الاثنين، 6 سبتمبر 2010

16 كُلّ و أشكر , خد و أشكر . . . يعني شكراً , ثانك يو , مرسي , كابون كاب


احدى المشاكل المستفحلة (يعني تخينة أوي) اليومين دول إن مفيش حد بيشكر حد , و إن شكر فمش بشكل يليق بما أخذ.
مضايقك الموضوع دا أكيد ؟ . . . طب خد الأنقح منها , بص حواليك كويس , شوف الكم المهول من البشر الساخط على العيشة و اللي عايشينها و على الرزق , وساخط على الحال و الأكل . . . مع إن الحاجات دي كلها من نعم ربنا علينا . . . محدش فكر يشكر ربنا عليها , مفكرش إنه لما بيصحى كل يوم سليم و حي فدي نعمة من ربنا , و أنه لما بياكل من غير أي ألم و مشاكل (ما عدا لو كان طفس و أكل سمك بشوكه) فدي نعمة من ربنا
نعم ربنا موجودة مع كل نفس بنتنفسه , مع كل نبضة قلب , مع كل رمشة عين.
الناس دي خدت الأمور بأنها من المسلمات , طالما إننا بنحيا و الحياة على نفس الوتيرة , إذن لا يوجد ما نشكر الخالق عليه.
ربما في بعض الأحيان الضمير بيستيقظ , عندما تهب بعض الرياح العطرة , أو يحدث تغير كبير مبهج في الأقدار , فنجد ان هناك من يشكر الله سريعا و على مضض.
الناس دي (و هم الأغلبية العظمى من البشر) منصرفة تماما في بحر الحياة , فاقدةً الإحساس و الشعور لكل نعم الله عليها , و تتعامل معها كأنها حق أصيل لها متناسية كم هي كثيرة , متناسية شكر مرسلها و خالقها.
و كمثال صغير أوي أوي , لنعم الله علينا , اللي كتير مننا ناسيها , قال تعالى ("اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ {61} ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ {62} كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ {63} اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ") آيات 61:64 غافر.

إذا كان دا حال الناس مع نعم ربنا عليهم , فما بالك معاك أنت يا انسان؟؟؟
أكيد بتتضايق لما تعمل حاجة كويسة مع شخص ما و يبصلك من فوق لتحت و يسيبك و يمشي و هو معتبر إن اللي عملته دا حق أصيل له . . . إذا كان عملوا دا مع ربنا مش هيعملوه معاك , قال تعالى ("وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ") آية 61 غافر

ديل كارنيجي قال : إن الطبيعة الإنسانية ما برحت هي الطبيعة الإنسانية , و الأرجح انها لن تتغير إلى أبد الآبدين.
إن الجحود لفطرة فيها , انه ينبت على وجه الأرض كالأعشاب الفطرية (التي تخرج دون أن يزرعها أحد) – أما الشكر فهو كالزهرة التي لا ينبتها إلا الري و حسن التعهد.
اللي قاله كارنيجي هو مجرد شرح لقول الله تعالى ("إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ") آية 6 العاديات
يعني من الآخر مش عاوزينك تزعل و تتضايق من الجحود و عدم الشكر . . . انت لو شلت الموضوع جواك و فكرت فيه كتير هتتعب كتير أوي خالص . . . ماشي الكلام؟؟؟

بس تعالى هنا . . . هتمشي كدا . . . إحنا مخلصناش كلام , لأننا مسلمين فإحنا متعودناش على إقرار الخطأ و السكوت عنه , مش معنى إن الناس متعودة على قلة الزوق و عدم الشكر فإحنا هنسيبهم في حالهم.
كنت مرة عملت الشكر أحد المحاور الرئيسية في أحد دورات الأطفال اللي أديتها و الحلو إن الاطفال تجاوبوا جدا و طبقوا كل التمارين العملية اللي اديتهالم , اللذيذ في الموضوع إن الأطفال شكروا كل الناس حتى عم جمعة البقال و طبقوا معاهم الدورة دي ما عدا أنا . . . شكلي مدربتهمش كويس
:)
و لأن الشكر حاجة مهمة خالص , نلاقي إن سيدنا النبي وصانا بيه , و قالنا عليه كلام كتير أوي عشان يحثنا عليه و يشجعنا أكتر و أكتر إننا ننفذه.
قال رسول الله ("من اصطنع إليكم معروفاً فجازوه , فإن عجزتم عن مجازاته فادعوا له , حتى تعلموا أنكم قد شكرتم , فإن الله شاكر يحب الشاكرين")
يعني مثلاً أنا لو عملت فيك معروف و اديتك نصيحة حلوة , مفيش مانع لو عزمتني على وزة بيضة حلوة محمرة . . . أنا كدا هنبسط بيك أوي.
وقال رسول الله ("إن أشكر الناس لله تبارك و تعالى , أشكرهم للناس") و في رواية ("لا يشكر الله من لم يشكر الناس")
شوفتم الموضوع وصل لأيه . . . لن تحقق شكر الله لو لم تشكر الناس على المعروف الذي فعلوه لك , لأنه في الاول و الاخير انت بتشكر ربنا , لأن ربنا هو اللي ساقهم ليك عشان يعملوا ليك المعروف دا
و قال أيضاً ("من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير , و من لم يشكر الناس لم يشكر الله , و التحدث بنعمة الله شكر , و تركها كفر و الجماعة رحمة , و الفرقة عذاب")
آخر حديث فيه كلمة حلوة عن الجماعة . . . على فكرة ليه برضه علاقة بالشكر . . . أصلك لما تشكر كل الاشخاص اللي في محيطك هيقربوا منك أكتر , لأن مفيش أروع و لا أجمل من حفظ المعروف و إكرام أهله , الشكر هيقرب بين الناس و يخليهم يد واحدة.

و لنؤكد على نقطة هامة : الشكر حاجة حلوة خالص . . . بسكوتة يعني , بس على الجانب الآخر مش ينفع خالص تعمل حاجة لحد و تقعد مستني منه الشكر أو تطلبه منه مباشرة
يعني المطلوب منك يا صاحبي إن كل حاجة بتعملها و هتعملها تكون خالصة لوجه الله تعالى , يعني في الأول و الاخير أنت فعلياً بتعمل المعروف و ترميه في البحر و مش مستني شكر أو عرفان بالجميل من أي حد . . . كل اللي انت عاوزه ثواب عظيم من ربنا . . . يعني الوزة البيضة الحلوة المحمرة مش عاوزينها منك يا ريس

أهم حاجة عاوزينها , انه يكون جواك حب الخير للجميع , لما تعمل حاجة حلوة , انت بتعملها مش عشان الشخص , , , أنت بتعملها عشقاً و حباً لواهب كل نعم هذا الكون . . . أنت بتعملها لأنك طمعان في جنة الله
عاوزك تكون زي ما وصف الله تعالى في القرآن , قال تعالى ("وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً {8} إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً") آية 9,8 الإنسان
يعني الناس دي بتعمل المعروف حباً في الله تعالى , و لسان حالهم بيقول إحنا بنعمل كدا عشان ربنا . . . إحنا مش مستنيين شكر من حد

في الأخير أقولك عَلِم الناس الشكر . . . و اعمل الخير و متستناش الشكر , استنى بس جنة الله يوم القيامة إن شاء الله , , , و إياك تكون من الناس الوحشة اللي بتعمل الحاجة و كل هدفها إنها تبان و تلفت نظر شخص بيها . . . إياك إياك إياك تشرك في نيتك للخير حاجة تانية مع الله , في حديث قدسي يقول الله تعالى ("أنا خير شريك , فمن أشرك معي شريكاً فهو لشريكي")
و عادي جداً انك تعمل الخير في حد و بعد شوية تلاقيه عض أيدك و ضربك في ضهرك . . . بتحصل كتير , متخليش دا يغيرك أو يأثر فيك , استمر في فعل الخير حتى مع نفس الشخص الندل دا

باشا . . . ابدأ بنفسك , و اشكر غيرك . . . و علم غيرك الشكر

شكرا ليكم لقراءة مقالاتي
فتوح أبو المفاتيح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق