللي هما الناس اللي قلبها نضيف و أبيض و مدرك لطبيعة الخير و الشر وفاهم معنى الفطرة , الناس دي هي موازين العالم , اللي بيعقلوا اللي حواليهم و بيقدموا النور ليهم.

لو بصينا وقرينا كويس في تواريخ كتير من الشعوب , حتى الغير إسلامي منها , في الشرق و الغرب , هنلاقي إن فيه ناس من عينة صاحبنا الحلو , بيعطوا اللي حواليهم نصائح و وصايا حلوة جدا , و بيبذلوا مجهود كبير انهم يصلحوا المجتمع حوليهم و يصححوا الأخطاء.

على الجانب الاخر نلاقي كتيير من الأدباء الوحشين الفاسدين اللي همهم الشهرة و الفلوس وما شابه و الصحافيين المنحرفين (قريت مرة لصحفي بينكر و يستنكر على زوجته لبسها للحجاب و كان بيستعجب انها كانت بتنزل بالمايوه في فرنسا وبيعلن كراهيته لجوز بنته الملتزم و اللي خلا مراته تلبس الخمار واقنع حماته بالحجاب وبيسمي دا تخلف و رجعية) , و الفنانين إصحاب الفنون الخليعة (زي القوادين يعني) , الناس دي لازم ناخد بالنا منهم , لأنهم كتير حوالينا و نحذر منهم لأنهم خطر على مستقبلنا وعلى انفسنا و على كل حاجة حوالينا.

الناس دي كتروا في الدنيا وبقا بيدعوا إلى تعريه الأجسام و الأرواح من كل خير و تقوى وفضيلة باقية عليها , وكل دا تحت اسم إن هي دي الطبيعة و إن دا تمشي مع الفطرة.

هو بصراحة الناس دي دورها في الحياة زي الجراثيم و الحشرات , بتعمل على تبويظ و إفساد الثمار و المزروعات و إمراض الناس و نقل الأمراض بينهم , يعني بشكل بسيط الناس دي خطر كبير جدا و مرض قاتل على الطبيعة الحسنة و الفطرة السليمة الحلوة جوا كل واحد فينا.

على الرغم من إننا شرحنا وظيفة الفطرة السليمة و دورها في إن الواحد بيعرف بيها الصح من الغلط و الخير من الشر , ولكن . . .

على الرغم من وجود القرآن و السنة , و تفصيلهم لكثير أو لنقل لكل جوانب حياتنا , فإنهم ملهمش لازمة ولا أية فائدة مع واحد فطرته بايظة , عقليته مريضة معطوبة , اصابتها الميكروبات و الجراثيم قال تعالى(فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون).

يعني ايه لازمة التلسكوب مع واحد اعمى اساسا.

هنا معانا نقطة مهمة جدا , الشخص الفاقد للبصر و للبصيرة الصحيحة يوجد على عقله اوساخ و ستائر تمنعه من فهم الحق أو حتى انه يقدر يوصله لغيره لو عارف حاجة من المعرفة , لأنه اساسا مش قادر يفهم ورافض انه يفهم.

يعني مشكلة الأديان السماوية السابقة إن الرجالة بتوعها مكانوش قد المسئولية , مقدروش يتخلصوا من ثقل جاهليتم و وثنيتهم , فدا ادى انهم بدلا من إعلاء الدين وهداية الاخرين ونشره , نزلوا بالدين و بوظوه و أفسدوه حتى وصل للحالة المريعة و التحريف اللي هو عليه دلوقت , و التاريخ موجود فيه هزائم كتيييرة و انكسارات للناس اللي بيسموهم رجال الدين – زي الفتاوي الحمقاء اللي بتطلع في بعض القنوات الفضائية دلوقت.

هنا نجد مجموعة من الحمقى الموتورين اللي نفوسهم بتغلي بكره الدين , بيستغل الغفلة و الهزائم دي انه يهاجم الدين و يحول هذه الهزائم إلى إنكسار للدين نفسه وليس للأشخاص و يبدأ في توجيه الطعنات و الانتقادات للدين , على الرغم من أن الانكسار و الهزيمة ما هم إلا انتصار للفطرة الانسانية في وجه الجمود و التخلف و تمرد طبيعي على الغباء و الجمود و النفاق , و انتصار للفطرة اللي قلنا عليها.

عشان كدا لازم يكون اللي بيحصل وسيلة و دافع إننا نبدأ نفهم ديننا صح زي ما ربنا نزله على نبينا , مش زي ما بيوصلنا ملوث بإيدي البائعين التافهين.

يعني في دين الاسلام (وهو ديننا بالمناسبة) الدعوة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في الدين غير محتكر على طائفة معينة (سيدنا النبي قال "بلغوا عني ولو آية") , أما إستخلاص الأحكام من الأدلة (يعني نقول دا حرام ودا حلال بناء على دليل) دا دور الناس اللي دراستهم و اطلاعهم و معرفتهم تؤهلهم للحديث حوله (يعني أي حد برضه بس يكون دارس) , أي أن الإسلام ليس فيه كهنوت (يعني كل واحد عاوز يكلم ربنا يكلمه – مش لازم تروح لحد يكلمهولك).

والناس حوالينا مشاكلها كتيير , بس مش أي حد يقدر يحل المشكلات , لازم في البداية يكون شخص حل مشكلات نفسه , و عالج كل الأمراض النفسية والعقد و الكلاكيع اللي جواه بواسطة الدين و النصائح اللي بيقدمها لغيره.

يعني احنا ممكن نلاقي حوالينا ناس بتنصح ومش فاهمة و لا بتعمل باللي هي بتقوله , يعني نوع من الجهلة حاملين للعلم.

زي ما قال القرآن عليهم "مثل الذين حملوا التوراه ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا , بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله و الله لا يهدي القوم الظالمين".

ولكن الحق يقال , إن القيم و المثل العليا لا يضيرها ولا يعيبها إن الناس اللي نقلوها و بيتكلموا عنها أول حد يخالفها , و يعمل عكسها.

زي مثلا وثيقة حقوق الانسان , اللي حطها المجتمع الدولي , تحولت إلى مهزلة و خرافة من الخرافات لأن الدول اللي وضعتها و اقرت بوجوب تنفيذها , كانوا أول الناس اللي عملوا عكسها تماما , ورموها على الأرض عشان اللي رايح و اللي جاي يدووس عليها.

و لكن نرجع ونقول إن الانسان بفطرته السليمة يقدر يعرف الصح من الغلط , فالحلال بين و الحرام بين.

لو بصينا على العالم كله هنلاقي إن فيه مجموعات كتيرة وملايين من البشر بعيدة جدا عن الاسلام , لأنها مسمعتش عنه , و تجهل تمام الجهل كل تعاليمه و حلاوته , عشان كدا بتبعد عنه و عمرهم ما حاولوا انهم يقربوا منه أو يستنيروا بضوئه و نوره (و الناس دي كلها ذنبهم في رقبتنا لأننا محاولناش ننشر ديننا).

كان فيه واحد قال : من الناس رجلان: رجل نام في النور , ورجل استيقظ في الظلام

الجملة دي بتشرح حالة الانحطاط الفكرى و التفاهة و التشتت في البلاد المحسوبة اسما فقط على الاسلام وتشوهه , على العكس نرى اليقظة الفكرية و التنور الحضاري و السلوكي في امور مختلفة ببلدان غريبة عن الإسلام يثير العجب و الدهشة لانها جائت بدون الاسلام.

ولكن عزاؤنا ان هذه اليقظة هو دليل على الفطرة التي جاء بها الاسلام , أما تخلف المسلمين (اللي هما احنا بالمناسبة) لأنهم انكروا الفطرة دي , وساروا وراء مفاسد الغرب و أنهم طلعوا عيال و كسلوا يحافظوا على فطرتهم السليمة.

و إن شاء الله , خلال شهر رمضان الكريم , هنعمل مقارنة بين تعاليم الاسلام اللي جالنا بيها سيدنا النبي و بين انضف و احسن ما وصلت ليه الحضارة الغربية في تطوير النفس و تهذيب السلووك لحياة أنضف و احسن.

وختاما نسأل و نرجوا من ربنا انه يوفقنا و يهدينا يااارب

(رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ 83 وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ 84. وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ 85) صدق الله العظيم

كان معكم – من احد بلاد المسلمين

فتوح ابو المفاتيح – واحد من اللي هما احنا