الثلاثاء، 10 أغسطس 2010

01 جدد , , غير , , حياتك , , , لوحدك



يلااا , , , هااااانت كلها كام يوم و رمضان يبدأ . . . عارف انت اول ما يبدأ , هبقا انسان تاني خالص , , , انا ناوي اتغير بجد المرادي صدقني.

بص الترم دا خلاص هيعدي بالطول او بالعرض , , , ان شاء الله مع الترم الجديد هتلاقيني باكل الكتب أكل هم هم هم هم.

معظمنا , دا إن مكانش كلنا – و أنا معاكم – نفسنا نتغير , عاوزين نبقا أفضل , نكون حاجة احلى , نعمل بداية جديدة , وهلم جرا من لذيذ الأمنيات.
الناحية التانية تلاقي ايه ؟؟؟ , تلاقي النفر مننا مظبط نفسه واجندة مواعيده على حاجة معينة لازم تحصل عشان يتغير , هينزل عليه رافد من روافد القوة الخارقة
بص من اول السنة الجديدة , لا لا لا لما تطلع اسرائيل من فلسطين , يا عمنا مليش دعوا لما يبقا حسني مبارك يموت الأول , انا غيركم يا جماعة هي مصر بس تاخد كاس العالم , , , على اساس ان مش عارف ايه هيحصل ساعتها وهتلاقيه فط من مكانه فطيط و بقا فزيع فزيع.
كلنا بنفكر بمبدأ السوبر مان . . . لازم الشخص عشان يتغير ويبقا فل الفل يكون بيتملك قوة خارقة , يستنى لحد ما تبقا عنده وساعتها يبدأ يغير و يتغير و يتطور , لازم يتم منحه قوة خارقة, لأن اللي بيحارب الشر لازم يكون جاي من كوكب كريبتون , , , مينفعش يكون بني ادم زينا . . . عيب اوي في حقه.
نفسي اعرف , , , ايه اللي هيتغير فيك عن دلوقت لما يجي بعد كدا ؟؟؟
واحد قالي اصل مع بداية السنة هشرب "ريد بول" وهيعطيني جوانيح – إن كان كدا معلش.

الخلاصة إن موضوع القوة الخارقة و الوقت المنتظر , وهم , , , هواااا . . . ضحك على الدقون زي اعلانات شركات المحمول.
مفيش أي حاجة هتتغير , أنت زي ما أنت , اللي جواك و موجود فيها هو اللي هيعمل , ببساطة انت من سيغير و أنت من سيتغير.

أكيد كلنا سمعنا عن موضوع الظرووف و البيئة و المحيطة و مواضيع تأثير البيئة على النفر مننا , و إنها يا عيني وحشة اوي و اسية علينا خالص , و يا حرام بتطلع عين الشباب من الجنسين و الفلاحين و العمال و الفئات , مش سايبة حد في حاله.
فيه قول مأثور لطيف جدا , بحبه بيقول "المؤمن يؤمن بقضاء الله في الأرض , أما المؤمن القوي فيؤمن انه قضاء الله في الأرض"
فهمتوا قصدي , الفرق هنا هو القوة , الواحد يكون عنده عزيمة , العزيمة بتحرك البني آدم و البني آدم دا عارف هو رايح فين , , , خلاص هي دي المعادلة , محتاجين عزيمة و اتجاه و واحد عاوز يتحرك.
الشخص دا متفرقش معاه ظروف او فرص او بيئة او هلم جرا من المشاكل و العراقيل , لأنه بذاته قوى غير معتمد عليها , و متقدرش تبعده عن سكته , بل انه في بعض الاحيان بيستفيد منها و بيشغلها لصالحه مع الاحتفاظ برائع خصائصه و صفاته.
بالضبط بالضبط بالضبط , زي ما تجيب قصرية زرع , ونملاها طينة وسباخ "سماد طبيعي طازج" و نحط عليهم مية و نعجن كل دا مع بعض.
فوت تاني يوم كدا و شد نفس طويل اوي اوي من الخليط المذهل دا , ايه رأيك في الريحة ؟
يع يع يع آخر حاجة؟
هات بذرة عباد شمس و حطها جوة قصرية الزرع . . . سؤال : تعتقد البذرة هتقولك ايه؟؟؟
يععععععععع ايه القرف دا . . . حاططني فين يا . . . , بذمتك انت ترضى تتحط مكاني هنا ؟ . . . طبعاً انت مش هترد عليها , انت هتعمل مقامك من مقام بذرة , دا كدا الانصاص قامت و القوالب نامت.
و في النهاية البذرة هتزعل منك و تخاصمك كتير و مش هترضى تكبر و تنمو.
طبعا مفيش حاجة من اللي فات دا هيحصل . . . بالعكس البذرة هتظل محتفظة بخصائصها كزهرة مذهلة الألوان و الصفات و هتستفيد و تستغل الظروف الطين اللي حواليها و تشق طريقها إلى اعلى نحو الشمس , و تخترق السيء الذي حولها وتنطلق عاليا في السماء تستقبل الشمس فرحة مبتهجة و تبدع في اروع شكل لها مضيئة ملونة مبتهجة – سبحان الله.

بنفس الشكل و نفس الحالة , البني آدم لو ملك نفسه و وقته و احتفظ بحريته ولم يسلمها للمغريات . . . طب بس اشوف الفيلم دا و هقوم اذاكر يا بابا , , , يوووه انا مكتئب الاسبوع دا هخلص الشغل اللي ورايا الاسبوع الجاي , , , ثواني بس كلها ساعتين ونخلص مطش الكورة.
الواحد لو ملك وقته و احتفظ بحرية حركته قدام كل حاجة ممكن تشده بعيد عن طريقه و تعطله , هيقدر يعمل حاجات كتير من غير ما يستنى السوبر مان مع الكربتونيت عشان يديه الطاقة و ينطلق طائرا يعمل اللي هو عاوزه.
بإختصار أي فسل , , ,معتقد في فشله , , , يائس من النجاح , , , بالقوة اللي جواه و مهاراته و عقله و أي فرصة تافهة متاحة ليه (مثال : صحي النهاردة مبسوط) يقدر يبني حياته بشكل كامل من أول وجديد , بس لو هو عاوز.
النقطة المهمة هنا الرغبة التي تدفع صاحبها للتنفيذ وتعطيه القوة.

في الحياة مفيش مكان لأي حد يقول , طب استنى شوية , خلينا قاعدين , بكرا نبقا نتحرك.
متعلقش التغيير و التطوير في حياتك على امنية احتمال عدم حدوثها أكبر بكتير من احتمالات حدوثها.
اللي بيتحرك وعارف سكته و ماشي فيها , الزمن هيبعت ليه مساعدات ولو بسيطة تطبطب عليه و تعرفه انه ماشي في السكة الصح وتديه أمل اكتر و اكتر , إنما اللي قاعد تنبول و بطة و متنح فمستحيل ان الزمن يديه حاجة وحتى لو اداه فهتكون مساعدة تافهة عمرها ما هتخليه يجري او حتى يمشي.

احكيلكم حدوتة : ليا اتنين صحابي كان نفسهم يشتغلوا في شركة اجنبية , الأولاني كان بطة و قعد يقول "آ آ آ ه نفسي" و فضل قاعد في البيت جنب الحجة الوالدة لحد ما في الاخير صعب على واحد قريبهم و جابله شغلانة بتلاتة مليم في شركة ربع كم.
التاني فضل يلف و يدور , , , اشتغل في اكتر من شركة عادية و اتعرف على ناس كتير , و اخد كورسات و عمل سي في حلو , و تطوع في انشطة كتيرة متعلقة بالمجال بتاعه , , , سنتين و هو على الحال دا , تلتين فلوسه بيصرفهم على الحاجات دي , لحد ما في مرة حد من معارفه الكتير قاله في شركة كذا عاوزة مهندسين روح قدم فيها . . . و دلوقت بسم الله ما شاء الله بيلف العالم معاها.

ببساطة انت معاك 3 حاجات : 1- الحاضر القريب اللي انت عارف معظم تفاصيله , 2- نفسك و موهبتك و دماغك , 3- الظروف اللي حواليك الوحشة او الوحشة و طريقة تعاملك معاها.
هي دي الدعائم اللي هتكون مستقبلك , , , فبسرعة مفيش وقت , , , شد حيلك و يلا بينا.
سيدنا النبي بيقول : "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار , و يبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل"
يعني كله متوقف عليك انت يا باشا يا حليوة , لو عاوز تتغير و بدأت تنفذ و قررت تسيب الضياع اللي انت فيه و الاكتئاب و التوهة , هتلاقي انك بتتغير و هتحس بتقدم و تغير.
لو مفيش نية عندك يبقا مفيش تغيير و مفيش اي حاجة هتحصل , وكل اللي هينوبك انك هتزود ضياع نفسك و تطول فترة الاكتئاب و السواد اللي انت فيه , و طبعا متنساش انك هتفضل مهزوم و مستسلم قدام كل الحاجات الوحشة اللي في حياتك.
على فكرة , , , اقولك حاجة مهمة , حالة التدهور اللي انت فيها مش هتقف لحد كدا , , , دي ممكن تاخدك وتنزل بيك تحت تحت تحت خااالص , لحد ما ينطبق عليك وصف المعجب بالمعصية , ما هو معنى عدم وجود رغبة في تغيرها يبقا انت معجب , سيدنا النبي قال:
"النادم ينتظر من الله الرحمة , و المعجب ينتظر من الله المقت , و اعلموا عباد الله أن كل عامل سيقدم على عمله و لا يخرج من الدنيا حتى يرى حسن عمله و سوء عمله , و إنما الأعمال بخواتيمها".
يعني نخلي بالنا , و ياريت اللي عاوز يغير يبدأ من دلوقت , حالاً , , , حط جواك النية قبل حتى ما تخلص الجملة دي , و خلي بالك من التسويف , سيدنا النبي حذرنا و قال:
الليل و النهار مطيتان , فأحسنوا السير عليهما إلى الآخرة , و احذروا التسويف فإن الموت يأتي بغته, و لا يغترن أحدكم بحلم الله عز و جل فإن النار إقرب إلى احدكم من شراك نعله ثم قرأ :
("فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ , وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ")

حلو الكلام ؟؟؟ طب ازاي ؟ وهل فيه حد يقدر يمشي على طول السكة زي القطر؟
من الجميل إن الواحد فينا كل فترة ياخد وقت يبص فيه على نفسه , يشوف حصلها ايه , ايه اللي زاد عليها و ايه اللي نقص منها , مش ممكن تلاقي نفسك بقيت اقرع؟
ايه الجروح اللي حصلت لنفسيتك , خلصت الكلية , انطردت من الشغل , اتجوزت , طلقت , فسخت خطوبتك – زيي – خدت الشغل اللي بتحلم بيه , اسرائيل احتلت مصر , , , أي حاجة , المهم انك تبص بشكل ناقد معتمد على مرجعيتك الدينية تحلل نفسك و تصرفاتها و سلوكها.
و مش معنى إن حاجة فشلت في تخطيطك , انك تقعد تعيط على نفسك وتقول مفيش أمل و كلللله رااااح و اهئ اهئ اهئ – الحتة دي ليا قبل ما تكون ليكم.
لأ , , , اصحى فوق , زي ما بتوقف مذاكرة او شغل عشان تروق مكتبك و تنظمه وترمي الورق و الحاجات اللي منعكشاه و ملهاش لازمة.
وقف نفسك , بص عليها , وضبها , , , دلعها , , , ارسم سياسات جديدة لنفسك , ظبط طريقك , حدد طريق جديد و اعمل خطط جديدة , فكر جديد , متبقاش جامد و خواف , جررررب.
يعني زي ما كل اسبوع بتستحمى (الناس اللي بتستحمى في العيد ملناش دعوا بيهم) , امسك نفسك من جوا كل فترة , نضفها و ضبها , روق نفسك وعطرها.
ولا نفسك رخيصة عليك و متستاهلش الجهد دا منك؟ اعمل حاجة تفوق بيها نفسك و ترجع التفاؤل ليها , خدلك دورة تنمية بشرية , , , احضر درس علم في الجامع , روح احضر محاضرة في الكلية بتاعتك (على اعتبار انك متخرج) حتى لو عارف كل كلمة بتتقال , انت بتعمل غسيل و ترويق , انت بتجدد روحك يا روحي.
نفسك بتتعب بعد كل مرحلة بتمشي فيها في الدنيا , , , دا انت لو مأجر عجلة بتريحها , , , وقف شوية و شوف كسبت ايه و خسرت ايه . . . قيم تجربتك و دور جواك شوف ايه اللي اتغير , ايه اللي اتكسر و صلحه.

الانسان ارق و اكثر المخلوقات حساسية و تأثراً بكل ما حوله , عشان كدا أكتر مخلوق بيحتاج صيانة و رعاية دورية متكررة , لأن الكيان العاطفي و العقلي للانسان مش بيقدر يفضل متماسك فترة طويلة قدام المشاكل و المغريات و الشهوات و شياطين الأنس.
الواحد فينا لو ساب نفسه كدا , عايمة لوحديها مع التيار وسط كل العوامل دي تهد و تكسر فيه , هيلاقي انه في الاخير هينفرط . . . نفسك هتفقد معالمها و هتفقد معناها و خصائصها , روعتها هتزول و هتنفرط و تضيع و مش هتعرف تلمها او تجمعها تاني.
اممم , يعني ايه بني ادم انفرط؟ . . . احكيلكم حاجة حلوة :سعات لما ببقا قاعد في البيت , اتأمل في السقف و العنكبوت اللي فيه , ماما تنادي عليا وتقولي "انزل فرط البسلة معانا يا حمادة" حماده يسيب اللي في ايده وينزل يطلع غله في البسلة , تلاقي عود البسلة واقف زي الأسد , مكتنز ممتلئ اخضر و بديع , بعد شوية تلاقيه منفرط مهلهل , , , فاضي , , , كيانه اختلط مع الاخرين , تايه و ضايع , متعرفش هو مين و لا كان ايه و كان عامل ازاي.
يقول الله عز وجل ("مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ").

وعشان منخليش نفسنا تنفرط بالشكل المزري دا لازم يبقا فيه سيستم و نظام يمسكها و يربطها مع بعضها , و يحفظها من الانفراط و يظبط مشاعرنا و أفكارنا.
ألا و هو الدين , , , ألا و هو التجديد و التوبة إلى الله , ألا و هو التجديد على الطريقة الإسلامية.

طب ايه التجديد اللي ربنا عاوزه لينا؟؟؟ ايه التجديد اللي احنا عاوزينه لنفسنا ؟

اقبل , , , يا باغي الخير إقبل , , , رمضان جانا و فرحنا به بعد غيابه , اهلا رمضان , , , رمضان شهر الرحمات , وشهر العتق من النار , شهر يحبس فيه شياطين الجن و يتبقى لنا شياطين الأنس , ربنا يقدرنا عليهم و نقدر نعلي صوتنا فوق صوتهم.
كل واحد يقدر انه يجدد حياته , كل واحد يقدر يبني نفسه و يشع أمل و توفيق و ريحة حلوة
ابدأ على اطلال الماضي , و ابني مستقبل نضيف و قريب من ربنا.
ميهمكش كمية الخطايا اللي عملتها , حتى لو كانت سودة ومعفنة بحجم بترول العراق المسروق او بحجم مية البحر , ربنا مبتفرقش معاه الحاجات دي , المهم انك تيجي له , تروحله ماشي او بتجري برضه مش هتفرق , المهم انك تروحله.
يقول الله عز وجل ("قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {53} وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ ")
وقال سبحانه وتعالى في حديث قدسي ("يا ابن آدم , إنك ما دعوتني و رجوتني غفرت لك على ما كان منك و لا أبالي , يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي , يا ابن آدم لو اتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بس شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة").

ياالله يا حبيبي , , , الحديث دا و زيه كتييير , عبارة عن جرعات أمل و محاولة لأيقاظ الإرادة و العزيمة النائمة.
عشان كدا سعات كتير اوي بستغرب بعض الدعاة , يطلعوا على التلفزيون و يعملوا حلقة رعب و يقعدوا يزعقوا و يحمروا , , , مع إن دينا دين ترغيب مش ترهيب , انا اعصابي بتتعب و بقوم و اسيبهم.
ليه الناس متروحش لربنا و هي مشتاقة و محبة و مبسوطة , بدل ما يروحوا خايفين مرعوبين و واحد ماشي وراهم بالكرباج , يروحوا باردين مش فاهمين و كل اللي جواهم خوف و رعب , اعتقد إن جهل الناس بالدين (العامة) هو السبب في حالة البرود دي . . . مع ان البشر مش هيلاقوا احن و لا أبر و لا أكثر حباً من الله سبحانه و تعالى.
حنية ربنا و حبه لينا صافيين من كل غرض , لأن دا من آثار كماله الأعلى و ذاته المنزهة.
لو رجعنا لقصة الخلق هنلاقي إن ربنا خلق الانسان ليكرمه و يجعله سيداً على العالمين
قال تعالى : ("وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ {10} وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ ")

يعني و بشكل واضح و بسيط , فإن الدين هو السيستم و النظام الرئيسي اللي بيدعمنا و يربط نفسنا و يخليها متماسكة و يحفظها من الانفراط (زي البسلة) قدام المشاكل و العواصف و الحاجات الوحشة.
الدين هو الحق , و ضرورة للانسان حتى يشعر انه انسان , شرع الله سبحانه و تعالى بيدعمنا و يساعدنا إننا نكون أفضل.
شرع ربنا مع المظلوم , شرع ربنا ضد سطوة الظالم , و ضد اعتدائه على حريتي و حقوقي و مالي و دمي و عرض أي حد فينا.
هل في التعاليم دي , و الشريعة دي قسوة على البشر , هل فيها أي تعذيب ليهم ؟ لو بصينا كويس لتعاليم الله و رسوله هنلاقي انها رحمة و خير.
في المقابل ربنا كلفنا بأداء بعض العبادات البسيطة , اللي بنبين فيها شكرنا ليه لنعمه ونحمده على فضله ,هل العبادات دي هي اللي تاعبة ناس و مخلياها مش عارفة تعيش و مسببة المشاكل في الدنيا كلها , وتلاقي واحد في نهار رمضان مكفهر و مكشر وبيقولك : متكلمنيش أنا صايم و كفران , متخلنيش أفطر عليك.

يعني و بشكل بسيط جدا , اللي ربنا عاوزه لينا هو اليسر و السماحة و الكرامة و الحب.
لكن الناس بترفض دا كله و وتجري ورا شياطين الأنس و الجن و سابوا الدين و كل واحد مشي ورا رغباته , فأتملت الدنيا مشاكل و سرقات و نهب و ظلم.
على الرغم من كل دا , على الرغم من الظلم و افتراء الناس على الله , فإن الواحد من دول لما يتوب و يرجع لربنا , فإن فرحة ربنا بيه بتبقا كبيرة جدا جدا جدا , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصفها:
("لله افرحُ بتوبة عبده المؤمن (لاحظ كلمة مؤمن) من رجل نزل في أرض دَويّة مُهلكة , معه راحلته , عليها طعامُه و شرابه , فوضع رأسه فنام نومة , فاستيقظ و قد ذهبت راحلته !! فطلبها , حتى إذا اشتدَّ عليه الحرُّ و العطش , أو ما شاء الله , قال: ارجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت . . . فوضع رأسه على ساعده ليموت , فأستيقظ فإذا راحلته عنده عليها زاده و شرابه , فالله أشدُّ فرحاً بتوبة المؤمن من هذا براحلته").
بذمتك , , , بذمتك عمرك شوفت قدر من السرور زي دا قبل كدا ؟ عمرك غلط في حد غلط كبير ولما تيجي ترجع ليه يفرح بيك الفرحة دي كلها؟
جرب اغلط غلط كبير في واحد صاحبك او مراتك او خطيبتك , , , و ارجع ليه شوف هيتعامل معاك إزاي . . . تبقا كرامة لو رجع يتعامل معاك تاني و ستر على غلطك و مفكركش بيه كل شوية.
فما بالك بواحد أخطأ واسرف على نفسه في الخطأ , نلاقى إن ربنا مش بس بيستقبله , لأ دا كمان بيفرح بيه أوي أوي أوي.

نقطة مهمة : أكيد لاحظنا كلمة المؤمن , فالطبيعي إن التوبة اللي ربنا بيفرح بيها كتير , عبارة عن نقلة نوعية من طريقة إلى طريقة اخرى , من حياة إلى اخرى من ضلمة لنور , و تكون التوبة دي فاصل عظيم بين مرحلتين زي ما الفجر بيفصل بين الضلمة و النور.

بس يا ترى ايه تعريف العودة و تجديد الحياة اللي ربنا بيفرح بيها الفرحة دي كلها ؟؟؟
هي ليست عودة خاطفة يعود بعدها النفر إلى ما كان فيه وعليه , يعني يكون طالع من معصية و يعدي على الجامع فيقول اخش اضرب ركعتين اتوب فيهم لربنا , وبعد ما يطلع من الجامع يرجع للمعصية تاني . . . مكنش حد غلب.
العودة اللي بجد , , , التجديد اللي فل الفل , هو إن الواحد ينتصر على كل الحشرات اللي معششة في راسه و على جراثيم الفساد اللي بتبوظ نفسه و ينضف كل افكاره السودة و الحاجات الوحشة اللي ورا دوافعه و يتخلص من قيود المعصية و الهوى و يبدأ مرحلة جديدة من الروعة و البهاء و الايمان , ربنا قال على الشخصية الجديدة دي:
("وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ")

اللي حصل هنا و شفناه مع بعض , هو تجديد شامل , إرادة قوية , حياة مختلفة غيرت معالم النفس و السلوك.
بدل ما تصحى الصبح و تقول "هاي مان" هتقول "سلام عليكم و رحمة الله و بركاته" , تغيير على كافة المستويات.
التغيير دا هو نفسه التغيير اللي بنعمله في الصحرا لما بنخليها خضرا.

تجديد الحياة مش معناه انك تعمل شوية حاجات كويسة وسط الحاجات الوحشة اللي بتعملها , أو إن يكون جواك شوية نوايا لطيفة و أنت اساسا مجرم عتي الإجرام شلولح.
الخلطبيطة دي ولا ليها أي لازمة – مش عاوز احبطكم – بس ببساطة دي لا هتقدم و لا هتأخر ولا تقدر تعمل حياة جديدة منورة يا أخ شلولح.
أصل برضه الناس اللي قلوبها آسية ممكن تطلع شوية خير , زي الحيتان اللي واكلين البلد والعة تلاقيهم في رمضان عملوا كام افطار جماعي على كام شنطة رمضان اغذيتها فاسدة.
والمتوحشين آكلي قوت الغلابة ممكن تلاقي منهم في بعض الاحيان تصرفات لطيفة – زي ماما امريكا ما بتنادي بديموقراطية و حروق انسان في العالم العربي , دا حتى كمان دخلوا العراق من أجل نشر الحرية.
و دول قال عليهم ربنا : ("أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى {33} وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى")
أما الناس اللي مش عاجبها كلام ربنا , ربنا بيقولهم:
("وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ {41} وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ {42} تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ")

أصل الأمر واضح . . . الناس الشريرة ممكن يمر على ضميرهم لحظة من الزمن و يصحى فيها ,بس طبعا بيرجع ينام تاني بسرعة – دا النوم سلطان – و الصحوة دي لا تسمى اهتداء , لأن الاهتداء هو الخطوة الاخيرة خااالص من التوبة.
بالضبط زي ما حصل في مصر لما قال الريس هنعمل تعديل دستوري و الأمر مكملش لأن ضميرهم رجع نام تاني في العسل و انطبخت التعديلات و رفعوا الاشراف القضائي على الانتخابات.
اللي اعطاه باليمين رجع خده بالشمال.

خير خير خير , , , محدش عارف الخير فين.

أهم حاجة لازم تدركها إن بعدك عن الله , و بعدك عن طريق الله مشكلة كبيرة جدا جدا . . . مش أمر بسيط خاالص . . . مشكلة تضيع حياتك و تضيع معنى كل شئ فيها , مشكلة هتخلي كل حاجة في حياتك موات و اكتئاب و حزن بل قد يصل بك الحال إلى الاعتقاد بأن عقلك و ذكائك و تميزك نقمة عليك , مصيبة ربنا بلاك بيها , و تبدأ تكرههم و تكره كل حاجة حلوة و ممكن يوصل بيك الأمر انك تنتحر , , , يا حراااام.
عشان كدا ربنا بيوصينا بأن نلتمس النجاة لديه . . . عنده وحده.
قال تعالى : ("فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ {50} وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ")

إن القرب من الله و السير على طريقه يتطلب عودة – يتطلب أن يجدد الانسان نفسه و يغير نظام حياته للأروع , و أن يقيم علاقة حب مع الله و يدعي ربنا معانا و هو صادق في دعوته و يقول:
("اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت , خلقتني و أنا عبدك , و أنا على عهدك و وعدك ما استطعت , اعوذ بك من شر ما صنعت , ابوء لك بنعمتك علي , و ابوء بذنبي فأغفر لي , انه لا يغفر الذنوب إلا أنت")

كان معكم – واحد من اللي هما إحنا
فتوح أبو المفاتيح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق