الأربعاء، 25 أغسطس 2010

11 ثلاثية القضاء و القدر – اولا حقيقة القضاء و القدر



أولا : حقيقة القضاء و القدر
ثانيا : مراقبة القدر و أحداثه القاهرة
ثالثا : مرونة التعامل مع القدر

بداية نعني بالقضاء و القدر هو أن يعتقد النفر مننا بأن العالم كله بكل ما يحدث فيه هو في يد الله و أن كل حاجة بتحصل ربنا هو اللي بيعملها و مقدر ليها إنها تحصل.
بمجرد وجود الحقيقة دي جواك المفروض , و نقول كمان مرة المفروض تكون مطمن جدا و في بطنك بطيخة صيفي من بتوع زمان , لأن كل حاجة هتحصل ربنا هو اللي عاوزها ,و أحنا عارفين و متأكدين قد أيش ربنا بيحبنا
قال تعالى ("وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ") 21 يوسف

عشان كدا يا صاحبي , إحنا كمسلمين لازم نكون أكثر الناس اطمئناناً و سكينة لأننا بنعمل اللي علينا و مبتفرقش معانا ايه اللي هيحصل بعد كدا , لأن كل حاجة هتحصل هي بأيد ربنا , و دايما أي حاجة ربنا يقدرها هي الخير.
احنا ممكن نزعل و نلوم نفسنا و نضربها بالدزمة لو قصرنا في حاجة و معملناش اللي علينا كشغلنا , كمذاكرتنا , كعبادتنا , كأي حاجة مفروض إننا نعلملها صح بس عملناها غلط , ساعتها ممكن نلوم نفسنا . . . بس هي دي الحالة الوحيدة اللي نلوم نفسنا فيها.
إنما . . . نعمل زي الناس الوحشين و نلوم و نزعل و نكتئب لأن حاجة مجتش زي ما توقعت بعد ما بذلت مجهود كتير خالص و عملنا كل اللي علينا , , , عيب عليك يا صاحبي , الإيمان بقدر الله هو أن تقر بكل ما يفعله الله لك خيره و شره.

أعرف ناس بتؤمن بعبثية الأحداث من حولنا , ودا بيبان أوي في مقالاتهم و أشعارهم زي واحد بيقول "ما الذي أبقيت للإنسان يا زمن الندامة" و بيقول كمان "سأكون ناراً تحرق الكهان و الزمن المعوق و الدجل" . . . فهمتوا حاجة؟؟؟
كل اللي شايفينه الناس دي إن فيه متاهة و هما جواها , لذا فلنلعن الزمان , و لنلعن العبثية , و لنلعن الزمن الذي يتخبطنا في أمواجه يمنة ويسرة , و لنلقي بكل لومنا عليه و نعلق أخطائنا و أخطاء غيرنا على زمن الندامة.
قريت حاجة من شعر الناس دي لتيتة فقالت : ايه ياخويا الحاجات دي . . . كتهم وكسة
المفروض إننا كمسلمين بنؤمن أن كل ما تأتي به الأحداث هو قدر من الله و إننا ملناش دخل بما تجري به الأحداث في يومنا و غدنا سوى أننا نقوم بما يجب علينا القيام به , ثم لا نبالي أي الحسنيين نفوز , فكلاهما خير لنا لأنهم من عند ربنا , قال تعالى:
("قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ {51} قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ")51 , 52 التوبة
فيه حاجة أكتر من الموت نخاف منها ؟ من ايمان المرء انه في كلتا الحالتين متفائل إما النصر و إما الشهادة
أما اخواننا المعتقدين في العبثية يقول لهم تعالى على لسان المؤمنين :
("وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ") 52 التوبة

رغم كل اللي فات و كل اللي قلناه و المفروض انه جزء اساسي في عقيدتنا و اللي هو الإيمان بقضاء الله خيره و شره . . . نلاقي إن وسطينا ناس كتير شايلة طاجن ستها و مش بس بيزعلوا و يغتموا بالحاجات اللي بتحصلهم , لأ دول بيزعلوا مقدماً لحاجات متوقعين إنها هتحصل لهم.

بيقول ديل كارنيجي : لكن كثير من الرجال الناضجين لا تقل مخاوفهم سخفاً عن مخاوف الأطفال و الصبيان , و في استطاعتنا جميعاً أن نتخلص من تسعة أعشار مخاوفنا تواً لو أننا كففنا عن اجترار خواطرنا و استعنا بالحقائق المدعومة بالأحصاء لنرى إن كان هناك حقاً ما يبرر تلكم المخاوف.
وحهة نظر كارنيجي هنا , انه يقدر يلغي خوف الناس من المجهول عن طريق احصائيات توضح للشخص الخائف المرعوب إن احتمال حدوث المشكلة دي أو الكارثة دي 1/1000 مثلا.
يعني لو بصينا لشركات التأمين نلاقي إنها بتراهن على خوفك و قلقك من المجهول و الكوارث و المصايب و النكبات اللي مش هتحصل خالص.
يعني ببساطة انت بتراهن نفسك و الشركة بفلوسك إن المشكلة دي هتحصل و لا لأ
وشركات التأمين دي هتفضل تكسب دهب من ورا الناس الخوافة دي لأن الكوارث و المصايب التي يتوقعها الناس لا تقع بالكثرة التي يتصورونها.
ديل كارنيجي بيحكي قصة تاجر أمريكاني بينقل بضاعته "فاكهة" في قطار , دايما معذب نفسه بفكرة ماذا لو حصل مصيبة للقطر , جموسة تقف قدامه فيخبط فيها و يتقلب زي ما حصل في مصر , و البضاعة تموت و تبوظ , أو إن الكوبري يقع بالقطر فبرضه البضاعة تبوظ , مع انه عامل تأمين على البضاعة بتاعته بس هو خايف أحسن البضاعة تتأخر على العملا وبالتالي هيخسر زبائنه , المهم انه فضل يهري و ينكت في نفسه لحد ما أوهم نفسه انه عنده قرحة في المعدة و لما راح للدكتور قاله انت بتستعبط أنت مية مية و زي الفل , التاجر وقف مع نفسه شوية وقال ايه اللي أنا فيه دا , سأل نفسه انا استخدمت كام عربية السنة اللي فاتت 25,000 عربية , باظ منهم كام واحدة 5 بس , يعني خسارتي كلها 1/5000 عربية , أنا كدا بستعبط , , , أنا قلقان ليه؟
الملحوظة هنا : انه كويس جدا إن الواحد يطمن نفسه بالشكل دا بس , برضه لازم نؤمن إن كل اللي يجيبه ربنا كويس.

تمام كدا بس كل اللي فات دا ولا يسوى نكلة مع الناس ذوي الأمزجة السوداء و العقول الكئيبة المتشائمة.
تلاقي الواحد من دول يتوقع حاجة وحشة محصلتش يقوم يعامل اللي حواليه على أن الحاجة دي لازم هتحصل ويتعامل معاهم وحش و يكتئب في وشهم , و بالتالي هما لازم يدوه ردة فعل للي هو بيعمله معاهم تكون ايه ؟؟؟ مفيش غير الحاجة الوحشة اللي أخونا الكئيب متوقعها.
بجد أنا مكنتش عمري أتخيل وجود ناس زي دي غير لما قابلتهم و انكويت بنار توقعاتهم السوداء . . . اللهم احفظنا

عشان كدا سيدنا النبي بيؤكد انه من الايمان تقبل اسوأ الفروض برضا نفس على انها قضاء الله الذي لا مفر منه.
يقول حبيبي عليه الصلاة و السلام ("لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره و شره , و حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه و ما أخطأه لم يكن ليصيبه")
السعيد اللي فينا هو اللي يقدر يحس بكدا و يعيش كدا , هيقدر يزيح عن كتفه حمول كتيرة جدا , و هم كبير أوي , عشان كدا سيدنا النبي قال ("من سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله له , و من شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله , و من شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله له")
سامعين آخر كلمة ؟؟؟ يعني تعس و شقي من سخط على قضاء الله له . . . انت بتستعبط بتعترض على حاجة ربنا قدرها ليك؟

النقطة الأخيرة و المهمة في مسألة القضاء و القدر . . . انه فيه ناس بتعتمد على الموضوع و تتكاسل عن العمل و يقعد بطة و يتماوت و ميشتغلش ولا يذاكر و كل دا تحت حجة إن اللي عاوزه ربنا هيكون.
فيه شاعر من زمان قال
و السعي للرزق – و الأرزاق قد تمت - * * * بغيٌ ألا إن بغي المرء مصرعه
و دا لمؤخذه هجص كبير أوي و تأويل على ربنا
قارن كدا يا صاحبي بين التاجر الأمريكاني اللي من قلقه على رزقه خايف على القطر أحسن ينقلب فتبوظ البضاعة فيخسر زبائنه , وبين شاعرنا العربي الهمام اللي عاوز يفضل نايم في بيتهم لأن لا مؤخذة الأرزاق مقسومة , و على فكرة فيه حوالينا ناس كتير بتقول الكلمة دي و بتعمل زي الأخ الشاعر دا , قال تعالى ("كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ")

يا ابن الناس , , , اللي هتعمله هتلاقيه , و كل واحد قد ما ادى هياخد , احاديث و تعاليم رسول الله بخصوص الإيمان بالقدر ما هي إلا وسيلة لدفع و علاج القلق و التشاؤم لا ذريعة للكسل و الخمول و التنبلة

ربنا يهدي الجميع . . . محدش عارف الخير فين

كان معكم
فتوح أبو المفاتيح – واحد من اللي هما إحنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق