الخميس، 12 أغسطس 2010

03 مصيبة . . . تعمل ايه لو حصلتلك مصيبة؟




يا ا ا ا لهوي . . . مكنش يومك يا رمضا ا ا ن . . . را ا ا ح , كله را ا ا ح النار كلت المخزن يا عمدة . . . يا مصيبتي , أنا اتنشلت , راح المرتب كله يا بهانة.

يا ترى يا هل ترى لو حصل لجنابك مصيبة , هتعمل ايه؟؟؟
التصرف المعتاد من بني آدم عايش في عصرنا المتقدم أوي "دلوقت يعني" هيقعد تايه يكلم نفسه , يضرب أخماس في أسداس "معرفش يعني ايه" و لا هتقول – خير خير خير – محدش عارف الخير فين , و تهدي نفسك و تبدأ تفكر هتعمل ايه , واحدة زميلتنا في المكتب جت يوم و لابسة اسود بنسألها مالك ؟ قالت عمي مات , فأنا اول كلمة جت على لساني خير , محدش عارف الخير فين , و زعلت اوي , خير.

الأخ ديل كارنيجي بيتكلم في كتابه عن الموضوع دا و بيقول:
1- اسأل نفسك يا ريس : ايه اوحش حاجة ممكن تحصلك نتيجة المصيبة دي؟
2- ظبط نفسك و اقنعها انه قدر الله و ما شاء فعل و هيئها لقبول الأسوأ.
3- انت يا عم . . . مش المصيبة حصلت و خلاص؟ كبر دماغك وفكر هتعمل ايه بعد كدا و ايه اللي يمكن انقاذه لأسترجاع نفسك و تصليح الأمر.
وبصراحة , عاوزين رأيي , انا شايف ان دا اسلم و اظبط حاجة ممكن تتعمل , بدل ما تقعد بطوط و متعملش حاجة و تصوت وتلطم كيف الولايا , وتقول ياريت اللي جرا ما كانز برتقان او لمون مش تفرق.
أكيد سمعت عن تكييف كاريير , الراجل بتاع كاريير اللي اسمه ويلس كاريير بيقول كلمة كيوت:
اوحش أثر للقلق هو قدرته الجبارة على تشتيت أفكارنا و تتويه عقلنا و افقاده القدرة على على التركيز , فنحن عندما نقلق تشتت أفكارنا و و نعجز عن حسم المشكلات و اتخاذ قرار فيها.
لذا فإن اجبرنا انفسنا على مواجهة أسوأ الاحتمالات , واعددناها لتحمل أي نتائج , كدا هنقدر نخش في صميم الواقع و نعيشه صح و نفهمه كويس اوي و هنبقا محترفين في النجاة منه و العيش مرة أخرى.

الكلام هنا على ايه ؟ أن الشخص او الشخصة يقدر يمسك اعصابه و يفضل هادي و عاقل و ميعملش زي الناس و يتجنن و يشد في شعره و يبيع اللي حيلته في البورصة لأن السهم نازل اوي و اللي حواليا كلهم بيبيعوا و السهم مكمل نزول و احنا بنبيع , فقدوا عقلهم و منطقهم قدام المصيبة و بالتالي خسروا اكتر مما هما خسرانين.
في واحد اسمه القَطَري من زمان هو , قال حتة شعر بيكلم فيها نفسه قبل ما يتقتل وبيقول:
أقول لها وقد طارت شعاعاً * * * من الأبـطال ويـحـك لن تُـراعـي
فـإنك لـو طـلبت بـقـاء يـوم * * * على الأجل الذي لك لن تطالي
يعني من الآخر يا لورد هتكسب ايه لو خدك الهم و معرفتش تتصرف او تفكر وقت المصيبة ؟؟
اخونا القطري كان شكله في حرب او طلع عليه شوية ناس عاوزين يقلبوه و يقوصوه (انت لو بنت اجري و صوتي) فخلاص يا معلم قطري انت ميت ميت , بس دا مخلاش عقله يرتبك او يقعد يعيط , لأ دا كان مركز اوي , دا كمان قال شعر , يعني كان راااايق , الأخ فكر فر دماغه , أجري ؟؟؟ كدا كدا هيجبوني , و هل تعتقد إن الهرب أجلاً قد حان؟ , كل اللي هيحصل إن الهرب هيجيبله المعرة "يعني هيبقا راجل عرة – ومراته تقوله يا عرة الرجالة" يبقا الاحسن يقف مكانه و يقاتل و يدافع عن نفسه , فلو مات , فهيموت بشرف و هو شهيد , و لو عاش يبقا عاش بمجد.

لو في لحظة ما من ليلة ظلماء سألنا نفسنا و قولنى لها يا نفسنا , هو مين الناس اللي بتنجح؟ (أكيد اللي مذاكرين طبعاً) الناس اللي بتنجح في الحياة هي الناس اللي بتقدر بعد كل مصيبة تقوم من تاني و تفكر , تفضل دماغها صاحية , و تتصرف و متخافش و لا تحزن لأن أسوأ شئ خلاص حصل , وتبدأ تعالج نفسها , و تحاول تصلح الأمور تاني و تتقبل واقع المشكلة , هي دي الناس اللي بتعرف تنجح و تعرف تكمل حياتها.
فيه سعات ناس ممكن تتوقع مصايب و حاجات مخيفة هتحصل (واحد شغال في الخليج و عليه ديون وفلوس في مصر , و عرف انه كمان شهر الكفيل ناوي يطرده و هيرجعه لمصر اللي مفيهاش شغل – يا عيني) اخينا بتاع الخليج هيقعد شايل الهم و يضرب الاخماس في الاسداس اللي مش عارفين هما ايه , يفضل قلقان و متوتر و يقرقض في ضوافره , و مش بعيد يعيط و يقعد يبوس في رجل الكفيل , ويكتأب و لا ياكل و لا يشرب و يفضل مكتأب و عابس.
ثواني اقلب الصفحة .
بيقولولك:
الناس من خوف الفقر في فقر , و من خوف الذل في ذل
هي دي حالة اخونا اللي في الخليج.

و طبعا زي ما كل مرة بنقولكم , إن التفكير بالشكل اللي فات دا غلط كبير اوي اوي اوي , لييه؟
لأن من المفترض المؤمن العاقل دايما دايما دايما قدام أي مصيبة بيفترض إن الأسوأ خلاص حصل , حصل كمان من زمان و مش هيجي أسوأ من كدا بعد كدا – و بعد ما يصدق في الفرضية دي , يبدأ يدور على الحاجات اللي اتبقت و يقدر يعيش بيها و يظبط حاله و محتاله و يشوف إزاي هيقدر يقف على رجله من تاني و يصبر نفسه بكلام لطيف جميل
سيدنا النبي قال
("لِتعزِّ المسلمين في مصائبهم المصيبةُ فيَّ , إنَّهم لن يُصابوا بمثلي") الحديث دا بيقول ايه؟
بالنسبة لينا كمسلمين مفيش مصيبة أكبر من مصيبة فقداننا لرسول الله (يا حبيبي يا رسول الله) , فخلاص بعد كدا كل مصيبة تهون و تبقا حاجة بسيطة اوي اوي مقارنة بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

طب ايه نوعية المصايب اللي احنا بنخاف منها اوي , و ممكن بمجرد التفكير فيها يركبنا هم كبير و غم عظيم , رغم انها ممكن متكونش حصلت , فتخيلوا لو حصلت.
إن حد فينا يفقد شخص اتعود عليه و حبه , إن حد فينا تحل على راسه مصيبة و مشكلة تقيلة ميقدرش يشيلها فيقع تححتها ,و الواحد فينا يقعد يتخيل حياته بدون الحاجات دي.
آ آ آ آه يا قلبي , مؤلمة اوي.
تخيل , فقد ابنك , او بنوتك الحلوة اوي , تخيل إن رجلك اليمين اللي بتحب ريحة شرابها اتقطعت في حادثة سيارة
الشيخ محمد الغزالي , كان رايح يزور واحد صاحبه رجله اتقطعت و كان رايح يعزيه فيها , وكان صاحبه دا راجل عاقل و دماغه كبيرة , فشيخنا كان مجهز جملة كدا عشان يعزيه بيها , فكان هيقوله: (إن الأمة لا تنتظر منك أن تكون عداءً ماهراً ولا مصارعاً غالباً , إنما تنتظر منك الرأي السديد و الفكر النير و قد بقى هذا عندك و لله الحمد) أكيد , أصل انت مش بتفكر برجلك
المهم إن شيخنا لما راح لصاحبه , فصحابه سبقه وقاله: (الحمد لله , لقد صحبتني رجلي هذه عشرات السنين صحبة حسنة , و عندي من سلامة الدين ما يرضى الفؤاد) الله عليك

الفكرة في ايه يا جماعة ؟؟؟
إن النفر مننا يجهز و يهئ نفسه لتقبل الحقيقة مهما كانت موجعة , لأن التسليم بما حدث هو الخطوة الأولى في التغلب على المصائب , و هو دا معنى الإيمان و التسليم بقضاء الله و قدره
و هذا يعني أن طمأنينة القلب و صفاء الذهن لا تأتي إلا مع التسليم بأسوأ الفروض.
و الفكرة في دا إنك لما بتسلم وتتقبل الحقيقة دا بيخلصك من جزء كبير من القلق و الهم و بيحررك من قيود التوهان و الحيرة
بيحررك و يفوقك من الصدمة , سيدنا النبي بيقول ("إنما الصبر عند الصدمة الأولى") يعني اعقل.

كلنا شوفنا ناس , و بني آدمين , حطموا حياتهم في لحظة غضب و ألم , لأنهم رفضوا التسليم بالواقع المر و رفضوا ينقذوا ما يمكن انقاذه وبدل ما يبصوا لقدام و يحاولوا يقفوا على رجلهم من جديد , فضلوا يفكروا في الماضي و غرقوا نفسهم و غرقوا اللي حواليهم و اللي بيحبوهم معاهم.
عارفين , , , زي بالضبط ما حصل وقت وفاة سيدنا النبي , عمر بن الخطاب "حبيبي" رافض يصدق و بيقول حاجات غريبة محصلتش , و المسلمين مرتبكين ومنهارين مش عاوزين يصدقوا , لولا أن ابو بكر سلم وصدق بما حدث وفضل محتفظ بقوة نفسه و عقله , مع انه كان من اقرب الناس للرسول , وقف وسطهم و اعلنها قوية قدامهم كلهم , لولا كدا مكانش دا حالنا دلوقت , ابو بكر فكر فينا , فكر في المستقبل , في الناس اللي هتيجي بعد كدا و مشافتش الرسول عليه السلام , ومكانش بيفكر في الماضي.
وللعلم يعني , فإن التحسر على الماضي الفاشل ور فض تصديق ما حدث و البكاء المؤلم المتعب على المصايب و الهزايم – في نظر الاسلام – بعض من مظاهر الكفر بالله و عدم الرضا بقضائه.
و في هذا يقول سبحانه و تعالى
("يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ")
وفيه شاعر بيقول – برضه من بتوع زمان
وَقَيْنَا بحسن الصبر منَا نفوسنا * * * فصَحّت لنا الأعراضُ و الناس هُزَلُ
اخونا الشاعر القديم بيفتخر انه بيحمي نفسه وصحته بحسن الصبر , وانه مخليه دايما في حاله كويسة بينما الناس التانية تعبانة و ضاربها السلك من كتر الحزن و الندم و الألم.

نقطة مهمة – كترت النقط المهمة اليومين دول
المهم , لا يعني انك تصبر و لا تصاب بالهم و انك تحتفظ بصفاء تفكيرك انك متزعلش , لأ ازعل و تألم لما فقدت و احزن عليه , بس متخليش الحزن ياخدك في دوامة و يلغي تفكيرك.
و مش معنى الصبر انك تبقى متبلد المشاعر , سيدنا النبى بكى لما ابنه ابراهيم توفي.
الفكرة هنا انك تبقى قوي , وتسلم إن دي إرادة الله عز و جل.
ومن اولى معالم الرجولة عدم البكاء على الأطلال , ولا تجزع لشئ فقدته , بس أهم حاجة انك تستخرج الصبر و الدروس من اللي حصلك.

مصيبة الموت
سمعت واحد بيقول لصاحبه : يا عم عيش حياتك , هو انت هتعيشها فين تاني؟
الناحية التانية من الحارة , تسمع كمية الصويت و العويل لما الحاج متولي العطار يموت و السرادق و المدفن الفاخر , يا عمنا دا حتى اخرهم حسني مبارك عمل لنفسه مدفن لووز , نظام تكيف هواء مركزي , و حمامات و صرف صحي و ارضية رخام و بورسلين , هيييصة
الناس دي بتتعامل مع الموت كأنه انعدام و انتفاء للوجود الانساني , يعني خلاص بح مفيش غير الدنيا يا جماعة , زي ابيات الخيام – برضه واحد من زمان
انعم أقصى النعيم بما ملكت يداك
قبل أن توسد اللحد فلا شئ هناك
سوى تراب من تحتك و تراب من أعلاك
فلا شراب و لا غناء و لا نهاية بعد ذاك
ودي أكبر كدبة شايعة في الغرب و بيروجوها و تلاقي أفلام و حوارات و حكايات كتير اوي على كدا.
ولكن الحقيقة الكبيرة اوي اللي لازم كلنا ندركها , إن الحياة دي مرحلة قصيرة جدا جدا جدا , تلوها حياتين كباااار جدا , حياة البرزخ و انت في القبر و شايف مكانك الحلو في الجنة , بعد كدا حياتك في الجنة إن شاء الله , يسهلـلـلـلـه
:)
حياة أضخم و أوسع و أعمق , ربنا بيقارن لينا بين حياتنا في الدنيا و بين الجنة , بيقول سبحانه و تعالى:
("وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ")
بعد الموت مرحلة مختلفة , إحساس مختلف , بتخش فيه روحك عالم تاني , ادراكك كله هيختلف , حياة تانية غير اللي انت فيها
تسمعوا عن ابي حامد الغزالي , بيقولوا إنه لما حس انه خلاص هيموت , طلب من اصحابه يشتروا ليه لبس جديد , و لما سألوه , انت ناوي تعمل بيها ايه حضرتك ؟ رد عليهم : سألقى بها الملك
الناس مكدبتش الخبر جابوا ليه الهدوم و الراجل روح البيت و مطلعش منه , ولما راحوا يطمنوا عليه لقوه ميت و سايب جمبه ورقة فيهم كام بيت شعر
قل لإخوانٍ رأوني ميتا * * * فرثوني‘ وبكوا لي حزنا
أتظنوني بأني ميتكم * * * ليس هذا الميت و الله أنا
أنا في الصُور وهذا جسدي * * * كان بيتي وقميصي زمنا
أنا عصفور وهذا قفصي * * * طرت عنه وبقي مرتهنا
أنا درٌ قد حواه صدف * * * لامتحاني فنفيت المحنا

لو قارنتوا بين ابيات ابو حامد الغزالي و بين ابيات الخيام هتلاقوا إن ابيات الخيام مجرد عك في عك وانه مجرد شخص بيهتم بالدنيا و اللهو فيها لأن بعد الموت في اعتقاده مفيش حاجة
عشان كدا أي حد يبني حياته , على اساس انه مفيش غيرها و خلاص , لا مؤخذة يبقا شخص ضايع ضايع ضايع , و هيضيع ناس كتير حواليه و هيظلم ناس أكتر , ما هو خلاص مفيش غير الدنيا اعمل اللي انت عاوزه , ما هي بقت سداح مداح
أما الخوف و الهلع و الحزن و الكآبة اللي بتحيط الموت و العواطف المختلفة الموجودة حوليه لأن الناس عندها اعتقاد , و هو بالمناسبة عند فئة منهم قوي , إن الموت يا عيني , انتقال من وجود إلى عدم و من نور إلى ظلام , من هيصة و لمة إلى وحشة وغربة

الناس دي مفكرتش في حياة الجنة قد ما فكرت في الموت , مش عارفين مدى روعة اللي مستنيهم مقارنة باللي هما فيه.
الناس بتوع الجنة هتقعد تفكر و تقول
("قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ {26} فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ")
أما عن الملحدين و المؤمنين بأنها دنيا و فقط
("قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ {51}‏ يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ {52} أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَدِينُونَ {53} قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ {54} فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ {55} قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ ")

كان معكم
فتوح أبو المفاتيح – واحد من اللي هما إحنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق