الجمعة، 3 سبتمبر 2010

14 بص لنفسك . . . الدنيا لسا فيها أكتر


كيف حالك ؟؟؟ عساك تكون بخير و بصحة طيبة

إجابة السؤال دا , اللي ممكن تعده بسيط جدا . . . تتوقف عليك أنت . . . عاوز تكون بخير و كويس و مبسوط . . . هتكون , عاوز تكون تعيس و مقرف و شايف الدنيا سودة . . . هتكون , كله موجود , بس نفسك هي اللي بتختار.

تبعا للون اللي انت حابه لحياتك هيكون , و هتشوفه حقيقي , أنا عاوز حياتي بمبي , عاوز أكون مبسوط و منشكح لما أقف وسط باص زحمة على رجل واحدة من المنيب لحد ميدان روكسي مرورا بمصر القديمة و العباسية , لأن كدا كدا وقفتك في الأتوبيس لازمة لأنك مش معاك غير نص جنيه , فالأحسن تقف و أنت مبسوط.
سيدنا النبي قال ("من رضا فله الرضا , و من سخط فله السخط") صدق رسول الله
حتى لو كان الموقف اللي انت فيه موقف وحش و زبالة آخر حاجة . . . أنت بأيدك تخليه خير و آخر انشكاح , سيدنا النبي راح لأعرابي عيان , الراجل كان عنده شوية سخونية , فقاله ("طهور إن شاء الله") سيدنا النبي متفائل و بص للخير إن الحمى دي وسيلة و هتطهر ذنوبه إن شاء الله , بس الأعرابي كان ليه وجهة نظر تانية , كان متشائم سوداوي شكاء فرد على النبي و قال (بل هي حمى تفور , على شيخ كبير , لتورده القبور) يعني هو شايف خلاص مفيش فايدة و هيموت , فرد عليه سيدنا النبي وقال ("فهي إذن كذلك") , و بعديها بشوية الراجل دا مات
الحالة المعنوية ليها أثر كبير جدا جدا في شفاء أي فرد بعيدا عن الدوا , وكتير أوي الحواديت اللي سمعناها عن ناس شفيت بإذن الله من أمراض صعبة و كل دا لأنها كان عندها أمل و تفائلت جدا , و سمعنا عن ناس تانيين ماتت بأمراض بسيطة و كل دا لأنهم كانوا متشائمين سوداوين
اللهم إني اعوذ بك من كل سوداوي متشائم

يعني في الأول و الأخير يا صاحب الفخامة كل حاجة بتحصل حواليك خاضعة لوجهة نظرك الشخصية , لدرجة إن نفس العمل و نفس الموقف ممكن يبقا ليه وجهتين مختلفتين تماما , و القرآن اعطانا مثال رائع جدا للموضوع دا , قال تعالى ("وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ") آية 98 التوبة
يعني الراجل بيدفع الزكاة و هو متضايق و نفسه اللي خدوا الفلوس يولعوا بيها , , , كأنهم قطعوا من جسمه أو خدو ابنه منه.
و العكس ("وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ") آية 99 التوبة
هنا الراجل بيدفع الزكاة و هو مبسوط جدا , و واخد الأمر وسيلة عشان يتقرب من الله و رسوله , و ربنا في آخر الآية بيأكد انه كدا بالفعل قرب منه.

أصل انت كدا كدا هتعمل شئ معين , أو فعل معين , بأيدك انت تخليه خير و فرح و بهجة ليك , و بأيدك تخليه تعاسة وقرف و تخليه وحش , زي واحد أعرفه , استلم تكليفه صيدلي في التأمين الصحي , أنا شايف انه كدا بيحتك بطبقات من المجتمع مختلفة و بيشوف حاجات عجيبة كل يوم و دي حاجة لذيذة و مصدر مذهل للمعرفة عن الغير و إنها مرحلة في حياته هتفيده جدا , هو شايف انها حاجة متعبة و مدمرة للأعصاب و ياريت تعدي بسرعة , النتيجة انه كدا كدا بيروح الشغل دا و ما زال فيه و تعيس , بس بأيده يبقا مبسوط و بأيده يبقا تعسان , كله جوا دماغه هو.
ديل كارنيجي قال : إن أفكارنا هي التي تصنعنا , و اتجاهنا الذهني هو العامل الأول في تقرير مصائرنا.
عشان كدا لو عاوز تعرف شخص ما و تفهمه كويس , اعرف وجهة نظرة و رؤيته للحياة و رؤيته لأعماله الحياتية اليومية البسيطة , هتعرف هو مين . . . دي نصيحة لأي حد ناوي يخطب – و أنا منهم
دا غير كمان إن امبراطور الرومان بتاع زمان "ماركوس أورليوس" قال و هو متأكد أوي : إن حياتنا من صنع أفكارنا

ببساطة يا صاحبي . . . لو ملينا راسنا أفكار سعيدة حول كل الأمور . . . لصرنا سعداء , و لو مليناها زبالة و هم و نكد و سواد , هنصير أتعس خلق الله , و لتحولنا إلى خائفين جبناء , اعرف واحد فضل يوهم نفسه انه عنده الضغط و آه يا قلبي و آه يا صدري و راح عمل سونار على القلب و طلع سليم , و قسنا ضغطه و طلع سليم , بس فضل مُصِر , لحد ما في مرة وقع على الأرض و ضغطه عالي يا جدعان , و فضل على طول بعد كدا ضغطه عالى , بعديها بشوية بدء يوهم نفسه انه عنده السكر , و قرر انه يروح يحلل سكر . . . و هكذا أوهم نفسك و اشتغلها لأنك إن لم تشغل نفسك بالحق . . . شغلتك بالباطل.

الروووح المعدنية:
الروح المعنوية و التفاؤل و حسن الظن بالله , يعد من أقوى الأسلحة على مر التاريخ . . . و تاريخنا شهد كمية ضخمة من المعارك اللي خضناها و قاومنا فيها و انتصرنا و كان سلاحنا الأساسي فيها الروح المعنوية العالية أوي , و رسوخ العقيدة و قوة الصبر و ثقتنا في الله.
و دا لأن الأحوال النفسية النابضة بالحياة و الإشراق تجعل القليل كثيراً و الواحد أمة.
وحيث أن , و بنقول الكلام دا و كلنا ثقة يعني , و حيث أن نفسنا هي المسئولة مسئولية كاملة عن سلوكك و توجهك و عواطفك , فهي تقدر تطلع بيك سابع سما . . . و تقدر تنزل بيك لأسفل سافلين.
وعشان تعمل التغيير الجذري دا في حياتك , لازمن ولابد تطور نفسك , يعني كل ما بتعرف حاجة جديدة كل ما مساحة بصرك بقت أوسع و كل ما هتطلع سلمة أعلى
دكتورنا الكبير د. مصطفى محمود بيقولك : أنت حر فيما تعلم , مسير و عبد فيما لا تعلم , مقدار حريتك يتوقف على مقدار ما تعرفه
و طبعاً لازم يكون عندك مرونة التغير من حالة إلى اخرى عند الحصول على الجديد من الأفكار (الصحيح منها) و اللي ممكن سعات تكون مختلفة تماما عن البيئة اللي أنت طلعت منها.
و دليل على دا , ركز مع نفسك شوية و شوف أفكارك و أنت طفل , و أفكارك لما بقيت مراهق , و قارن بين أفكارك و انت في الجامعة وبين أفكارك لما اتخرجت واشتغلت سنتين و اتبهدلت في سوق العمل.

إسلامنا و منهجه:
مما سبق و ذكرناه من تأثير قوي للنفس على حياة و تصرفات و سلوكيات النفر مننا
نلاقي إن الإسلام – كسائر الرسالات السماوية – يعتمد بشكل أساسي في الإصلاح العام على تطوير و تهذيب النفس البشرية , فنلاقي إن معظم كلام الله و تعليمات رسول الله تدور حول القيم و الأخلاق و المعاملات و التطوير الفكري لأهل بيت الإسلام , قال رسول الله ("إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق") صدق الحبيب رسول الله
نتيجة لأن الإسلام بيشتغل على النفس في المقام الأول , نلاقي إن الناس بتحمله و تسير به لأنه اختلط بذاتهم و بوجدانهم و أصبح قوة تهيمن على وساوس النفس البشرية و تتحكم في اتجاهاتها
ونلاقي نتيجة دا مبهرة للغاية , إحنا دلوقت , بعد أكتر من 1400 سنة مسلمين و الإسلام موجود , و في بداية عصر نهضة و قيام من كبوة , و بعدما أصاب الأمة بعض الضعف , وكمان بقينا مليار مسلم , و بقينا كثرة كغثاء السيل.
و عشان ندرك قيمة النفس بشكل أكبر , قال لنا الله تعالى ("إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ") آية 11 الرعد
و عشان ندرك الصلة الوثيقة المذهلة بين النفس الطيبة الصافية الواثقة المتفائلة بالله , قال لنا الله تعالى ("وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ") آية 96 الأعراف

في النهاية كل اللي أقدر أقوله ليك يا صاحبي – و دا اللي بعتقد فيه و بشدة – إن كل حاجة بتحصل للبني آدم و بيعملها هي نتيجة مباشرة للي بيفكر فيه , و زي ما الناس بتتحرك و تتحمس و تنتج لمجرد فكرة في عقولهم , برضه الناس بتمرض و تتعس و تموت لأفكار تانية من نفس العقل.
ببساطة دع انساناً يغير اتجاه أفكاره من سئ إلى جيد , و سوف تصاب بالدهشة لسرعة التحول الذي يحدثه هذا التغيير في جوانب حياته المختلفة
إن القدرة الإلهية التي تكيف مصائرنا , مودعة في أنفسنا , بل هي أنفسنا ذاتها . . . نحن بنو آدم المكرمين على العالمين

كان معكم – ابن لآدم
فتوح أبو المفاتيح – واحد من اللي هما إحنا

هناك تعليق واحد:

  1. Fairouz Omar

    فيه تشبيه أنا قرأته مرة في أحد الكتب ، وباستخدمه في دوراتي بيعبر عن الفكرة اللي أنت بتتكلم عنها يا محمد

    التشبيه هو : أن حياتنا عاملة زي لعبة الكوتشينة ، احنا مش بنختار الورق ، لكن بنختار طريقة اللعب اللي هي بتحدد المكسب و الخسارة .
    التشبيه دة عاجبني لأنه ـ زي كلامك بالظبط ـ مش بينكر أن فيه أقدار و أحداث صعبة مش احنا اللي بنختارها ، لكن بالرغم من صعوبتها ، و بالرغم من أننا ما اختارناهاش إلا أننا نقدر نستفيد منها أقصي استفادة ممكنة .. لغاية ما نكسب في الآخر .

    عجبتني و أثرت فيا أوي الجملة اللي أنت قلتها "علشان ندرك قيمة النفس و ندرك قيمة الصلة الوثيقة بين النفس الطيبة و بين الله " .. أول مرة آخذ بالي من المعني "اللذيذ" دة
     
    Fairouz Omar

    ردحذف