الأحد، 29 أغسطس 2010

12 إسلامنا – بالحق أنزلناه و بالحق نزل


 صلى الله على محمد . . . صلى الله عليه و سلم
لو بصينا للإسلام نظرة مجردة هنلاقي انه أداة . . . أداة أرسلها رب العالمين سبحانه و تعالى و تولى سيدنا محمد تعليمنا إياها.
الإسلام ببساطة هو أداة لتنظيم الأفكار للوصول للهداية و إنتاج الصواب الذي يقر الحق و هو
لا إله إلا الله محمد رسول الله
دا بالنسبة للجانب العقلي , أما الجوانب النفسية و العاطفية و الاجتماعية , فنلاقي انه من أروع الأدوات لتنظيم المشاعر و العواطف و التعاملات بين البشر.
الإسلام موجود لنشر و تأسيس الفضيلة و دعم التعاون و التآخي بين المسلمين , و الحث على تعمير الأرض و تحقيق مبدأ الاستخلاف فيها , و يوصي بحسن معاملة غير المسلمين و ينفي الرذائل و يؤكد على الإيثار و يمحق الأنانية.
يعني نقدر نقول و بكل ثقة إن الإسلام بكل ما يحويه من تعاليم يمهد الطريق (و حط مليون خط تحت كلمة يمهد) للهداية التي تقود الناس إلى الحقيقة و الخير كله.
عشان كدا ربنا بيقولنا ("كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ") – 103 آل عمران
و الهداية دي بتكون في كل حاجة . . . في التفكير و التأمل و العمل و المعاملات و الحب و الكراهية و تعمير الأرض . . . بس دا بيحصل لما الناس تفهم الإسلام صح و تقدر تشوف طريق الهداية , و تعرف انه دين لين و عطف و تسامح و تعمير و عمل و اجتهاد


عن العبادات و الطاعات نتحدث:
أما كل الطاعات و العبادات اللي ربنا أمرنا بيها , فهو مش غرضها الأداء الشكلي الجسماني الحركي لها , وتقمصها و العمل بمظاهرها.
وتلاقي الحاج راح للجامع , و الحاج راجع من الجامع , و الحاج طالع يحج و رسموا سفينة و طيارة على البيت , و الحاج و هو راجع من الحجاز معاه جلاليب و سبح و بخور و يوزع على الناس , , , و مداااد يا حاج مدااااد.
عندنا في بلادنا الإسلامية ناس احترفت تمثيل الدين و اللعب به في عقول العامة بإستخدام مظاهره و أشكاله و الحجر على تفكيرهم و عملهم بأسمه
فكل دا غلط . . . و أكبر غلط
الدين الإسلامي دين بيشجع على التفكير و التدبر و العمل . . . عشان كدا الغرض الأساسي من كل الطاعات دي هو تشغيل الدماغ و زيادة قدراته و التدبر في ملكوت الله و مخلوقاته , عشان نقدر ندرك الحق بشكل صحيح و بالتالي هنقدر نعرف أقصر الطرق المؤدية إليه , عشان نعرف صح و نعيش صح و نفيد نفسنا و نفيد غيرنا صح

قال تعالى ("إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ") – 18 التوبة.
و قال رسول الله ("من لم تنهه صلاته عن الفحشاء و المنكر فلا صلاة له")
ركزوا كدا معايا في آخر جملة في الآية ("عسى أولئك أن يكونوا من المهتدين") , وكمان ركزوا في حديث رسول الله
من الآية و الحديث نستنتج إن مش مجرد فعل هذه الصالحات هنبقى من المهتدين المفكرين الفاهمين . . . لازم كل واحد فينا يتدبر و يفكر في كل حاجة و يوصل لآخر حدود عقله في الإدراك و الفهم و اليقين و الشعور , , , بس طبعاً نخلي بالنا من الغيبيات ملناش دعوا بيها.

إن الإيمان بالله و رسوله و أداء أركان الإسلام الخمس بيمنحنا من الله نور بيتجمع في حياة الإنسان عشان يهديه للطريق الصح و يعرف يعمل ايه و يتصرف إزاي في تعمير دنيته
أما اللذين يكتفون بالأداء التمثيلي للعبادات و لا يستفيدون بهذا النور فلا خير من عباداتهم و لا أثر لصلاتهم و زكاتهم . . . فما هي سوى حركات ميكانيكية – ممكن تجيبوا من اليابان روبوت يعمل مكانكم الحاجات دي


عن السيئات و الرذائل نتحدث :
بما إننا بنتكلم عن الإسلام و تعاليمه و هدايته , و بما إن الإسلام دين بيحض و يشجع التفكير , فنقدر نستنتج سبب نهي الله سبحانه و تعالى عن الرذائل و المعاصي
الفكرة هنا إن الحاجات الوحشة دي بتساعد و تؤدي إلى طمس و طمر العقول و تساعد على تبلد الفكر و تساهم بشكل قوي في تعمية الأبصار عن الحق و تقسي القلوب عن الشعور بروعة و ضياء الحق.
غير كدا و كدا فهي بتدمر ضمائر الناس و تموت أحاسيسهم و تخلي الناس تظلم بعضها , فهي من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى موت القلب فيفقد الإحساس بنور و ضياء الحق و إن ظهر امامه , و توقف العقل عن الإدراك فلا يستطيع أن يستنتج أن لكل مرء نهاية و أن هناك حساب يتبعه ثواب و عقاب
ونتيجة لكل دا فإن الناس دي هتعيش حياة تعيسة مليئة بالهم و القلق
قال تعالى : ("فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى {123} وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى") – 123,124 طه

و المعاصي و الخطايا و الحاجات الوحشة دي كلها مش بس شؤم على اصحابها و مرتكبيها , و لكن دي بتجر على المجتمع سحابة معتمة من الظلم و تملاه رزايا و مفاسد و يسقط المجتمع و ينحط و يبقا مجتمع بيئة
زي ما بيحصل دلوقت في مصر . . . حال البلد من سئ إلى أسوأ , و الغلاء بيزيد و الظالمين بيتوحشوا , و الحوادث المغزية كترت و حالات الاغتصاب و التحرش بقت أكتر و أكتر و أكتر و العبارة بتغرق و القطر بيتقلب.
انتشار الجرائم و المفاسد و الظلم بيدمر معنويات الأمم , كما انه ساحة خصبة لتكاثر جراثيم الفساد و المعصية و الإنحلال.


تعليمات الله و رسوله و الغرض منها:
الغرض من الأوامر و النواهي و الوصايا اللي أمرنا بها الله سبحانه و تعالى في القرآن الكريم و اللي علمها لينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته الكريمة . . . هو إن البني آدم مننا يعرف نفسه كويس و يحط ليها حدود تقف عندها و معالم واضحة لسلوكه و تصرفاته , المعالم دي تدفع سلوكه نحو اتجاه معين محدد يقدر المرء فينا انه يدركه بفطرته السليمة النقية – راجع مقال المقدمة
فليس من سلوك ولا تصرفات المسلم أن يعيش بلا ضوابط أو أن يمشي وراء نزواته المهتاجة دون تحفظ ولا تصون.
كما أن هذه التعاليم تمنعه و تحفظه من أن يسيح في الدنيا هنا و هناك و تضيع و تنفرط نفسه.

ولكن لأن طبيعة النفس البشرية قد ينمو داخلها بعض النزوات , و هذه النزوات قد يظهر بعضها للسطح و يندثر البعض الآخر تبعاً لقوة كل نفس و اختلافها عن اختها.
الخوف بقا إن النزوة دي تطلع للسطح و يجري وراها الإنسان و يزين له الشيطآن و النفس الأمارة بالسوء السير فيها . . . و كل اللي بيحصل انهم بيشدوا رجله واحدة واحدة عشان ينغرس في مستنقع الفساد و يتمادى في النزوة
ساعتها يصاب المرء بدوخة و سرحان و تشتت في التفكير و يصاب بيأس شديد , و يصبح ريشة في مهب الريح و مش عارف يروح فين و لا يسوى ايه
ساعتها بقا نلاقي إن الإيمان و الإسلام وسيلة مذهلة لحفظ المرء و منعه من التخبط و التمادي في مفاسد الدنيا و نزواتها.

عند حدوث اضطراب:
أولا : يجب أن تضع حداً لهذا الإضطراب
قال رسول الله ("كل ابن آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابين")
ثانيا: كل انسان لازم يغلط في لحظة ما من لحظات حياته , مفيش حد فينا معصوم من الغلط , و نتيجة للغلط دا هيعاني من اضطراب و تشوش في عقله هيغذيه الشيطآن و نفسه الأمارة بالسوء
ثالثا : أفضل حاجة تعملها في الوقت دا , انسى تماما و انفض ايدك من كل اللي كنت بتعمله , كأنك معملتوش , و متخليش الاضطراب ينتقل بيك من سيئ إلى أسوأ.
رابعاً : عد من حيث أتيت في أقرب فرصة و في أسرع وقت فالله دوماً غفور رحيم , عد إلى أحضان الله
فلا يوجد ما هو أروع و لا أجمل من العودة لله سبحانه و تعالى
يا حبيبي يا الله
يا حبيبي يا رسول الله

كان معكم سعيداً بالإسلام
فتوح ابو المفاتيح – واحد من اللي هما إحنا

السبت، 28 أغسطس 2010

11 ثلاثية القضاء و القدر – ثالثا : مرونة التعامل مع القدر



أولا : حقيقة القضاء و القدر
ثانيا : مراقبة القدر و أحداثه القاهرة
ثالثا : مرونة التعامل مع القدر

بسم الرحيم نبدأ

أكيد سمعنا عن شخص بنوصفه و نقول , دا الحزن كسره , أو نقول إن فيه مصيبه حصلتله كسرته , مع انه كان راجل شديد و قوي أوي , بس المشكلة دي كانت أكبر منه و كسرته.
الشخص دا يوصف بانه مفتقد للمرونة في التعامل مع المشاكل و القدر . . .
الحالة اللي فاتت تعليلها انه في بعض الأحيان المشكلة بتبقا أكبر مننا و اقوى مننا فتكسرنا, عشان كدا نحتاج نميل في وش العاصفة و نستنى لحد ما تهدي و نبدأ نشوف هنعمل فيها ايه
دا غير كمان إن المرونة دلالة على تقبلك اللي حصل و قبولك لحكم الله في الأمر الذي لا بد منه
المرونة و التقبل للحدث و الدوران حوله لا يعني بأي حال من الأحول ضعف أو خنوع , ما كان المؤمن أبداً ضعيفا , هو الأمر ببساطة عامل زي المصارع في حلبة المصارعة لما بيلف حولين الخصم عشان ميضربهوش في مقتل أو يكشف منه منطقة يقدر يضربه منها

ديل كارنيجي قال : إن أحداً منا لم يمنح القوة التي تجعله يقاوم ما ليس منه بد , ثم يتبقى له بعد هذه المقاومة جهد يمكنه من خلق حياة حافلة سعيدة.
عليك أن تختار واحداً من شيئين : إما أن تنحني حتى تمر العاصفة بسلام , و إما أن تتصدى لها متعرضاً بذلك للهلاك
مثل الأشجار في مزرعتي , إذ هبت رياح عاتية على المزرعة و لكن الأشجار لم تنحن للعاصفة , بل تصدت لها منتصبة الأعواد , فلم تلبث أن تكسرت و صارت حطاماً تذروه الرياح
إن اشجاري ليس لديها حكمة الأشجار النامية في مزارع كندا , لقد عهدتها دائمة الخضرة , تنحني للعواصف , فتمر في طريقها بسلام.
و دا أحسن تفسير و توضيح لحديث سيدنا النبي ("مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله , ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء , و مثل الكافر كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تُستحصد")

الواحد يعني يخاف على نفسه من الانكسار , عشان كدا نحتاج إننا نملك نفسنا أوي لما تحصل حاجة زي دي , ناخد جنب منها و منقفش قدامها , ممكن تصيبنا ببعض الحزن و التعاسة و الألم , بس عمر الحاجات دي ما هتكون بنفس القدر لو وقفنا في وشها و تصدينا ليها , مع علمنا الكامل إننا مش هنقدر نغير منها حاجة , تنحينا و ميلنا في وجه العاصفة , مش بيكون عشان نفسنا بس , لأ بيكون عشان الناس اللي حوالينا و اللي بتحبنا و عشان يتبقى لنا من القوة ما يساعدنا إننا نقف على رجلنا تاني , و نبدأ حياة جديدة , و متبقاش نفسنا استهلكت بالكامل في المشكلة السابقة.

في بعض الأحيان المرونة دي بتفرض علينا إننا نبتسم في وجه هذه المشكلة , ابتسامة الحزين المتألم , نعتبرها نوع من التخفيف الذاتي على انفسنا , و حسن استقبال لما قدره الله لنا , زي شاعرنا القديم اللي قال :
و لما رأيت الشيب لاح بعارضي * * * و مفرق رأسي قلت للشيب مرحباً
الراجل شاف نفسه كبر و عجز و خلاص حسن الختام بقا , , , فواخد الأمر بروح جميلة تخفف عنه ما حدث , , , وهكذا نفعل مع باقي الاحداث

ديل كارنيجي وصف الموضوع دا و قال: إن السرعة التي نتقبل بها الأمر الواقع – في حالة إذا لم يكن منه بد – مدهشة النتيجة , فإننا لا نلبث حتى نوطد أنفسنا على الرضا بهذا الواقع , ثم ننساه تماماً
واحد اسمه "وليم جيمس" قال كلمة حلوة أوي برضه : كن مستعداً لتقبل ما ليس منه بد , فإن هذا التقبل خطوة أولى نحو التغلب على ما يكتنف الأمر من صعاب.

اللي قلناه فوق , كله عبارة عن شروح مختلفة لكلمة الرضا , و نقدر نعتبرها نوع من المواساة و الطبطبة علينا في مواجهة هذه الأشياء – التي ليس منها بد – و دا في حالة انها جت لوحدها و منكونش سعينا ليها.
زي ما كلنا بنحب نشوف الدنيا حوالينا و نستمتع بالألوان و بهجة الأضواء , يعني محدش بيحب يفقد عينه , دي بالضبط عاملة زي المصائب و المشاكل اللي ممكن ربنا يبلونا بيها , حاجة مش مستحبة , محدش يطلبها من ربنا
فيه واحد من التابعين اسمه "مُطرف بن عبد الله" قال : لأن أعافى فأشكر أحب إلى من أن أبتلى فأصبر , لأن مقام العوافي أقرب إلى السلامة , فلذلك أختار الشكر على الصبر , لأن الصبر حال أهل البلاء.
على عكس اللي فات دا نلاقي فكر المتصوفة , اللي سحبوا وراهم كتير من الناس ,أوهموا الناس إننا لازم نتألم في الدنيا و لازم نتعذب , و إن الدنيا كلها دار بلاء و مينفعش الواحد يكون كويس فيها ونبقا مبسوطين , و بقا فيه ناس بتسعى برجليها نحو الضرر و التعاسة في الدنيا و تخشين الملبس و المشرب و ما إلى ذلك , و رفضوا الشعي نحو الأفضل و نحو التحسين و نحو عمارة الأرض

نقطة هامة جدا
في التعامل مع القدر , فيه موقفين لازم نفرق بينهم ونكون واعيين ليهم وهما , , , , ما منه بد , , , , وما ليس منه بد
يعني الحاجة اللي انت تقدر تغيرها و تتحاشاها ,و الحاجة اللي متقدرش تعمل قدامها حاجة
يعني من الآخر , لو حصل عليك ظلم , أو وقعت في كارثة و مصيبة و تقدر تتصرف فيها , يبقا السكوت عليها جريمة و رضاك بيها معصية و نكران لكل نعمة منحها الله لك بداية بعقلك و نعمة التفكير
عشان سوء الفهم دا لمعنى الرضا , أصبح مصطلح "الرضا بالقسمة" لبانة في كل بق , بتتقال في وش أي ظلم بنتكاسل عن تغيره , قدام أي مشكلة حتى لو صغيرة خايفين نقرب منها , و أصبحت عصا يقاد بها الناس و يخدرون عشان يسكتوا عن الظلم و الفقر و يعتادوا الكسل و الخمول
المفروض إن مصطلح "الرضا بالقسمة" معمول عشان الناس اللي شغالة اللي بتتعب للتخفيف عنها و الناس اللي بتحصل ليهم كبوات و مفيش في ايدهم حاجة قدامها , و معمول للتخفيف عن الناس اللي واقع عليهم ظلم ميقدروش يغيروه ولا يعملوا فيه حاجة , زي أي حد معتقل ظلم تحت مسمى قانون الطوارئ

في الأخير أقولكم حديث و دعاء , قال رسول الله ("اتق المحارم تكن أعبد الناس , و ارض بما قسم الله لك تكن اغنى الناس") لأنك عمرك ما هتشعر بالحاجة لحد لأنك سعيد باللي بتوصل ليه نتيجة سعيك , وبتستمر في السعي لأنك عارف إن ربنا بيقدر ليك الخير , و عمرك ما بتسخط على حاجة بتحصل ليك.
فيه دعاء حلو جدا , بيلخص كل اللي فات بيقول
هبنى اللهم الصبر و القدرة . . . لأرضى لما ليس منه بد
و هبني اللهم الشجاعة و القوة . . . لأغير ما تقوى على تغييره يد
و هبني اللهم السداد و الحكمة . . . لأميز بين هذا و ذاك

آمين يا رب العالمين

كان معاكم داعيا له و للمسلمين
فتوح أبو المفاتيح – واحد من اللي هما إحنا

الأربعاء، 25 أغسطس 2010

11 ثلاثية القضاء و القدر – ثانيا : مراقبة القدر و أحداثه القاهرة


أولا : حقيقة القضاء و القدر
ثانيا : مراقبة القدر و أحداثه القاهرة
ثالثا : مرونة التعامل مع القدر

بسم القدير نبدأ
القدر , , , و كل حاجة ربنا بيسرها لينا , إحنا بنؤمن بيها خيرها و شرها , بس في بعض الأحيان بتحصل أحداث قاهرة , إحنا ملناش دخل فيها أو نكون جزء من مسببات حدوثها , الأحداث دي في بعض الأحيان بتدفعنا للسخط بشكل قوي , للحزن , للألم , للوجع الصارخ , هو الكلام عنها صعب , و ابداء مثال عنها أصعب , زي ما يكون بنوتة صغيرة ماشية على الرصيف جنب السور , و الرصيف عرضه 4 متر , و الشارعة ستة حارات (3رايح و 3جاي) و فيه جزيرة في النص 4 متر كمان , في الإتجاه المقابل , عربية ماشية بسرعة تخبط عربية نص نقل شايلة خردة , العربية تتفعص و تنقلب النص نقل و تطير حتة خردة تعدي الشارع و الجزيرة و و الأتجاه المقابل و الرصيف و تيجي في البنت الصغيرة و تموت البنوتة
:((((
ما أكثر الأحداث القاهرة التي تحدث من حولنا , شفت منها كتير و سمعت منها كتير , أقدر احكيلكم كتير بس لو كملت هعيط و مش هكمل المقال دا . . . خير
اللي بيجمع الأحداث دل كلها , إن ملناش دخل فيها , و مكانتش نتيجة لمجهود بذلناه أو خطأ ارتكبناه , بل انه محض قدر من الله أراده الله لنا سواء كان حلواً أو مراً أو حتى علقماً
المفروض إننا نتقبل كل حاجة بتحصل , بس المهم إننا منزعلش عليها أوي , و نصرخ طلبا للتفسير , أو انها تدفك للسخط و الغضب من قضاء الله و قدره و تسأل ليه , ليه أنا يحصلي كدا دونا عن الناس كلها ؟ ليه ؟

مطلوب مننا الاعتدال في المشاعر دي و الأفكار دي سواء كانت فرحا أو زعلاُ
دا نقدر نكتسبه عن طريق مراقبة الأحداث القاهرة اللي بتحصل لينا و بتحصل لغيرنا , و نتدبر فيها و نحاول نستخرج حكم الله من حدوث شئ مشابه و نعود انفسنا على التقبل , ندربها , و نمنعها انها تغوص جوا دوامة من الكئابة و الحزن و الندم و الزعل و نفتح باب لو
قال تعالى في كتابه المجيد ("مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ {22} لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ") آية 22,23 الحديد

على الجانب الآخر نلاقي ناس ضعيفة , بتفقد اعصابها قدام أي حاجة تحصلها , و توه أفكارها و ميعرفش يقول ايه , لدرجة انه ممكن يقول كلام يخرجه من الملة بغضبه و سخطه على قضاء الله , و يغرق جوا زعله و يرفض انه يعديه و يستمر فيه و في كئابته كأن دا ممكن يغير من اللي حصل حاجة , رافض انه يختصر متاعبه و آلامه و يتقبل الواقع
زي شاعر قديم كان بينوح و يبكي بعدما فقد ابنه و قال:
و أولادنـا مــثــل الــجـوارح أيـهـا * * * فـقـدنـاه كـان الـفـاجـع الـبـيـن الـفـقـد
هل السمع بعد العين يغني مكانها ؟ * * * أو العين بعد السمع تهدي كما يهدي
شاعرنا الحزين , شايف إن فقد ابنه و زعله عليه هيستمر معاه لحد ما يموت , لأنه أشبه بفقد أحد أعضاء جسدك المهمة كعينك أو بصرك , عمرك ما هتقدر تعوضه و هتفضل زعلان على طول على عدم وجوده لأن في كل حاجة بتعملها حتحس انه فيه حاجة ناقصاك

على العكس من دا بالضبط , نلاقي أب تاني عاقل و زرين لفقد ابنه و عارف انه وديعة من ربنا عنده و استرجعها , و الأب الأشهر الذي فقد ابنه هو سيدنا يعقوب عندما فقد ابنه يوسف , سيدنا يعقوب أول ما سمع الخبر الكاذب على لسان اخوة يوسف قال كما قص علينا القرآن ("فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ") آية 18 يوسف
حتى كمان لما فقد ابنه التاني قال كما قص علينا القرآن ("فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ") آية 83 سورة يوسف

من سلوك و تصرفات سيدنا يعقوب نقدر نستقي أسوة و قدوة في التعامل مع القدر , و نتعلم إزاي نقد نقف قدام أي مشكلة كبيرة أو صغيرة قالها القدر.
يعني لو حصلك حاجة وحشة و مش هتقدر تغير فيها حاجة او ترجعها , كل اللي تقدر تعمله , هو الاتزان و الهدوء و البعد عن العصبية , و انك تدعي و تطلب من ربنا رفع البلا عنك و أنت لأنك مخلص و مصدق في كل حاجة قالها سبحانه و تعالى و قالها رسوله الكريم.
قال تعالى ("وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ {156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ") آية 155,156,157 البقرة

اللي بيحصل لينا من مشاكل أو أي حاجة غير متوقعة هو اختبار من الله سبحانه وتعالى لنا, أتُرى ننجح فيه أو نفشل و نفقد عقلنا و صبرنا أمام ما يحدث
كل واحد , , , حر يختار الطريقة اللي يتعامل بيها
خير خير خير

كان معكم
فتوح أبو المفاتيح – واحد من اللي هما إحنا

11 ثلاثية القضاء و القدر – اولا حقيقة القضاء و القدر



أولا : حقيقة القضاء و القدر
ثانيا : مراقبة القدر و أحداثه القاهرة
ثالثا : مرونة التعامل مع القدر

بداية نعني بالقضاء و القدر هو أن يعتقد النفر مننا بأن العالم كله بكل ما يحدث فيه هو في يد الله و أن كل حاجة بتحصل ربنا هو اللي بيعملها و مقدر ليها إنها تحصل.
بمجرد وجود الحقيقة دي جواك المفروض , و نقول كمان مرة المفروض تكون مطمن جدا و في بطنك بطيخة صيفي من بتوع زمان , لأن كل حاجة هتحصل ربنا هو اللي عاوزها ,و أحنا عارفين و متأكدين قد أيش ربنا بيحبنا
قال تعالى ("وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ") 21 يوسف

عشان كدا يا صاحبي , إحنا كمسلمين لازم نكون أكثر الناس اطمئناناً و سكينة لأننا بنعمل اللي علينا و مبتفرقش معانا ايه اللي هيحصل بعد كدا , لأن كل حاجة هتحصل هي بأيد ربنا , و دايما أي حاجة ربنا يقدرها هي الخير.
احنا ممكن نزعل و نلوم نفسنا و نضربها بالدزمة لو قصرنا في حاجة و معملناش اللي علينا كشغلنا , كمذاكرتنا , كعبادتنا , كأي حاجة مفروض إننا نعلملها صح بس عملناها غلط , ساعتها ممكن نلوم نفسنا . . . بس هي دي الحالة الوحيدة اللي نلوم نفسنا فيها.
إنما . . . نعمل زي الناس الوحشين و نلوم و نزعل و نكتئب لأن حاجة مجتش زي ما توقعت بعد ما بذلت مجهود كتير خالص و عملنا كل اللي علينا , , , عيب عليك يا صاحبي , الإيمان بقدر الله هو أن تقر بكل ما يفعله الله لك خيره و شره.

أعرف ناس بتؤمن بعبثية الأحداث من حولنا , ودا بيبان أوي في مقالاتهم و أشعارهم زي واحد بيقول "ما الذي أبقيت للإنسان يا زمن الندامة" و بيقول كمان "سأكون ناراً تحرق الكهان و الزمن المعوق و الدجل" . . . فهمتوا حاجة؟؟؟
كل اللي شايفينه الناس دي إن فيه متاهة و هما جواها , لذا فلنلعن الزمان , و لنلعن العبثية , و لنلعن الزمن الذي يتخبطنا في أمواجه يمنة ويسرة , و لنلقي بكل لومنا عليه و نعلق أخطائنا و أخطاء غيرنا على زمن الندامة.
قريت حاجة من شعر الناس دي لتيتة فقالت : ايه ياخويا الحاجات دي . . . كتهم وكسة
المفروض إننا كمسلمين بنؤمن أن كل ما تأتي به الأحداث هو قدر من الله و إننا ملناش دخل بما تجري به الأحداث في يومنا و غدنا سوى أننا نقوم بما يجب علينا القيام به , ثم لا نبالي أي الحسنيين نفوز , فكلاهما خير لنا لأنهم من عند ربنا , قال تعالى:
("قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ {51} قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ")51 , 52 التوبة
فيه حاجة أكتر من الموت نخاف منها ؟ من ايمان المرء انه في كلتا الحالتين متفائل إما النصر و إما الشهادة
أما اخواننا المعتقدين في العبثية يقول لهم تعالى على لسان المؤمنين :
("وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ") 52 التوبة

رغم كل اللي فات و كل اللي قلناه و المفروض انه جزء اساسي في عقيدتنا و اللي هو الإيمان بقضاء الله خيره و شره . . . نلاقي إن وسطينا ناس كتير شايلة طاجن ستها و مش بس بيزعلوا و يغتموا بالحاجات اللي بتحصلهم , لأ دول بيزعلوا مقدماً لحاجات متوقعين إنها هتحصل لهم.

بيقول ديل كارنيجي : لكن كثير من الرجال الناضجين لا تقل مخاوفهم سخفاً عن مخاوف الأطفال و الصبيان , و في استطاعتنا جميعاً أن نتخلص من تسعة أعشار مخاوفنا تواً لو أننا كففنا عن اجترار خواطرنا و استعنا بالحقائق المدعومة بالأحصاء لنرى إن كان هناك حقاً ما يبرر تلكم المخاوف.
وحهة نظر كارنيجي هنا , انه يقدر يلغي خوف الناس من المجهول عن طريق احصائيات توضح للشخص الخائف المرعوب إن احتمال حدوث المشكلة دي أو الكارثة دي 1/1000 مثلا.
يعني لو بصينا لشركات التأمين نلاقي إنها بتراهن على خوفك و قلقك من المجهول و الكوارث و المصايب و النكبات اللي مش هتحصل خالص.
يعني ببساطة انت بتراهن نفسك و الشركة بفلوسك إن المشكلة دي هتحصل و لا لأ
وشركات التأمين دي هتفضل تكسب دهب من ورا الناس الخوافة دي لأن الكوارث و المصايب التي يتوقعها الناس لا تقع بالكثرة التي يتصورونها.
ديل كارنيجي بيحكي قصة تاجر أمريكاني بينقل بضاعته "فاكهة" في قطار , دايما معذب نفسه بفكرة ماذا لو حصل مصيبة للقطر , جموسة تقف قدامه فيخبط فيها و يتقلب زي ما حصل في مصر , و البضاعة تموت و تبوظ , أو إن الكوبري يقع بالقطر فبرضه البضاعة تبوظ , مع انه عامل تأمين على البضاعة بتاعته بس هو خايف أحسن البضاعة تتأخر على العملا وبالتالي هيخسر زبائنه , المهم انه فضل يهري و ينكت في نفسه لحد ما أوهم نفسه انه عنده قرحة في المعدة و لما راح للدكتور قاله انت بتستعبط أنت مية مية و زي الفل , التاجر وقف مع نفسه شوية وقال ايه اللي أنا فيه دا , سأل نفسه انا استخدمت كام عربية السنة اللي فاتت 25,000 عربية , باظ منهم كام واحدة 5 بس , يعني خسارتي كلها 1/5000 عربية , أنا كدا بستعبط , , , أنا قلقان ليه؟
الملحوظة هنا : انه كويس جدا إن الواحد يطمن نفسه بالشكل دا بس , برضه لازم نؤمن إن كل اللي يجيبه ربنا كويس.

تمام كدا بس كل اللي فات دا ولا يسوى نكلة مع الناس ذوي الأمزجة السوداء و العقول الكئيبة المتشائمة.
تلاقي الواحد من دول يتوقع حاجة وحشة محصلتش يقوم يعامل اللي حواليه على أن الحاجة دي لازم هتحصل ويتعامل معاهم وحش و يكتئب في وشهم , و بالتالي هما لازم يدوه ردة فعل للي هو بيعمله معاهم تكون ايه ؟؟؟ مفيش غير الحاجة الوحشة اللي أخونا الكئيب متوقعها.
بجد أنا مكنتش عمري أتخيل وجود ناس زي دي غير لما قابلتهم و انكويت بنار توقعاتهم السوداء . . . اللهم احفظنا

عشان كدا سيدنا النبي بيؤكد انه من الايمان تقبل اسوأ الفروض برضا نفس على انها قضاء الله الذي لا مفر منه.
يقول حبيبي عليه الصلاة و السلام ("لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره و شره , و حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه و ما أخطأه لم يكن ليصيبه")
السعيد اللي فينا هو اللي يقدر يحس بكدا و يعيش كدا , هيقدر يزيح عن كتفه حمول كتيرة جدا , و هم كبير أوي , عشان كدا سيدنا النبي قال ("من سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله له , و من شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله , و من شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله له")
سامعين آخر كلمة ؟؟؟ يعني تعس و شقي من سخط على قضاء الله له . . . انت بتستعبط بتعترض على حاجة ربنا قدرها ليك؟

النقطة الأخيرة و المهمة في مسألة القضاء و القدر . . . انه فيه ناس بتعتمد على الموضوع و تتكاسل عن العمل و يقعد بطة و يتماوت و ميشتغلش ولا يذاكر و كل دا تحت حجة إن اللي عاوزه ربنا هيكون.
فيه شاعر من زمان قال
و السعي للرزق – و الأرزاق قد تمت - * * * بغيٌ ألا إن بغي المرء مصرعه
و دا لمؤخذه هجص كبير أوي و تأويل على ربنا
قارن كدا يا صاحبي بين التاجر الأمريكاني اللي من قلقه على رزقه خايف على القطر أحسن ينقلب فتبوظ البضاعة فيخسر زبائنه , وبين شاعرنا العربي الهمام اللي عاوز يفضل نايم في بيتهم لأن لا مؤخذة الأرزاق مقسومة , و على فكرة فيه حوالينا ناس كتير بتقول الكلمة دي و بتعمل زي الأخ الشاعر دا , قال تعالى ("كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ")

يا ابن الناس , , , اللي هتعمله هتلاقيه , و كل واحد قد ما ادى هياخد , احاديث و تعاليم رسول الله بخصوص الإيمان بالقدر ما هي إلا وسيلة لدفع و علاج القلق و التشاؤم لا ذريعة للكسل و الخمول و التنبلة

ربنا يهدي الجميع . . . محدش عارف الخير فين

كان معكم
فتوح أبو المفاتيح – واحد من اللي هما إحنا

الثلاثاء، 24 أغسطس 2010

الحياء - هذا الحب المفقود


الحياء
حاجة مبقتش موجودة في ثقافتنا , شئ نادر كمن يبحث عن ابرة في كوم قش
زمان
الحياء دا كان من أحلى صفات البنت
دلوقت . . . .بح

بقا عادي جدا انك تلاقي بنوتة حلوة رقيقة بتعمل . . . . و . . . . و . . . . في الشارع أو الكلية أو في الشغل.
مش عارف أقول أيه؟؟؟ أو أبدأ إزاي أو ايه اللي اتكلم عنه ؟؟؟
اتكلم عن اللي بشوفه واللي بسمع عنه و اللي حصل معايا أو اللي بكرهه وبحس اني هولع لما بشوف حاجة زي دي .

دي بتوصل ببعضهن انهم يتعاملون بدلال ونغج مع اغراب واسترقاق في الحديث و تلطف في الكلام بأسلوب يقترب كأنه اخوها أو أبوها و في بعض الأحيان كأنه زوجها .
أم اتكلم عن اللي مفروض تكون عليه بناتنا ولازم يعملوه ؟؟؟
ممكن واحدة تقول انا ماليش دعوا أو ما شابه .

أنا مش هعرف أرد عليها مباشرة , أنا مرة كتبت مقالة شديدة اصف فيها بصراحة اللي بفكر فيه في حالات مشابهة, بعدما انهيتها وقرأتها مرة أخرى ارتجفت من هول ما كتبت فيها وما وصفت , ارتجفت فرقا عندما تخيلت ما كتبت , ونحيتها جانبا ولم اعرضها لأحد أو يقرأها.

أو رد اخر سريع و مختصر , ما اصفه و اتخيله هنا هو صفات صغيرتي الحلوة حبيبتي و معشوقتي رائعة الجمال شديدة الحسن , ابنتي الحسناء حبيتي حبيبة , مشابهةً لزوجتي والدتها أم حبيبة – كما كانت زوج رسولي وحبيبي رسول الله .

لييه ؟ لأن النوعية دي شايفة نفسها صح ومبتقبلش أي نقد من أي نوع كان , لأن دا استايل أو لنقل سلو المجتمع اللي هي فيه , و لأن شخصيات مماثلة بتتلقى الدعم بتاعها و القوة من امثالها من المحيطين بها من آفات المجتمع والعالات على الثقافة .
تاني سبب لأني مش عاوز اتكلم عن المشاهدات والممارسات المماثلة , إني مش عاوز حد يعتقد اني اقصده بالكلام دا , حاجة حلوة اتعلمتها من الشيخ مسعود رحمه الله - شهيدا
قالي ايه : النصيحةتكون غير مباشرة و إن كنت عاوز تحذر من شخص أو ناس لا تذكر اسماء , لأن دا يحفظنا من الزلل و الخطأ وقد يولد الضغينة , ولا نريد من أحد انه يعتقد إن في هذا ضعفا , بل هو القوة و منتهى القوة , لأن هذا يتطلب منا عقلا و كظما للغيظ حين تشاهد حدا من حدود الدين تتجاوز و حكمة كبيرة حتى تستطيع أن تنصح و أن تذكر ما تريد .
إلى هنا انتهى كلام الشيخ مسعود رحمه الله – شهيدا .

طب اشمعنا الحياء بالذات , أكيد فيه اخلاقيات كتير غايبة عن المجتمع ؟

نتكلم شوية عن حبيبتي حبيبة ونرجع للسؤال دا .
حبيبة هتتعلم مني كل حاجة , هعلمها كل حرف في حياتها , أهم حقيقة هتتعملها مني و هتعلمها معاها و هصر عليها وهتعيش بها حتى تموت شهيدة .
حبيبة ستكون مع الحق ولا تبالي . . . حتى لو كان العالم كله ضدها .
لأنه ماذا سينفعها إن ربحت الناس و خسرت نفسها
ماذا يستطيع أن يسلبها الناس إن كانت جنتها في صدرها , عند ربها , وهي تعلم أن وعد الله حق وحقيقة كما ترى الشمس في وضح النهار.
دي كانت نقطة.
نقطة تانية , فيه آية حبيبة بتحبها جدا و بتفكر فيها كتير , يقول الله تعالى في سورة الأحزاب -آية36 : وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله و رسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم.

نرجع للنقطة اللي سبناها , اشمعنى الحياء .
الحياء خلق الاسلام, سيدنا النبي قال : إنَّ لكل دين خلقاً ، وخلق الإسلام الحياء - موطأ مالك ، وسنن ابن ماجه .
وقال أيضا : الحياء لا يأتي إلا بخير – صحيح مسلم , و صحيح البخاري .
وهو من الأخلاق التي يحبها الله ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : إنَّ الله حيي سِتِّير يحب الستر و الحياء - سنن أبي داود والنسائي .
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعه فإن الحياء من الإيمان – صحيح مسلم , و صحيح البخاري .

الحياء من أروع و اجمل الاخلاق .
لأنه بيصد صاحبه عن كل قبيح و ذميم من الأخلاق , و يصده عن كل فعل أو تصرف سئ .
يعني , لما تكون حبيبة متصفة بالحياء , هنلاقيها دايما عاقلة و رزينة , محدش هيجرؤ أنه يتطاول عليها, مش هنسمع صوتها بدون سبب , وإن اتسمع صوتها كل الناس هتسكت و تسمعه , لأنه هيكون صوت في الحق بس , مش هتكون ضحكة , أو كلام بلا معنى مع اشخاص بلا معنى .
لما تكون حبيبة متصفة بالحياء , مش هتضيع وقتها في حاجة ملهاش لازمة مش هتقعد تسمع اهات و احزان شاعر أو مغني , مع ملحوظة انها هتقرا أشعار و قصص من دي , بس دا لأنها ثقافة , وليس لأنها عقيدة أو اسلوب في الحياة تنتهجه .

حبيبة مش هتكون منغلقة , هتكون الأكثر ثقافة و الأكثر علما و الأكثر عقلا و الأكثر أناقة .
الحياء هيخلي حبيبة تعرف سكتها الصح و ايه الأفيد ليها و أيه اللي هتقدر بيه تعلى و يعلى معاها الدين .
مع خلق الحياء حبيبة هتكون الأجمل و الأروع و الأكثر سحرا و جمالا .
زي حبيبة هيكون الأكثر حشمة , لأنها عاقلة هتختاره بعقل من أول الطرحة حتى الحذاء , هتعرف ايه اللي يقدر يحميها من الناس ونظراتها و تحفظ نفسها و يحفظ ليها كرامتها و قدرها بين الناس سواء بتصرفات أو بزي .

النهاردة حصل موقف نفسي اقتل نفسي عشانه , انسة محترمة في عمر 19 سنة واقفة في المترو , محتشمة بمقاييس اليومين دول , بلوزة طويلة شبه ضيقة , بنطلون واسع , طرحة معتادة . حتى الآن الموضوع معتاد , فين المشكلة ؟؟
لأن آنستنا تعيش حياتها و يومها المعتاد و تمارس ما اعتادت عليه , كانت واقفة واضعة شنطتها على كتفها و ممسكة بعمود عشان تعرف تقف , و لأن الطرحة قصيرة فكانت منحسرة بالكامل من الخلف ,عنقها حتى فتحة البلوزة و شعرها منحسرة عنهما الطرحة .
كدت أموت , كيف لأختي أن يحدث لها هذا ؟؟؟ شعرها ظاهر للجميع , اخبرتها بأن طرحتها منحسرة من الخلف, و أنا اكاد أموت من الخجل .
حمدا لله عدلت من وضع الطرحة , و قالت "مرسيه" .
اعتقد انه يوجد الكثير منا من رأي مشهدا مماثلا و آثر الصمت وعدم الحديث , لقد استغرق مني الأمر محطتا مترو حتى استجمع شجاعتي واخبرها بهذا الأمر , ولكم رأينا كثيرا من اخواتنا يظهر شعرها من تحت طرحتها سواء لأنها شفافة , او لأنها انزلقت من فوق شعرها من الأمام , ويشاهد الجميع شعرها و كيانه وهلم جرا , كأي جارية في سوق النخاسة .
حبيبة حبيبتي لن يرى شعرها غريب , لن يراه سوى زوجها , عندما اهديه اياها .

اخبركم بأمر اخر نقلا عن احدى الفتيات .
كانت تقول حين ارى فتاة غير محتشمة , ارى الناس يأكلوناها بأعينهم أشعر كأني عارية و أنهم يلتهمونني مثلها بالظبط , لأني فتاه مثلها و ما يلحق بها من اذى يلحق بي أنا الأخرى .

ساحرتي الصغيرة حبيبة , ستدرك كل هذا و اكثر منذ حداثة سنها و الفضل لن يكون لي لوحدي بل سيكون لولدتها أم حبيبة التي ستكون من القليلات اللاتي يتحلين بهذا الخلق النادر في مجتمعنا ال .. . , فيه مثل شعبي بيقول – أقلب القدرة على فمها تطلع البت لأمها .

اللي فات دا كله بيدعم قول سيدنا النبي : الحياء كله خير - صحيح مسلم .
الأصل أن قول سيدنا النبي صحيح و لا يقبل الجدال , ولكن ما سبق هو نوع من الشرح و التوضيح لفهم أفضل .

عارفين
امنيتي ومناي هي بنتي حبيبة
اتمنى من الله ان تكون كما اتخيل
امنيتي من الله أن تصبح شهيدة في سبيله , و أن تشفع لي يوم القيامة , و أن تكون من عملي الصالح و أن تأخذ بيدي و تدخلني الجنة , و ارجو من ربي سبحانه وتعالي إن كان لي عمل صالح فلا تدخلني إلا بتربيتي لحبيبة أريدها هي من تدخلني الجنة .
اريدها أن يكون حبيبها و قدوتها الأولى حبيبها النبي , أن تعيش عمرها حتى تعلي كلمه الله في الأرض

ولأن خلق المؤمنين الحياء فسيكون هذا الخلق الأول لحبيبتي حبيبة .
اللهم ارزقنا الاخلاص في العمل .

ختاما

سؤال بسيط لكل من يقرأ هذه المقالة جيدا , و أركز على جيدا , لأنها طويلة و معقدة قليلا .
ماذا تعتقد من تصرفات تمارس هي بعيدة عن الحياء , ولماذا ابتعدت اخواتنا و اخواننا عنه بل إنهم في بعض الأحيان يهاجمونه بضراوة كأنه ضرب من الخزي و العار يلحق بهم إن اتصفوا بالحياء ؟؟؟
أم أن مجتمعنا بعدما اصبح طبعه العري و انعدام التمييز بين كون الفرد ذكر كان أم انثى , ولولا بقية من عرف وأركز على عرف , لأصبحنا من همجية "بداعي الليبرالية" كما هو حال المجتمعات الغربية .


استغفر الله العظيم.

في بعض الأحيان نستطيع تمييز أين الخير ولكن نرفض التوجه إليه
ولكن نلتمس العذر, سيدنا النبي قال التمس لاخيك بضع وسبعين عذرا فان لم تجد له عذرا فقل لعل له عذرا لا اعرفه .
بس دا لا يعني أن احنا نسكت , بل دا يكون دافع اقوى لينا إن احنا نحاول نهدي اخواتنا .
دا شئ

تاني شئ , إن الحديث دا يقصد انتحال الأعذار في الأمور الدنيوية وليس الأمور الدينية , لأنه كما قال حبيبي و حبيب حبيبة سيدنا النبي : إن الحلال بين و إن الحرام بين و بينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس , فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه و من وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا و إن لكل ملك حمي ألا و إن حمى الله محارمه ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي القلب - صحيح مسلم , و صحيح البخاري .

يعني على ما اعتقد في حالات زي دي ناخد الفعل الأسلم و الأحرص و نبعد عن الشبهات .
لأن القاعدة اللي متمسكة بيها حبيبة بتقول : انها مع الحق ولن تبالي . . . حتى لو كان العالم كله ضدها, لأنه لن ينفعها شئ إن ربحت الناس و خسرت نفسها .
خير . . . خير. . . خير
محدش عارف الخيرفين
وشكرا

كان معكم هادئالنفس
فتوح أبو المفاتيح– أبو حبيبة

الأحد، 22 أغسطس 2010

10 بص لقدام و متعيطتش على امبارح


بيقولك الماضي هم و حاجات ممكن نكون ندمانين عليها
Past
راح و انتهى
و المستقبل هو
Future
لسا مجاش منعرفش عنه حاجة
كل اللي في ايدنا هو الحاضر و بيسموه
Present
و تعني الهدية و الهبة , , , الحاضر هو هدية الله لنا نستغله نعمل فيه و نشتغل فيه و نطور فيه نفسنا

انصحك لو حصل ليك حاجة زمان و شاغل نفسك بيها كتير – انصحك تنسى و تشغل نفسك بدلوقت , لأنه لو كان ممكن الواحد يرجع للماضي و يصلح فيه حاجات , مكنش ربنا حرمنا من الموضوع دا , و كنت لاقيت كل الناس عايشة في الماضي تصلح فيه و تلعب فيه و اللذيذ مكناش طلعنا لقدام إلا بواسطة بعض الناس اللي تؤمن إن النهاردة هو المتاح لينا نعمل كل حاجة فيه و نطور نفسنا و نصلح اللي انكسر فيه

و لأن الفرضية اللي فاتت مش ممكنة , ألا و هي رجوعك بالزمن , يبقا نرجع تاني لهبة الله لنا و هو الحاضر , اهتم بيه استغله ففيه كل ما يرضيك و زيادة
بس أنت فكر شوية كويس و ظن بالله ظناً حسناً
و قول يارب

كان معكم متفائلاً
فتوح أبو المفاتيح – واحد من اللي هما إحنا

09 خلي بالك من الحاجات التافهة


افتراض
بإفتراض إننا كلنا ناس حلوة و محترمة – و أنا معاكم في الفرضية دي – هنلاقي إننا و الحمد لرب العالمين على كل حال بنحرص إننا نبعد عن الكبائر فمتلاقيش حد فينا قتل عم جمعة البقال عشان ياخد تموين السكر اللي عنده , أو سرق عم جمعة قبل ما يتقتل و راح يشرب بالفلوس خمرة , أو إن واحد فينا أكل مال يتيم , أو تلاقي واحد تاني افترا على خلق الله واتحكم فيهم و طلع عنيهم بسبب أو بدون سبب , أو تاني زنى أو أي حاجة تانية , الحمد لله معملناش الحاجات دي , يعني نحسبكم جميعاً على خير و لله الحمد.

الملحوظة العامة القوية إننا كلنا بنخلي بالنا من الحاجات و الذنوب المجعلصة و المشاكل المجعلصة الكبيرة دي , يعني بنخلي بالنا من الخطر الكبير الواضح بس , و في معظم الأحيان الأخرى مبناخدش بالنا من الأخطاء و المشاكل النونو الصغنونة.
زي مثلا : كلنا عارفين إننا لو عدينا الشارع قدام عربية بتمشي بسرعة فهي هتدوسنا و تفعصنا و تموتنا على الآخر يا حرام فعشان كدا بنخلي بالنا , بس كتير أوي مننا بيتجاهل انه يلبس حزام الأمان كأنه مش مهم , مع أنه لو خبط في نفس العربية المسرعة هيموت برضه يا حرام لأنه مش لابس حزام الأمان.

هي دي بقا الفكرة في توافه الأمور , حاجة صغنونة أوي بس لما يتجمعوا مع بعض تعمل أثر و ضرر كبير , ممكن تسبب كارثة بعد الشر عليك يا صاحبي
و لأن سيدنا النبي بيحبنا و رايد لينا الخير دايما , سيدنا النبي و الحمد لله قدر قبل ما يموت انه يقضي على عبادة الأصنام تماما في أرض العرب و يقر و يقيم أمة تعبد الله وحده لا شريك له , لذا فقد قال صلى الله عليه وسلم ("إن الشيطان قد يئس أن تُعبد الأصنام في أرض العرب , و لكنه سيرضى منكم بدون ذلك بالمحقرات , و هي الموبقات يوم القيامة") - معنى الموبقات اى المهلكات التى تؤدى بفاعلها الى النار و العياذ بالله.
بمعنى آخر إن سيدنا النبي بينبهنا إن الشيطان مش هيجي لأي واحد فينا حلو و محترم و يحاول يقنعه انه يعبد اللات و العزى و يقولها نحن غرابا عنك أو انه ينزل يقتل عم جمعة تاني و ياخد المرادي السكر و الشاي و الزيت اللي عنده , , , لا لا لا خالص , الشيطان هيسعى انه يخشله من حتة دفاعتها بسيطة ضعيفة , يا عم ما تيجي نكسل النهاردة , طب ما تيجي نتفرج على الفيلم ده دا يدوب فيه منظرين بس و بوس كمان يعني مش حاجة عيب , طب ما تيجي نشوف الكليب دا بيقولوا عليه تحفة . . . شوفت الإخراج مذهل , طب شوفت المزة

أخونا ديل كارنيجي بيقول : إننا غالباً ما نواجه كوارث الحياة و أحداثها في شجاعة نادرة و صبر جميل , ثم ندع التوافه بعد ذلك تغلبنا على أمرنا.
زي واحد كنت اعرفه كان بيقولي : لا يا عم أنا مش بشرب ولا هشرب مخدرات دي بتدمر الصحة وكمان حرام , على الجانب الآخر تلاقيه بيضرب سجاير و شيشة و الحاجات دي مضيعة صحته و صدره بيشخشخ و كحة على طول و عينه حمرا و تحت عينه سوااد الليل و يا عيني هفتان و بقا أسمر بعد ما كان أبيض قشطة
مثال : على توافه الأمور , كان فيه واحد في فرنسا بيتعدم اسمه "سير هاري فان" لما خدوه للجلاد عشان يعدمه و يقطع راسه بالسيف الكبير خالص يا مسكين محاولش يطلب الرحمة أو العفو أو اي حاجة من الحاجات دي , لأ دا طلب من الجلاد ميضربش بالسيف حتة معينة في رقبته لأنه مخبوط فيها و بتوجعه أوي فياريت يضرب تحتها شوية

بيقولوا زمان في الصين , كان فيه شجرة ضخمة خالص عمرها 400 سنة بحالهم , صواعق البرق ضربتها 14 مرة "بوم بوم" ولسا واقفة , عواصف الشتا الشديدة لمدة 400 سنة و يا جبل ما يهزك ريح , في أحد فصول الربيع بعد 400 سنة راجل بعربية قش مسوس رماه جمب الشجرة , السوس و الحشرات سكنت في الشجرة , سوس تافه صغنون أوي أوي , خلال سنة يعني 12 شهر الشجرة دي بح , أصبحت أثراً بعد عين . . . راااحت السوس نخورها و انهارت تماماً.
تلاقي الواحد فينا زي الأسد قدام أي مشكلة كبيرة و يشد حيله و نعجب بيه جدا لصموده و قوته , ويعدي المشكلة بفضل الله بأقل الخسائر الممكنة, و بعد كدا تتلم عليه الصغائر و التوافه و تلاقيه اتهد و اختفى , تسأل عليه و تحاول تعرف السبب متلاقيش حاجة و متلاقيش رد محدش عارف حاجة محددة واحد يقولك الفراغ و التاني يقولك الملل و التالت يقولك ليبيا , متعرفش كله في علم الله.

و لأن سيدنا النبي حبيبنا و بيحبنا أوي , فهو بيحب يعلمنا بأمثلة عملية , و مش بيقول بس كلام نظري , لأ دا بيدعمه بورشة عملية توضح وجهة نظره عشان تثبت المعلومة عند الصحابة و عندنا من بعدهم
روي عن سعد بن عبادة قال : لما فرغ رسول الله من غزة "حُنَين" روحنا لمكان واسع و فاضي مفيهوش أي حاجة خالص "قفراً" فقال النبي ("اجمعوا . . . من وجد شيئاً فليأت به , و من وجد عظماً أو سناً فليأت به") يقول سعد في ظرف ساعة كنا عاملين جبل من الركام كبير أوي فقال النبي ("اترون هذا , فكذلك تجتمع الرجل منكم كما جمعتم هذ ,فليتق الله رجل فلا يذنب صغيرة و لا كبيرة فإنها محصاة عليه")

دا عن توافه الأمور اللي احنا بنعملها , فيه برضه حاجات تانية تافهة لازم ناخد بالنا منها ’ فيه ناس تافهة بتعمل ايه ؟ تلاقي واحد محترم و كويس ممكن يسهى و يحصل منه خطأ بسيط , تيجي الناس دي و تكبر الموضوع و تعمل من الحبة قبة و قدوتهم النصيحة الخالدة اللي قالها اب لأبنه : بيقولوا واحد راح لأبوه وقاله : بابي علمني التفاهة يابا , قاله يا ولدي بسيطة تيجي في الهايفة و تتصدر.
فالناس دي بتيجي في الهايفة و تتصدر عشان غلطة بسيطة تمسح كل الخير اللي الشخص دا عمله , زي ما في ستات تحسن لها الدهر كله ثم تعمل خطأ بسيط في حقها , فتقول لم أر منك خيراً قط , و تبقا الراجل الوغد الزنديق اللي بيلعب بديله اللي مطلع عنيها و بخيل و مقرح ولا عمرك في يوم قلتلها كلمة حلوة و لا عمرك صرفت عليها و لا موقف عدى عليكم طلعت فيه راجل بجد – يا ا ا ا ه اسلوب وحش أوي , ربما ما يوريكوا

و من ضمن توافه العصر برضه , نلاقي انه فيه موضوع كبير و حلو و جميل بس فيه مشكلة صغيرة بسيطة , نلاقي ناس تقوم مركزة على الحاجة التافهة دي و تنسى كل الخير و الحلو في الموضوع و تظلم الأمر كله بوصفه تفاهة و غير ذي نفع.
زي أكتر من واحد بعتلي بيقولي إن الكتابة العامية كلها شر , و سفه و تدني في لغة الحوار و امتهان للخطاب الديني و أني كدا بنزل للدين لمستوى لغة العامة , واني كدا كمان بضيع لغة القرآن الكريم و انه رافض الموضوع كله مهما كان الكلام المكتوب جواه و انه رافض الموضوع كله مهما كان الكلام المكتوب جواه ورافض يبص فيه أو يقراه لأنه يترفع عن القراءة بهذه اللغة , على اساس انه بيروح لبتاع الخضار و يقوله اعطني حبة من يقطين "قرع عسلي" يا أخي.
يعني نسي و تناسى و تجاهل الفائدة اللي ممكن تحصل من فهم أفضل للدين من طرح الأمر بشكل بسيط بأمثلة قريبة من الحياة اليومية , تمكن العامة من فهم أفضل للدين لما تكلمهم بأسلوبهم

كنت أعرف شيخ أزهري لطيف أوي و حبوب جدا بعمة و جبة وقفطان , الراجل دا الجامع بتاعه في منطقة سوق الخضار و هو شيخ الجامع دا , كل الناس البائعين و سائق الكارلو بتحبه و بتثق فيه أوي و بتستشيره في كل حاجة حتى لما الواد عوضين يطلب أيد البت باتعة للجواز , بياخدوا رأيه بصفته عالم دين محترم , الراجل دا لما بيتكلم معاهم تحس انه عربجي , اسلوب كلامه و تعابيره و مصطلحاته عربجي أصلي , لما بيقعد معاهم و يتكلم معاهم بنفس لهجتهم بينصتوا ليه , بيقعد يشرح ليهم أمور الدين و حديث رسول الله و ينور ليهم حاجات كتير أوي , ناس كتيرة مكنتش أتخيل أنهم يعدوا من قدام الجامع فما بالك انهم يخشوه , دلوقت بقا بيخشوا يصلوا و يحضروا درس الشيخ بعد العصر , كل دا لأنه قريب منهم . . . حسسهم انه واحد منهم
يا عمنا دا حتى ربنا سبحانه و تعالى بيتجاوز عن توافه الأمور مقارنة بالخير اللي جمبها , قال تعالى:
("إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً")

يا صاحبي الأمر أبسط من كدا , حاجة تانية من التوافه اللي تخلي بالك منها , الحياة أبسط مما تتخيل , لو حد عمل حواليك حاجة تافهة تجنبها , مش لازم تدق بالشاكوش على راسه و تعلق ليه المشنقة , بجد الأمر متعب أوي و خنيق , أنا وقعت تحت أيد حد بيعمل كدا , مش بيعلق المشنقة بس , دا مقصلة و كبيرة أوي , فإياك تعمل كدا مع اصحابك و الناس اللي بتحبهم , الأمر وحش جدا . . . هيكرهوك و يتخنقوا منك جداً.
و لو متجوز أو خاطب أو ناوي تتجوز "زيي" خلي بالك مش كل حاجة تتعصب عليها و تبرم شنباتك و تعمل فيها السبع رجالة و تعمل من الحبة قبة و مشكلة , يعني لو معجبتكش حاجة في الآنسة الحلوة أو المدام الفاضلة أكيد هتلاقي فيها حاجات تانية كتير حلوة.
سيدنا النبي بيقول ("لا يفرك "لا يكره" مؤمن مؤمنة , إن كره منها خلقاً رضي منها الآخر")
اعقل يا صاحبي , ومش كل حاجة تحمر ليها و تاخدها على صدرك و تقول كرامتي و يأبي الشرف الرفيع من الوجع حتى يسال على جوانبه الكريم كراميل
صلى على اللي هيشفع فيك , و بص لكل حاجة بصة واسعة وشاملة و قول يارب

كان معكم
فتوح أبو المفاتيح – واحد من اللي هما إحنا

الجمعة، 20 أغسطس 2010

08 هوااا . . . فاااضي . . . فراغ يعني


مسأله انه دايما عندنا وقت فاضي مبنعملش بيه حاجة أو فيه . . . المسألة دي بعتبرها كااارثة , لأن الفراغ دا قاتل مأجور , عامل زي "لا مؤخذة" كيس زبالة معفن كل اللي بيعمله انه بيلم مشاكل و قطط تتخانق و ممكن يجيب كلاب و تبتدي الجراثيم و الدبان تتلم عليه و تشوه الصورة و تاكل فيه تاكل فيه "اللي هي نفسك" قطعة تلو الأخرى

بما إن الدنيا دار عمل , و اللي بنعمله فيها هنلاقيه مستنينا في آخرتنا , ففي تخيلي إن الناس اللي عندها فراغ كتير شويتين و قاعدة ايديها على خدها مبتعملش حاجة , هتحشر يوم القيامة صفر اليدين مفلسين مش معاهم حاجة خالص و راسهم مدلدلة من الخزي
عشان كدا سيدنا النبي نبهنا للموضوع دا وقال ("نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس , الصحة و الفراغ")
وقال الإمام الشافعي : إذا لم تشغل نفسك بالحق شغلتك نفسك بالباطل.

إحنا على فكرة متساهلين أول في حق نفسنا و مستهينين بها جدا , نفسنا دي زي مفاعل هالوجيني صغير , دائما و ابدا عاوزة تتحرك تفكر في أي حاجة مبيقفش غير لما تموت و يصحا تاني في البرزخ و تقابل منكر و نكير يا باشا , نفسك دي لو مشغلتهاش بحاجة كويسة مفيدة سواء في عملك , دراستك , دينك , علاقاتك الاجتماعية , أو مشروعاتك الخيرية , هتلاقي أفكار سودة و حاجات وحشة نطت على دماغك "قطط و فران و كلاب و دبان" وبقيت عايش في توهان و فراغك فيه حاجات عجيبة و تلفزيون بكل شياطين الأنس اللي فيه

الأخ ديل كارنيجي بيقول : إننا لا نخشى أثراً للقلق عندما نعكف على اعمالنا , ولكن ساعات الفراغ التي تلي العمل هي اخطر الساعات شراً , فعندما يتاح لنا وقت فراغ تبدأ شياطين القلق في مهاجمتنا و نبدأ نتسائل : ياترى هو انا مبسوط في حياتي ؟ يا ترى يا هل ترى الريس في الشغل كان قصده ايه باللي قاله ؟ طب عم جمعة البقال ليه يديني ضهره و هو بيقفل باب المحل ؟
وهلم جرا من الأسئلة المولدة للقلق و نحن نحسبها تفكيراً , بس انت لو مشغول بهدفك و عملك و حياتك الفعلية مش هتفكر في الحاجات العجيبة دي

الفراغ جواك يا صاحبي عبارة عن عدم . . . حيز معدوم الضغط معدوم الكيان معدوم الملامح
تبقا انت قاعد كدا و جواك الأخ فراغ , و لأن نفسك عمالة تتحرك و مفيش حاجة تهدها فتقوم تخبط في الفراغ فتعمل فيه خرم , يقوم العالم الخارجي "اللي فيه ضغط" بأسرع ما يمكنه يحاول يملا الفراغ دا , دا طبعا طبقا للمبدأ الفيزيقي إن التيار بينتقل من المكان الأكثر ضغطا للمكان الأقل ضغطا . . . لحد هنا ماشي بس المشكلة في اللي جاي.
نلاقي إن مشاعر القلق و الخوف و الحقد و الغيرة و الحسد مشاعر خشنة قوية مدمرة متوحشة , تندفع بقوه همجية و تبدأ المشاعر السخيفة دي تزيل و تمسح كل آثار و معالم السلام و الاستقرار و السكينة جوا نفوسنا.

عشان كدا يا غالي نصيحتنا ليك النهادرة . . . حصن نفسك , إلا لو كنت غاوي هم و نكد "أنا اعرف ناس كدا" حصن نفسك يا صاحبي , المهم إنك متسبش نفسك لوحدها مستسلمة للفراغ . . . لما تيجي تقعد ترتاح متقعدش لوحدك , اقعد مع حد بتحبه , خده و اخرجوا في مكان هادي على النيل في نادي القوات المسلحة بالزمالك , اتكلم معاه و اسمعه او اقعدوا ساكتين , صدقني هتحس انك مرتاح و أكتر انبساطاً , أنا فاكر لما خدت بنت أختي و اتمشيت بيها على كورنيش اسكندرية كانت لحظات مذهلة

الفراغ . . . هذا الكائن السمج البغيض . . . بما إننا مسلمين , نلاقي إن الاسلام و فر لينا حاجات كتير و تعاليم مختلفة عشان نحمي نفسنا من البوبع دا , فنلاقي إن معظم تعاليم سيدنا النبي بتدور حوالين حاجتين : جهاد النفس و جهاد الناس
فجهاد النفس : إنك تبعد نفسك عن كل حاجة و حشة و تمنعها إنها تعمل الغلط و تحميها و تحصنها ضده الحاجات الشريرة
أما جهاد الناس : هو منع ظلم الناس و جهلهم من افساد الحياة و الدنيا و زعزعة ايمان الناس و انك تصلح و تعمر في الأرض مقابل تخريبهم إياها.
و النوعين اللي فاتوا من الجهاد , لو فكرت كويس فيهم تلاقي انهم هيستغرقوا حياتك كلها , أكيد ما انت بالطريقة دي هتفوت على كل تعليم حبيبنا النبي عليه الصلاة و السلام
عشان كدا سيدنا النبي علمنا الدعاء الحلو دا يساعدنا إننا نثبت و نقف صامدين فبيقول ("اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك")

ولينا طبعا في رسول الله اسوة حسنة في مقاومة الفراغ , فنلاقي انه طوال حياته كان دايما في عمل دؤوب لنشر الدعوة و مواجهة الكفر و الظلم في كل ركن من اركان الجزيرة
ومن بعد سيدنا النبي اتى أبو بكر و عمر , هما كمان مسابوش المسلمين قاعدين ايديهم على خدهم , فقد ارسلوهم في مشارق الأرض و مغاربها يفتحونها و في بضع سنين علا صوت لا إله إلا الله محمد رسول الله في بقاع الأرض تضيئها.

فيه سؤال محير متعلق بالأخ فراغ : يعني هو بس الفراغ اللي ممكن اقلق فيه و ادمر نفسي؟
الأجابة : في اعتقادك يا سيدي المواطن ما السبب في أن أمراً هينا كالاستغراق في العمل يطرد القلق ؟؟؟ أقولك سيدي المواطن الصالح , السبب في هذا هو أحد القوانين الأساسية التي اكتشفها علم النفس و هو : من المحال لأي ذهن بشري مهما كان خارقاً أن ينشغل بأكثر من أمر واحد في وقت واحد
و الكلام دا قريب جدا و يثبت قوله سبحانه وتعالى ("مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ")

ختاما: نلاقي إن الفراغ في بلادنا بيضيع و يدمر آلاف المواهب بداية بأطفالنا الحلوين اللي بنرميهم للتلفزيون و الكومكس و الجيمز و التلفزيون , ونتيجة لكل دا نلاقي في بلادنا تدهور مذهل في احوالنا السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و الاعلامية و الدينية
عمر بن الخطاب قال: إني ارى الرجل فيعجبني , فإذا سألت عنه قيل : لا حرفة له , سقط من نظري
اعتقد إننا كشعوب اسلامية ساقطين في نظر ناس كتير أولهم إحنا , ساقطين في نظر نفسنا

خير خير خير . . . محدش عارف الخير فين

كان معكم خائفا من فراغه
فتوح ابو المفاتيح – واحد من اللي هما إحنا

الخميس، 19 أغسطس 2010

07 العلم و اللي بيتعلموه و إزاي نتعلموه صح



كتبت قبل كدا كتيب لطيف عن أساليب التعلم وإزاي ممكن نتعلم صح – أنا بقول ممكن – الطريقة دي بيسموها تصنيف بلووم للتعلم

المهم
في أصول العلم بيعرفوا العلم انه كوكتيل من ثلاث أشياء : إدراك و قواعد و مَلَكَةٌ
إحنا لو عرفنا الحاجات دي هنقدر نقرب من معنى كلمة علم
الإدراك : و هو قدرتك على الفهم و الاستيعاب و تخيل و تحليل ما يقال لك , نضيف على دا كله وجود قبول لديك لما تتعلمه , و دا أهم حاجة لأن بدون قبول يبقا مفيش ادراك و مفيش تفاعل و أنا مش هجوزك البت
القواعد : هي الأصول و المبادئ و القوانين والنظريات و الفلسفات و المصطلحات و هلم جرا من رغي كتير حطه أصحاب العلوم المختلفة على مر القرون الماضية
الملكات : عبارة عن نتيجة للإدراك و نعني بها الشخص اللي عنده قدرة أعلى على الإدراك + انه من قبل كدا ادرك حاجات كتير و عنده قدرة على استيعاب و استعادة القواعد المختلفة , ويمزج اللي فات دا مع تطبيق كثير وخبرة بتطبيق القواعد , يعني لو اعتبرنا إن الإدراك و القواعد عناصر طبق اليوم يبقا الملكات هي الطبخة بعد ما تستوي.

فهمنا العلم ؟ ؟ ؟ فلنأخذ العلم الديني كمثال
الدين هو منهج كامل للرقي و التهذيب و الحب لله و رسوله و للناس كلها , بس عشان نستفيد منه و نحقق تغيير بيه مينفعش عن طريق نقله من لسان لآخر و من ودن للتانية أو إننا نحفظ الكلام كويس و نردده زي البغبغان أو إننا نؤدي العبادات و الطقوس بشكلها الصوري.
تناول الدين بهذا الشكل قليل النفع , بل ممكن نقول انه مالوش فايدة , فيه واحد من التابعين قال : العلم علمان ,علم في القلب ,فذلك العلم النافع , و علم على اللسان , فذلك حجة الله على ابن آدم
و حجة عليه ليه؟؟؟ لأنه بيقوله بس و مش جواه و مدركه صح

برنارد شو – كاتب انجليزي جامد – قال : إذالقنت إنسانا شيئا فإنه لن يتعلم أبداً
و دا طبعاً اللي بيتعمل فينا في معظم البلدان العربية – إلا من رحم ربي و دخل تعليم أجنبي – حشو و تلقين و متلاقيش حد فاهم حاجة, عشان كدا متلاقيش كتير بيعمل صح لأنه في الأخير بعد ما يخلص الجامعة . . .متعلمش حاجة . . . معدوم الملكات

ديل كارنيجي بيقول : إن التَعلُم عمل إيجابي لا سلبي و نحن نتعلم حين نعمل , فإذا أردت الاستفادة من النصائح المذكورة في كتاب ما و مضاعفة الفائدة منها , جربها و اعمل بها و طبقها في كل فرصة تسنح لك , فإنك إن لم تفعل ذلك فسوف تنسى ما لُقنته و قرأته سريعاً
من تعاملي الكتير مع الأطفال و الشباب الصغير, فإن المعرفة التي نستخدمها هي وحدها التي تعلق في الأذهان
عشان كدا واحد من التابعيين قال : كنا نستعين على حفظ أحاديث رسول الله بالعمل بها
فنلاقي إن الإيمان بالله و برسوله هو عبارة عن اتباع خطى رسول الله , و إننا نمشي على خطاه , لأنه الترجمة و الشرح و التطبيق العملي للقرآن الكريم و لكل حاجة أمرنا بيها الله سبحانه و تعالى

عشان كدا في كل طرق التعلم الجديدة نلاقي إن الجانب العملي التطبيقي فيها كبير , ممكن يوصل ل 70% من المنهج , أنا لما بدرس للأطفال حاجة فإن الجانب النظري في الكورس لا يزيد عن 20% بأي حال من الأحوال
انا فاكر من اولى ثانوي الحاجات اللي كنا بنعملها في مادة الكيمياء . . . فاكر بس الكوارث اللي كنا بنعملها في المعمل بالمواد الكيميائية , , , أما لو سألتني كنا بنعمل ايه في الفصل , افتكر بس أننا كنا بنخلي المدرسة تشد شعرها و تصوت فينا , و عبثا كنا نحاول نقنعها إننا أغبية ومبنفهمش فمش لازم تشرح لينا , مترضاش و تكمل شرح

عارفين . . . المعلومات النظرية و الهجص الكتير اللي بناخده في المدارس و من ثم في الجامعات . . . كلها كلها بتضيع لو مطبقنهاش و استخدمناها في الحياة العملية
المعلومات دي بالضبط عاملة زي الأكل , الأكل لما بيتاكل بيروح في سكتين , الأولى : بيتحول لطاقة و تفكير و حرارة و مشاعر ويبني الجسم و يحركه , التاني : الجسم لا يستفاد منه و يطرده و كلنا عارفين هو بيروح فين

دا بالضبط عامل زينا لما بنتعلم الصلاة , بس احنا في موضوع التعلم دا شخصين , الأولاني اتعلمها و هو صغير لأن ابوه و أمه مسلمين فلازم يبقا زيهم , و التاني اتعلمها و هو كبير لأنه دخل الإسلام فلازم يتعلم الصلاة
الأولاني اللي اتعلمها و هو صغير خدها كأنها أحد الدروس و بعد ما عرفها , بدأ يصلي في الأوقات الخمسة لأنه مفروض يصلي في الأوقات الخمسة , وبقت بالنسبة ليه حركات روتينية بيعملها خمس مرات في اليوم والليلة
التاني اللي اتعلمها و هو كبير بيتعلمها و هو مشتاق , عنده مستوى من الإدراك عالي أوي أوي , فبيقدر يستوعب القواعد بسرعة , وبعد كدا بينمي ملكاته بشكل سريع لأنه مشتاق . . . مشتاق يقف بين ايدين ربنا و يكلمه , مشتاق يقف في خضوع و خشوع بين ايدين رب العالمين
قارن بين الشخص الأولاني و الشخص التاني بعدستة شهور من تعلمهم الصلاة . . . المقارنة لك لكي تتخيلها

عشان كدا نرجع و نقول إن العلم الصح بينتج عن إدراك و عمل
و دا برضه نفس الموضوع بالنسبة للتربية , زيها زي الدين , لازم تطبق و تعرف اللي بتتكلم عنه قبل ما تتكلم عنه , لأنك المفروض خير ممثل للي بتتكلم عنه
يعني , إذا أمرت بخير فأفعله أولاً , و إذا نهيت عن شر , فأبتعد عنه انت أولاً
و بعد كدا , بعد ما يكون الصح اللي انت عاوزه جزء منك , حتة منك , جزء من دمك . . . فلتبدأ تعليمه لغيرك لأن تصرفاتك , ولأن افعالك جميعها ستصبح هي الدلالة و الإشارة لهذا العلم , , , هتبقا أنت الدليل عن الحاجة الصح دي
لو انت بقا عملت عكس كدا , ربنا هيزعل منك و يكره التصرف دا جدا , يقول الله سبحانه و تعالى
("يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ {2} كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ")

اللي أنا أكيد منه , إن احنا مش بنقرا الكلام اللي فات دا لنفسنا , أكيد إحنا حلوين و كويسين لدرجة إننا لما نتعلم حاجة صح ,نحب إننا نعلمها لغيرنا , عشان كدا نقدر نعرف عمليه التعلم ببساطة أوي , انها ادراك أمور جديدة لحل مشاكل تواجهنا – وذلك من وجهة نظري كمهندس

يعني إن أي حاجة في الدنيا إحنا بنتعلمها عشان نحل بيها مشكلة – كمثال : و إحنا صغيرين علمونا حاجات كتير , منها إزاي تاكل عشان تحل مشكلة انك جعان , و إزاي تقعد على القصرية عشان تحل مشكلة تانية , و لما كبرنا شوية علمونا إزاي نمسك القلم عشان تحل مشكلة تدوينك لأفكارك و تخيلاتك كرسم أو كتابة , و القايمة واسعة جدا تقريبا بتشمل كل حاجة بنتعلمها عشان نحل بيها مشكلة –النقطة المهمة أن كل الحاجات دي بدون التدريب اللي حصل معاها مكناش عمرنا أبدا أبدا عرفنا نعملها و نجيدها بالشكل دا

لو عاوز تعلم حد حاجة جديدة , اعتمد المبدأ السابق و أمشي على الخطوات اللي جاية دي:
أسأل نفسك الأربع أسئلة دول و أكتب اجابتهم قبل ما تبدأ تعليمه
1- ما هي المشكلة ؟؟؟ دون بوضوح موضوع المشكلة و اوصفها وصفاً كاملاً
2- ما هو منشأ المشكلة ؟؟؟ لازم تعرف الأسباب و العوامل اللي خلت المشكلة دي تحصل
3- ما هي الحلول الممكنة لهذه المشكلة ؟؟؟ فكر و اقرأ و أسأل الناس عن حلولهم و مقترحاتهم للمشكلة دي , خد وجهات نظر مختلفة
4- ما هو أفضل الحلول ؟؟؟ احتفظ بكامل عقلك و متخليش المشكلة تدخلك في دوامة القلق . . . ايه أفضل حل للمشكلة طبقاً للنقاط الثلاث الماضية ؟؟؟ اختار حل وحيد و ابدأ في تطبيقه
الحل اللي انت اخترته دا انجح طريقة و وسيلة تعلمها للآخر و خليه يطبق و يتعامل و يتفاعل مع مشكلته بواسطة الحل المطروح أمامه بواسطتك
بس كدا

خير خير خير
محدش عارف الخير فين

كان معكم متفائلاً
فتوح أبو المفاتيح – واحد من اللي هما إحنا

الاثنين، 16 أغسطس 2010

06 القلق . . . تعمل ايه مع القلق؟؟؟



القلق . . . بييجي منين القلق؟؟؟
بيجي من دماغك المختلة "لا مؤخذة". . . دماغك التايهة , من الحاجات الكتير اللي بتتمشي جواها و تروح تيجي فيها.
ملحوظة : لو معجبكش الكلام اعتبر إني بتكلم عن نفسي
:P
بيجي من الوش وفقدان الإرسال . . . مش عارف تلقط الإشارة الصح , مش عارف تروح فين و لا تعمل ايه
بييجي لما تحس إنك مش قادر تعمل حاجة , لماتحس إنك مضطهد و اللي حواليك بيحسسوك إنك عديم الفائدة
بيجي لما بتحس إنك مش قد المسئولية , وانك متقدرش تتخذ قرار و تتحمل تبعاته أو تتخذ قرار و تصر عليه و تكمله للأخير

يعني بيجي القلق لأنك مش عارف الحق , مش قادر تعرف الصح من الغلط , لو عرفته معندكش القدرة أو الإرادة إنك تعيش بيه . . .مستسلم يا صاحبي
قال تعالى ("وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ")
المشكلة إننا في وسط اللي فات دا كله بننسى إن لينا رب أسمه الكريم , و ننسى إننا نقدر نسأله و نطلب منه اللي احنا عاوزينه عشان كدا نلاقيه بيفكرنا في كل بداية ركعة من صلاتنا و يخلينا نقول
("إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ{5} اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ {6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ")
بيفكرنا إننا لازمن ولابد نستعين بيه
و دا كله يستدعي إننا ناخد بالنا و منستسلمش, ننتبه , نفوق , ندي نفسنا بالقلم ونقولها ايه العبط اللي انت فيه دا , اصحي خدي بالك من نفسك , عشان كدا ربنا قالنا
("وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً")
ركز كدا في الآية , ربنا منحك سمع و بصر وعقل , , , الحاجات دي لازم تستخدمها عشان هتتسأل عنها يوم القيامة
استغل الحاجات دي و فكر في اللي حواليك , بص عليه كويس و اسمع نفسك , اعرف ما بالها , اعمل الآتي:
1- استخلص الحقائق المجردة سواء اللي ليك أو اللي عليك
2- حلل و فكر جيدا في هذه الحقائق
3- اتخذ قراراً حاسماً و اعمل بقتضى هذاالقرار و اجبر نفسك عليه
يوه يوه يوه يوه . . . استنى يا بوس , , ,ازاي اعمل الحاجات دي

أولا : الحقائق:
في بعض الأحيان يكون استيعاب الحقائق أو ادراكها صعب علينا حتى مع التأمل الهادئ البسيط للوضع اللي حوليك , لأن في معظم الأحيان سعادتك بيبقا جواك حب للحاجة دي فمتقدرش تشوفها حاجة وحشة , او لو شوفتها بتتغاضى عنها و تكبر دماغك - حصل معايا كدا قبل كدا و كان كل اللي حواليا شايفين ان دا وحش , بس أنا كان عندي إصرار إن دا حلو , مفوقتش غير لما خدت على قفايا.
أو ممكن الحقيقة دي تكون أحد أعراف المجتمع زي أنك تمشي سنة ولا تعدي قناة , وانك تمشي على الحيط عشان يحتار عدوك فيك , و إن المرأة مثل السجاد ما بتنضف إلا بالضرب , و كدا يعني , أو انها تكون متوافقة مع اعتقاد قديم عندك . . . فبالتالي بيصيبك كسل انك تعترض او تكتشف حقيقة الحقيقة دي
عشان كدا يا صاحبي , لازمن ولابد يكون جواك حكم نزيه يمتلك القدرة على تصفية الحاجات دي , و الحكم دا يكون حيادي وانت ملكش دعوة بيه , لإنك لو مقدرتش تلاقي الحقائق دي بالتالي مش هتقدر تحل المشكلة صح وبالتالي هتفضل قلقان يا سعادة البيه
عشان كدا ربنا دايما بيحثنا على التفكير والتدبر , فنلاقي أيات كتير في القرآن بتتكلم عن ("كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ") و ("أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ") و ("كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ")

وفي أحيان كثير بنضحك على نفسنا و دا بتركيزنا على حقيقة واحدة بتأيد وجهة نظرنا ونتجاهل الباقي و نرفض نشوف الصورةكاملة
سمعت واحد اسمه اندريه موروا قال كلمة حلوة عن موضوع الضحك على نفسنا , قال ايه ؟؟ : في أحيان كثيرة كل ما يتفق مع ميولنا ورغباتنا الخاصة يبدو معقولاً في أعيننا , أما ما يناقض رغباتنا فإنه يشعلنا غضباً, فهل من المستغرب و إحنا على هذه الحالة ولا نستطيع الوصول إلى حل لمشكلاتنا ,أولسنا نسخر من الذي يحل مسألة حسابية مفترضاً أن اثنين زائد اثنين يساوي خمسة ؟؟؟و مع ذلك هناك الكثير منا من يجعل حياته سعيراً بإصراره على أن مجموع اثنين واثنين هو خمسة , وربما خمسمائة
اعتقد كلام الأخ موروا مفهوم و احل إننا لمانفكر و نحلل , نفصل بينا عاطفتنا و تفكيرنا و أن نستخلص الحقائق المجردة بطريقة حيادية


ثانيا : حلل و فكر في الحقائق
الأهم من كل اللي فات إنك متخافش ولا تجبن من اللي ممكن يحصل , الأهم إنك تصدقه و تفكر كويس
فكر دايما إن ربنا معاك و اللي ربنا معاه ميخافش خالص مالص
سعات ممكن يحصل إننا نلاقي إن الحل نتيجة للحقائق دي مر , حاجة وحشة من وجهة نظره , و انه هيطلع من حفرة عشان يقع في ضحضيرة, وكلام من دا كتير , ودا منبعه قلة ثقة في ربنا انه هيوفقه للخير عشان كدا المؤمن الواثق في الله سبحانه وتعالى بيقول
("قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُلَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ")
وعن الموضوع دا قال المتنبي – واحد من زمان –بيت شعر لطيف بحبه جدا
وما الخوف إلا ما تخوفه الفتى * * * و ماالأمن إلا ما رآه الفتى آمناً

اللطيف بقا إننا ممكن نقول . . . براﭬـو فتوح كلام نظري لطيف . . . و نلاقي كمان كام واحد بيسقف
على فكرة انتم عندكم حق يا اولاد العم , هو ممكن يكون كدا لحد ما تعتقد فيه وتؤمن بيه و تقول بعلو صوتك انه صح و تتعامل بيه مع اللي حواليك . . . اتعامل بفرح و بساطة و شجاعة , , , فكر كويس و إدى الحاجة حقها من التفكير بس بقدر معين . . . يعني متفكرش لحد ما تموت من القلق


ثالثاً اتخذ القرار . . . دوس يا عمنا و ربنا معاك:
حوالينا هنلاقي ناس تقدر تعمل اللي فات و تعمله كمان زي الفل , و تطلع أفكار و حلول و حاجات حلوة لوووز و آخر طعامه , بس ياخسارة جبناء خوافين , دايما لما ييجي وقت اتخاذ القرار تلاقيهم مرتبكين و محتارين و يغرقوا في شبر مية , و دا خلى واحد من بتوع زمان يقول في حتة شعر كيوت
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة * * * فإن فساد الرأي أن تتردداً
يعني خلاص فكرت و طلعت بحل , نفذ بقا يا عمنا, امشي لقدام و إياك تتردد أو تتراجع , و متبصش لورا و خلي بالك من سكتك قدامك ,عمر ما حد بقا كويس من كتر البص ورا
وزمان كانوا بيعرفوا الراجل من إصراره و قدرته على التغيير و تنفيذ قراراته , عشان كدا ربنا بيحب الناس النشيطة الفعالة القوية , لأنهم أيد ممتازة للحق و هما اللي قادرين على التغيير و إحداث فائدة للجميع , لأننا أولا و أخيرا كمسلمين أقوياء لا نهاب شيئاً
محدش عارف الخير فين

كان معكم
فتوح ابو المفاتيح . . . واحد من اللي هما إحنا يا اخواننا