الأحد، 22 أغسطس 2010

09 خلي بالك من الحاجات التافهة


افتراض
بإفتراض إننا كلنا ناس حلوة و محترمة – و أنا معاكم في الفرضية دي – هنلاقي إننا و الحمد لرب العالمين على كل حال بنحرص إننا نبعد عن الكبائر فمتلاقيش حد فينا قتل عم جمعة البقال عشان ياخد تموين السكر اللي عنده , أو سرق عم جمعة قبل ما يتقتل و راح يشرب بالفلوس خمرة , أو إن واحد فينا أكل مال يتيم , أو تلاقي واحد تاني افترا على خلق الله واتحكم فيهم و طلع عنيهم بسبب أو بدون سبب , أو تاني زنى أو أي حاجة تانية , الحمد لله معملناش الحاجات دي , يعني نحسبكم جميعاً على خير و لله الحمد.

الملحوظة العامة القوية إننا كلنا بنخلي بالنا من الحاجات و الذنوب المجعلصة و المشاكل المجعلصة الكبيرة دي , يعني بنخلي بالنا من الخطر الكبير الواضح بس , و في معظم الأحيان الأخرى مبناخدش بالنا من الأخطاء و المشاكل النونو الصغنونة.
زي مثلا : كلنا عارفين إننا لو عدينا الشارع قدام عربية بتمشي بسرعة فهي هتدوسنا و تفعصنا و تموتنا على الآخر يا حرام فعشان كدا بنخلي بالنا , بس كتير أوي مننا بيتجاهل انه يلبس حزام الأمان كأنه مش مهم , مع أنه لو خبط في نفس العربية المسرعة هيموت برضه يا حرام لأنه مش لابس حزام الأمان.

هي دي بقا الفكرة في توافه الأمور , حاجة صغنونة أوي بس لما يتجمعوا مع بعض تعمل أثر و ضرر كبير , ممكن تسبب كارثة بعد الشر عليك يا صاحبي
و لأن سيدنا النبي بيحبنا و رايد لينا الخير دايما , سيدنا النبي و الحمد لله قدر قبل ما يموت انه يقضي على عبادة الأصنام تماما في أرض العرب و يقر و يقيم أمة تعبد الله وحده لا شريك له , لذا فقد قال صلى الله عليه وسلم ("إن الشيطان قد يئس أن تُعبد الأصنام في أرض العرب , و لكنه سيرضى منكم بدون ذلك بالمحقرات , و هي الموبقات يوم القيامة") - معنى الموبقات اى المهلكات التى تؤدى بفاعلها الى النار و العياذ بالله.
بمعنى آخر إن سيدنا النبي بينبهنا إن الشيطان مش هيجي لأي واحد فينا حلو و محترم و يحاول يقنعه انه يعبد اللات و العزى و يقولها نحن غرابا عنك أو انه ينزل يقتل عم جمعة تاني و ياخد المرادي السكر و الشاي و الزيت اللي عنده , , , لا لا لا خالص , الشيطان هيسعى انه يخشله من حتة دفاعتها بسيطة ضعيفة , يا عم ما تيجي نكسل النهاردة , طب ما تيجي نتفرج على الفيلم ده دا يدوب فيه منظرين بس و بوس كمان يعني مش حاجة عيب , طب ما تيجي نشوف الكليب دا بيقولوا عليه تحفة . . . شوفت الإخراج مذهل , طب شوفت المزة

أخونا ديل كارنيجي بيقول : إننا غالباً ما نواجه كوارث الحياة و أحداثها في شجاعة نادرة و صبر جميل , ثم ندع التوافه بعد ذلك تغلبنا على أمرنا.
زي واحد كنت اعرفه كان بيقولي : لا يا عم أنا مش بشرب ولا هشرب مخدرات دي بتدمر الصحة وكمان حرام , على الجانب الآخر تلاقيه بيضرب سجاير و شيشة و الحاجات دي مضيعة صحته و صدره بيشخشخ و كحة على طول و عينه حمرا و تحت عينه سوااد الليل و يا عيني هفتان و بقا أسمر بعد ما كان أبيض قشطة
مثال : على توافه الأمور , كان فيه واحد في فرنسا بيتعدم اسمه "سير هاري فان" لما خدوه للجلاد عشان يعدمه و يقطع راسه بالسيف الكبير خالص يا مسكين محاولش يطلب الرحمة أو العفو أو اي حاجة من الحاجات دي , لأ دا طلب من الجلاد ميضربش بالسيف حتة معينة في رقبته لأنه مخبوط فيها و بتوجعه أوي فياريت يضرب تحتها شوية

بيقولوا زمان في الصين , كان فيه شجرة ضخمة خالص عمرها 400 سنة بحالهم , صواعق البرق ضربتها 14 مرة "بوم بوم" ولسا واقفة , عواصف الشتا الشديدة لمدة 400 سنة و يا جبل ما يهزك ريح , في أحد فصول الربيع بعد 400 سنة راجل بعربية قش مسوس رماه جمب الشجرة , السوس و الحشرات سكنت في الشجرة , سوس تافه صغنون أوي أوي , خلال سنة يعني 12 شهر الشجرة دي بح , أصبحت أثراً بعد عين . . . راااحت السوس نخورها و انهارت تماماً.
تلاقي الواحد فينا زي الأسد قدام أي مشكلة كبيرة و يشد حيله و نعجب بيه جدا لصموده و قوته , ويعدي المشكلة بفضل الله بأقل الخسائر الممكنة, و بعد كدا تتلم عليه الصغائر و التوافه و تلاقيه اتهد و اختفى , تسأل عليه و تحاول تعرف السبب متلاقيش حاجة و متلاقيش رد محدش عارف حاجة محددة واحد يقولك الفراغ و التاني يقولك الملل و التالت يقولك ليبيا , متعرفش كله في علم الله.

و لأن سيدنا النبي حبيبنا و بيحبنا أوي , فهو بيحب يعلمنا بأمثلة عملية , و مش بيقول بس كلام نظري , لأ دا بيدعمه بورشة عملية توضح وجهة نظره عشان تثبت المعلومة عند الصحابة و عندنا من بعدهم
روي عن سعد بن عبادة قال : لما فرغ رسول الله من غزة "حُنَين" روحنا لمكان واسع و فاضي مفيهوش أي حاجة خالص "قفراً" فقال النبي ("اجمعوا . . . من وجد شيئاً فليأت به , و من وجد عظماً أو سناً فليأت به") يقول سعد في ظرف ساعة كنا عاملين جبل من الركام كبير أوي فقال النبي ("اترون هذا , فكذلك تجتمع الرجل منكم كما جمعتم هذ ,فليتق الله رجل فلا يذنب صغيرة و لا كبيرة فإنها محصاة عليه")

دا عن توافه الأمور اللي احنا بنعملها , فيه برضه حاجات تانية تافهة لازم ناخد بالنا منها ’ فيه ناس تافهة بتعمل ايه ؟ تلاقي واحد محترم و كويس ممكن يسهى و يحصل منه خطأ بسيط , تيجي الناس دي و تكبر الموضوع و تعمل من الحبة قبة و قدوتهم النصيحة الخالدة اللي قالها اب لأبنه : بيقولوا واحد راح لأبوه وقاله : بابي علمني التفاهة يابا , قاله يا ولدي بسيطة تيجي في الهايفة و تتصدر.
فالناس دي بتيجي في الهايفة و تتصدر عشان غلطة بسيطة تمسح كل الخير اللي الشخص دا عمله , زي ما في ستات تحسن لها الدهر كله ثم تعمل خطأ بسيط في حقها , فتقول لم أر منك خيراً قط , و تبقا الراجل الوغد الزنديق اللي بيلعب بديله اللي مطلع عنيها و بخيل و مقرح ولا عمرك في يوم قلتلها كلمة حلوة و لا عمرك صرفت عليها و لا موقف عدى عليكم طلعت فيه راجل بجد – يا ا ا ا ه اسلوب وحش أوي , ربما ما يوريكوا

و من ضمن توافه العصر برضه , نلاقي انه فيه موضوع كبير و حلو و جميل بس فيه مشكلة صغيرة بسيطة , نلاقي ناس تقوم مركزة على الحاجة التافهة دي و تنسى كل الخير و الحلو في الموضوع و تظلم الأمر كله بوصفه تفاهة و غير ذي نفع.
زي أكتر من واحد بعتلي بيقولي إن الكتابة العامية كلها شر , و سفه و تدني في لغة الحوار و امتهان للخطاب الديني و أني كدا بنزل للدين لمستوى لغة العامة , واني كدا كمان بضيع لغة القرآن الكريم و انه رافض الموضوع كله مهما كان الكلام المكتوب جواه و انه رافض الموضوع كله مهما كان الكلام المكتوب جواه ورافض يبص فيه أو يقراه لأنه يترفع عن القراءة بهذه اللغة , على اساس انه بيروح لبتاع الخضار و يقوله اعطني حبة من يقطين "قرع عسلي" يا أخي.
يعني نسي و تناسى و تجاهل الفائدة اللي ممكن تحصل من فهم أفضل للدين من طرح الأمر بشكل بسيط بأمثلة قريبة من الحياة اليومية , تمكن العامة من فهم أفضل للدين لما تكلمهم بأسلوبهم

كنت أعرف شيخ أزهري لطيف أوي و حبوب جدا بعمة و جبة وقفطان , الراجل دا الجامع بتاعه في منطقة سوق الخضار و هو شيخ الجامع دا , كل الناس البائعين و سائق الكارلو بتحبه و بتثق فيه أوي و بتستشيره في كل حاجة حتى لما الواد عوضين يطلب أيد البت باتعة للجواز , بياخدوا رأيه بصفته عالم دين محترم , الراجل دا لما بيتكلم معاهم تحس انه عربجي , اسلوب كلامه و تعابيره و مصطلحاته عربجي أصلي , لما بيقعد معاهم و يتكلم معاهم بنفس لهجتهم بينصتوا ليه , بيقعد يشرح ليهم أمور الدين و حديث رسول الله و ينور ليهم حاجات كتير أوي , ناس كتيرة مكنتش أتخيل أنهم يعدوا من قدام الجامع فما بالك انهم يخشوه , دلوقت بقا بيخشوا يصلوا و يحضروا درس الشيخ بعد العصر , كل دا لأنه قريب منهم . . . حسسهم انه واحد منهم
يا عمنا دا حتى ربنا سبحانه و تعالى بيتجاوز عن توافه الأمور مقارنة بالخير اللي جمبها , قال تعالى:
("إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً")

يا صاحبي الأمر أبسط من كدا , حاجة تانية من التوافه اللي تخلي بالك منها , الحياة أبسط مما تتخيل , لو حد عمل حواليك حاجة تافهة تجنبها , مش لازم تدق بالشاكوش على راسه و تعلق ليه المشنقة , بجد الأمر متعب أوي و خنيق , أنا وقعت تحت أيد حد بيعمل كدا , مش بيعلق المشنقة بس , دا مقصلة و كبيرة أوي , فإياك تعمل كدا مع اصحابك و الناس اللي بتحبهم , الأمر وحش جدا . . . هيكرهوك و يتخنقوا منك جداً.
و لو متجوز أو خاطب أو ناوي تتجوز "زيي" خلي بالك مش كل حاجة تتعصب عليها و تبرم شنباتك و تعمل فيها السبع رجالة و تعمل من الحبة قبة و مشكلة , يعني لو معجبتكش حاجة في الآنسة الحلوة أو المدام الفاضلة أكيد هتلاقي فيها حاجات تانية كتير حلوة.
سيدنا النبي بيقول ("لا يفرك "لا يكره" مؤمن مؤمنة , إن كره منها خلقاً رضي منها الآخر")
اعقل يا صاحبي , ومش كل حاجة تحمر ليها و تاخدها على صدرك و تقول كرامتي و يأبي الشرف الرفيع من الوجع حتى يسال على جوانبه الكريم كراميل
صلى على اللي هيشفع فيك , و بص لكل حاجة بصة واسعة وشاملة و قول يارب

كان معكم
فتوح أبو المفاتيح – واحد من اللي هما إحنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق