الأربعاء، 25 أغسطس 2010

11 ثلاثية القضاء و القدر – ثانيا : مراقبة القدر و أحداثه القاهرة


أولا : حقيقة القضاء و القدر
ثانيا : مراقبة القدر و أحداثه القاهرة
ثالثا : مرونة التعامل مع القدر

بسم القدير نبدأ
القدر , , , و كل حاجة ربنا بيسرها لينا , إحنا بنؤمن بيها خيرها و شرها , بس في بعض الأحيان بتحصل أحداث قاهرة , إحنا ملناش دخل فيها أو نكون جزء من مسببات حدوثها , الأحداث دي في بعض الأحيان بتدفعنا للسخط بشكل قوي , للحزن , للألم , للوجع الصارخ , هو الكلام عنها صعب , و ابداء مثال عنها أصعب , زي ما يكون بنوتة صغيرة ماشية على الرصيف جنب السور , و الرصيف عرضه 4 متر , و الشارعة ستة حارات (3رايح و 3جاي) و فيه جزيرة في النص 4 متر كمان , في الإتجاه المقابل , عربية ماشية بسرعة تخبط عربية نص نقل شايلة خردة , العربية تتفعص و تنقلب النص نقل و تطير حتة خردة تعدي الشارع و الجزيرة و و الأتجاه المقابل و الرصيف و تيجي في البنت الصغيرة و تموت البنوتة
:((((
ما أكثر الأحداث القاهرة التي تحدث من حولنا , شفت منها كتير و سمعت منها كتير , أقدر احكيلكم كتير بس لو كملت هعيط و مش هكمل المقال دا . . . خير
اللي بيجمع الأحداث دل كلها , إن ملناش دخل فيها , و مكانتش نتيجة لمجهود بذلناه أو خطأ ارتكبناه , بل انه محض قدر من الله أراده الله لنا سواء كان حلواً أو مراً أو حتى علقماً
المفروض إننا نتقبل كل حاجة بتحصل , بس المهم إننا منزعلش عليها أوي , و نصرخ طلبا للتفسير , أو انها تدفك للسخط و الغضب من قضاء الله و قدره و تسأل ليه , ليه أنا يحصلي كدا دونا عن الناس كلها ؟ ليه ؟

مطلوب مننا الاعتدال في المشاعر دي و الأفكار دي سواء كانت فرحا أو زعلاُ
دا نقدر نكتسبه عن طريق مراقبة الأحداث القاهرة اللي بتحصل لينا و بتحصل لغيرنا , و نتدبر فيها و نحاول نستخرج حكم الله من حدوث شئ مشابه و نعود انفسنا على التقبل , ندربها , و نمنعها انها تغوص جوا دوامة من الكئابة و الحزن و الندم و الزعل و نفتح باب لو
قال تعالى في كتابه المجيد ("مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ {22} لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ") آية 22,23 الحديد

على الجانب الآخر نلاقي ناس ضعيفة , بتفقد اعصابها قدام أي حاجة تحصلها , و توه أفكارها و ميعرفش يقول ايه , لدرجة انه ممكن يقول كلام يخرجه من الملة بغضبه و سخطه على قضاء الله , و يغرق جوا زعله و يرفض انه يعديه و يستمر فيه و في كئابته كأن دا ممكن يغير من اللي حصل حاجة , رافض انه يختصر متاعبه و آلامه و يتقبل الواقع
زي شاعر قديم كان بينوح و يبكي بعدما فقد ابنه و قال:
و أولادنـا مــثــل الــجـوارح أيـهـا * * * فـقـدنـاه كـان الـفـاجـع الـبـيـن الـفـقـد
هل السمع بعد العين يغني مكانها ؟ * * * أو العين بعد السمع تهدي كما يهدي
شاعرنا الحزين , شايف إن فقد ابنه و زعله عليه هيستمر معاه لحد ما يموت , لأنه أشبه بفقد أحد أعضاء جسدك المهمة كعينك أو بصرك , عمرك ما هتقدر تعوضه و هتفضل زعلان على طول على عدم وجوده لأن في كل حاجة بتعملها حتحس انه فيه حاجة ناقصاك

على العكس من دا بالضبط , نلاقي أب تاني عاقل و زرين لفقد ابنه و عارف انه وديعة من ربنا عنده و استرجعها , و الأب الأشهر الذي فقد ابنه هو سيدنا يعقوب عندما فقد ابنه يوسف , سيدنا يعقوب أول ما سمع الخبر الكاذب على لسان اخوة يوسف قال كما قص علينا القرآن ("فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ") آية 18 يوسف
حتى كمان لما فقد ابنه التاني قال كما قص علينا القرآن ("فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ") آية 83 سورة يوسف

من سلوك و تصرفات سيدنا يعقوب نقدر نستقي أسوة و قدوة في التعامل مع القدر , و نتعلم إزاي نقد نقف قدام أي مشكلة كبيرة أو صغيرة قالها القدر.
يعني لو حصلك حاجة وحشة و مش هتقدر تغير فيها حاجة او ترجعها , كل اللي تقدر تعمله , هو الاتزان و الهدوء و البعد عن العصبية , و انك تدعي و تطلب من ربنا رفع البلا عنك و أنت لأنك مخلص و مصدق في كل حاجة قالها سبحانه و تعالى و قالها رسوله الكريم.
قال تعالى ("وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ {156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ") آية 155,156,157 البقرة

اللي بيحصل لينا من مشاكل أو أي حاجة غير متوقعة هو اختبار من الله سبحانه وتعالى لنا, أتُرى ننجح فيه أو نفشل و نفقد عقلنا و صبرنا أمام ما يحدث
كل واحد , , , حر يختار الطريقة اللي يتعامل بيها
خير خير خير

كان معكم
فتوح أبو المفاتيح – واحد من اللي هما إحنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق