الأربعاء، 1 سبتمبر 2010

13 خذ العبرة , فلا جديد تحت الشمس


فيه نظرية فلسفية بتتكلم في إن الدنيا دايرة تتكرر أحداثها العامة , بنفس السيناريو و بنفس التتابع , الحاجة الوحيدة اللي بتتغير هي:
- الناس اللي بتؤدي هذه الأحداث
- الأدوات المستخدمة في هذه الأحداث
- الزمان و المكان الخاصين بهذه الأحداث
باستبعاد هذه العوامل تقدر تطلع ملامح عامة مشتركة متطابقة بين هذه الأحداث

عشان كدا طلعت كلمة "لا جديد تحت الشمس" لأننا كبشر بتجمعنا نفس الطباع و الرغبات , بتجمعنا رغبتنا للنزاع و وجود الظلم بينا , بيجمعنا رغبتنا و سعينا نحو العدل , بيجمعنا أحداث السلم و الحرب و قيام الأمم و انهيارها و هلم جرا من أحداث و طباع و سلوكيات مختلفة , عشان كدا ربنا بيقولنا ("فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ") آية 2 الحشر

و عشان الشبه و الملامح العامة المتوارثة طوال موكب العمران و الحضارات المختلفة من ملكية و جمهورية و من حكم مبارك و عائلته الكريمة , أمرنا الله سبحانه و تعالى بأن نستعرض في أحداث الماضي و أن نستقى منها العبر و العظات.
أصل كل حاجة بتحصل دلوقت , لينا أو لغيرنا و بنقف قدامها مذبهلين مبهورين كأننا أول مرة نشوفها . . . مع إننا مع بعض من تفكير و نظر للماضي هنلاقي إنها حصلت قبل كدا للناس بتوع زمان أوي , بنفس السيناريو و إن اختلف الحوار , يعني هما كانو بيتكلموا فصحى و هلم يا فتى دلوقت بنتكلم عامية و بنقول تعالى هنا يااض
يعني تخاذل الحكام العرب و استعانة بعضهم بالغرب و تناحرهم عشان يفضلوا في مناصبهم و يلزقوا في كراسيهم , و التدخل الأجنبي في أحوال البلد و فلسطين اللي بتتاخد مننا حتة حتة و إحنا بناخد على قفانا و نقول كمااان و حصار الدول الإسلامية
كل الحاجات دي هنلاقيها موجودة بس لو قرينا التاريخ بتاعنا كويس , هنلاقي إنها حصلت قبل كدا
أمال الصليبين كانوا بيعملوا ايه في الشام ؟ بياكلوا حمص؟ و المسلمين في الأندلس في عصر الطوائف كانوا بيعملوا ايه مع القشتاليين و الصليبين ؟؟؟ بيعملوا شات ؟ ولما غرناطة فضلت محاصرة 250 سنة متتالية على أيدي قشتالة و آراجون لحد ما طردوا على ايديهم منها و بقت الأندلس الآن أقل نسبة في المسلمين على مستوى اوروبا , عشان كدا الله سبحانه و تعالى بيقول ("أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ") آية 46 الحج

عشان كدا نلاقي إن معظم تعاليم و أوامر و توجيهات ربنا سبحانه و تعالى بيديها لينا في قصص و أمثلة لحاجات ناس من بتوع زمان عملوها , فنلاقي القرآن ملئ بالقصص و حكاها لينا الله عشان نفهم و نستنتج و نستفيد منها , قال تعالى ("لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ") آية 111 يوسف
و عشان كدا لو الواحد مننا كلف نفسه لحظات يبص على حياته الخاصة , هيلاقي إن فيها مواقف بتتكرر و تصرفات بتتعاد ,فيها الكويس و الحلو , وفيها الغلط و الوحش
لو فكرنا في الحاجات دي كويس هنلاقي إننا نقدر نتعلم و نستفيد منها , , , زي يوم ما كنت بتذاكر للإمتحان , أو كان سلوكك ازاي في علاقة من علاقاتك مع الناس حواليك , و إزاي اتعاملت مع المدير القديم بتاعك , و إزاي كنت بتعامل اصحابك . . . مئات من المواقف لو بصيت ليها بنوع من التجريد هتلاقي إنها بتتكرر بنفس السيناريو و تقدر تفكر و تتعلم منها.
تمام كدا ؟؟؟

نقطة محورية مركزية منطقية هامة خالص أوي
تفكر في الحاجات القديمة و تشوف الغلط و متعملوش تاني , هو دا اللي تعمله يا صاحبي . . . مش تفتكر اللي فات و تقعد تنكد على نفسك و اللي حواليك و تكتئب و تقول ياريت اللي جرا ما كان.
نعني انه لا يجب أن نخلط بين قولنا بتدبر الأحداث الماضية وبين اجترار احزاننا و نقعد نعيط و نكشر . . . أنا فاكر اني قعدت 6 شهور كاملين بتذكر و أفكر في حدث وحيد و استعيد جميع تفاصيله و اكتئب و الدنيا تسود في وشي , و اكره نفسي بالمرة و مفيش مانع اني اقعد مكاني و معملش حاجة , بإختصار حولت حياتي جحيم بنفسي , ولما لقيت حالتي مزرية قولت يبقا دا عقاب من ربنا , و زدت من حالتي سوءً على سوء . . . و في الآخر خاالص صحيت لنفسي و ادركت إني أنا اللي جبت دا كله لنفسي , لأني محورت حياتي الفترة دي كلها في كلمة لو

قولنا ماذا لو . . . الكلمة دي مكروهة في الإسلام لأنها نوع من السخط على الماضي و على قضاء الله , و المثل بيقول (زرعنا لو في أرض كان طلعت ياريت)
الناس اللي بتفكر في لو و تعيش حياتها معاها . . . ناس ضعيفة , ناس ايمانها بالله و قدرته و اعتقادها إن ربنا بيجيب لينا الخير دايما شبه منعدم , عملوا زي ما حصل بعد غزوة أحد , ربنا قال عليهم ("الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ") آية 168 آل عمران
يعني هزيمة أحد . . . كانت خير , عكس ما يعتقده الكثيرون لأنها هزيمة , بس بفضل الهزيمة دي اتعلمنا حاجات كتيرة جدا و دروس مهمة جدا , كان لازم نتعلمها و نعرفها , و كان قدر الله انها تحصل , فكانت خيراً , قال تعالى
("حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ") آية 152 آل عمران ,و قال ("إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ") آية 155 آل عمران

في الأخير نستنتج حاجتين رئيسيتين . . . مهم جداً نبص للماضي و نفكر فيه عشان نستخلص منه العبر و الحكم سواء الماضي دا كان تاريخنا أو الماضي الشخصي لكل فرد فينا

فيه قصة لطيفة : يحكى أن مدرس فيزياء دخل على الطلبة في الفصل في يوم ما و معاه زجاجة لبن كبيرة
حطها على الطربيزة و وقف ساكت , , , يبحلق للطلبة و هما يبحلقوله
و فجأة . . .
ضرب الإزازة بأيده وقعها على الأرض نزلت فتافيت و اللبن غطا الأرض . . . و راح قايلهم بصوت عالي , إياكم أبداً تبكوا على اللبن المسكوب
بعد كدا أخد كل طالب على حدة و قفه قدام الحطام و قاله : أنظر جيدا إننا أريد منك أن تتذكر هذا الدرس طوال حياتك , خلاص اللبن اندلق و راح في المجاري , ومهما تشد في شعرك و تنكد على نفسك و تكتئب مش هتقدر ترجع و لا قطرة واحدة منه . . . كل اللي هتقدر تعمله إنك تنضف المكان و تستمر في حياتك

وزي ما قال حبيبنا النبي ("استعن بالله ولا تعجز , و إن اصابك شئ فلا تقل لو أنني فعلت كذا لكان كذا و كذا , ولكن قل : قدر الله و ما شاء فعل , فإن لو تفتح عمل الشيطآن")

قدر الله و ما شاء فعل
فتوح أبو المفاتيح – واحد من اللي هما إحنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق