الأحد، 29 أغسطس 2010

12 إسلامنا – بالحق أنزلناه و بالحق نزل


 صلى الله على محمد . . . صلى الله عليه و سلم
لو بصينا للإسلام نظرة مجردة هنلاقي انه أداة . . . أداة أرسلها رب العالمين سبحانه و تعالى و تولى سيدنا محمد تعليمنا إياها.
الإسلام ببساطة هو أداة لتنظيم الأفكار للوصول للهداية و إنتاج الصواب الذي يقر الحق و هو
لا إله إلا الله محمد رسول الله
دا بالنسبة للجانب العقلي , أما الجوانب النفسية و العاطفية و الاجتماعية , فنلاقي انه من أروع الأدوات لتنظيم المشاعر و العواطف و التعاملات بين البشر.
الإسلام موجود لنشر و تأسيس الفضيلة و دعم التعاون و التآخي بين المسلمين , و الحث على تعمير الأرض و تحقيق مبدأ الاستخلاف فيها , و يوصي بحسن معاملة غير المسلمين و ينفي الرذائل و يؤكد على الإيثار و يمحق الأنانية.
يعني نقدر نقول و بكل ثقة إن الإسلام بكل ما يحويه من تعاليم يمهد الطريق (و حط مليون خط تحت كلمة يمهد) للهداية التي تقود الناس إلى الحقيقة و الخير كله.
عشان كدا ربنا بيقولنا ("كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ") – 103 آل عمران
و الهداية دي بتكون في كل حاجة . . . في التفكير و التأمل و العمل و المعاملات و الحب و الكراهية و تعمير الأرض . . . بس دا بيحصل لما الناس تفهم الإسلام صح و تقدر تشوف طريق الهداية , و تعرف انه دين لين و عطف و تسامح و تعمير و عمل و اجتهاد


عن العبادات و الطاعات نتحدث:
أما كل الطاعات و العبادات اللي ربنا أمرنا بيها , فهو مش غرضها الأداء الشكلي الجسماني الحركي لها , وتقمصها و العمل بمظاهرها.
وتلاقي الحاج راح للجامع , و الحاج راجع من الجامع , و الحاج طالع يحج و رسموا سفينة و طيارة على البيت , و الحاج و هو راجع من الحجاز معاه جلاليب و سبح و بخور و يوزع على الناس , , , و مداااد يا حاج مدااااد.
عندنا في بلادنا الإسلامية ناس احترفت تمثيل الدين و اللعب به في عقول العامة بإستخدام مظاهره و أشكاله و الحجر على تفكيرهم و عملهم بأسمه
فكل دا غلط . . . و أكبر غلط
الدين الإسلامي دين بيشجع على التفكير و التدبر و العمل . . . عشان كدا الغرض الأساسي من كل الطاعات دي هو تشغيل الدماغ و زيادة قدراته و التدبر في ملكوت الله و مخلوقاته , عشان نقدر ندرك الحق بشكل صحيح و بالتالي هنقدر نعرف أقصر الطرق المؤدية إليه , عشان نعرف صح و نعيش صح و نفيد نفسنا و نفيد غيرنا صح

قال تعالى ("إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ") – 18 التوبة.
و قال رسول الله ("من لم تنهه صلاته عن الفحشاء و المنكر فلا صلاة له")
ركزوا كدا معايا في آخر جملة في الآية ("عسى أولئك أن يكونوا من المهتدين") , وكمان ركزوا في حديث رسول الله
من الآية و الحديث نستنتج إن مش مجرد فعل هذه الصالحات هنبقى من المهتدين المفكرين الفاهمين . . . لازم كل واحد فينا يتدبر و يفكر في كل حاجة و يوصل لآخر حدود عقله في الإدراك و الفهم و اليقين و الشعور , , , بس طبعاً نخلي بالنا من الغيبيات ملناش دعوا بيها.

إن الإيمان بالله و رسوله و أداء أركان الإسلام الخمس بيمنحنا من الله نور بيتجمع في حياة الإنسان عشان يهديه للطريق الصح و يعرف يعمل ايه و يتصرف إزاي في تعمير دنيته
أما اللذين يكتفون بالأداء التمثيلي للعبادات و لا يستفيدون بهذا النور فلا خير من عباداتهم و لا أثر لصلاتهم و زكاتهم . . . فما هي سوى حركات ميكانيكية – ممكن تجيبوا من اليابان روبوت يعمل مكانكم الحاجات دي


عن السيئات و الرذائل نتحدث :
بما إننا بنتكلم عن الإسلام و تعاليمه و هدايته , و بما إن الإسلام دين بيحض و يشجع التفكير , فنقدر نستنتج سبب نهي الله سبحانه و تعالى عن الرذائل و المعاصي
الفكرة هنا إن الحاجات الوحشة دي بتساعد و تؤدي إلى طمس و طمر العقول و تساعد على تبلد الفكر و تساهم بشكل قوي في تعمية الأبصار عن الحق و تقسي القلوب عن الشعور بروعة و ضياء الحق.
غير كدا و كدا فهي بتدمر ضمائر الناس و تموت أحاسيسهم و تخلي الناس تظلم بعضها , فهي من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى موت القلب فيفقد الإحساس بنور و ضياء الحق و إن ظهر امامه , و توقف العقل عن الإدراك فلا يستطيع أن يستنتج أن لكل مرء نهاية و أن هناك حساب يتبعه ثواب و عقاب
ونتيجة لكل دا فإن الناس دي هتعيش حياة تعيسة مليئة بالهم و القلق
قال تعالى : ("فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى {123} وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى") – 123,124 طه

و المعاصي و الخطايا و الحاجات الوحشة دي كلها مش بس شؤم على اصحابها و مرتكبيها , و لكن دي بتجر على المجتمع سحابة معتمة من الظلم و تملاه رزايا و مفاسد و يسقط المجتمع و ينحط و يبقا مجتمع بيئة
زي ما بيحصل دلوقت في مصر . . . حال البلد من سئ إلى أسوأ , و الغلاء بيزيد و الظالمين بيتوحشوا , و الحوادث المغزية كترت و حالات الاغتصاب و التحرش بقت أكتر و أكتر و أكتر و العبارة بتغرق و القطر بيتقلب.
انتشار الجرائم و المفاسد و الظلم بيدمر معنويات الأمم , كما انه ساحة خصبة لتكاثر جراثيم الفساد و المعصية و الإنحلال.


تعليمات الله و رسوله و الغرض منها:
الغرض من الأوامر و النواهي و الوصايا اللي أمرنا بها الله سبحانه و تعالى في القرآن الكريم و اللي علمها لينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته الكريمة . . . هو إن البني آدم مننا يعرف نفسه كويس و يحط ليها حدود تقف عندها و معالم واضحة لسلوكه و تصرفاته , المعالم دي تدفع سلوكه نحو اتجاه معين محدد يقدر المرء فينا انه يدركه بفطرته السليمة النقية – راجع مقال المقدمة
فليس من سلوك ولا تصرفات المسلم أن يعيش بلا ضوابط أو أن يمشي وراء نزواته المهتاجة دون تحفظ ولا تصون.
كما أن هذه التعاليم تمنعه و تحفظه من أن يسيح في الدنيا هنا و هناك و تضيع و تنفرط نفسه.

ولكن لأن طبيعة النفس البشرية قد ينمو داخلها بعض النزوات , و هذه النزوات قد يظهر بعضها للسطح و يندثر البعض الآخر تبعاً لقوة كل نفس و اختلافها عن اختها.
الخوف بقا إن النزوة دي تطلع للسطح و يجري وراها الإنسان و يزين له الشيطآن و النفس الأمارة بالسوء السير فيها . . . و كل اللي بيحصل انهم بيشدوا رجله واحدة واحدة عشان ينغرس في مستنقع الفساد و يتمادى في النزوة
ساعتها يصاب المرء بدوخة و سرحان و تشتت في التفكير و يصاب بيأس شديد , و يصبح ريشة في مهب الريح و مش عارف يروح فين و لا يسوى ايه
ساعتها بقا نلاقي إن الإيمان و الإسلام وسيلة مذهلة لحفظ المرء و منعه من التخبط و التمادي في مفاسد الدنيا و نزواتها.

عند حدوث اضطراب:
أولا : يجب أن تضع حداً لهذا الإضطراب
قال رسول الله ("كل ابن آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابين")
ثانيا: كل انسان لازم يغلط في لحظة ما من لحظات حياته , مفيش حد فينا معصوم من الغلط , و نتيجة للغلط دا هيعاني من اضطراب و تشوش في عقله هيغذيه الشيطآن و نفسه الأمارة بالسوء
ثالثا : أفضل حاجة تعملها في الوقت دا , انسى تماما و انفض ايدك من كل اللي كنت بتعمله , كأنك معملتوش , و متخليش الاضطراب ينتقل بيك من سيئ إلى أسوأ.
رابعاً : عد من حيث أتيت في أقرب فرصة و في أسرع وقت فالله دوماً غفور رحيم , عد إلى أحضان الله
فلا يوجد ما هو أروع و لا أجمل من العودة لله سبحانه و تعالى
يا حبيبي يا الله
يا حبيبي يا رسول الله

كان معكم سعيداً بالإسلام
فتوح ابو المفاتيح – واحد من اللي هما إحنا

هناك تعليق واحد: