الأربعاء، 11 أغسطس 2010

02 خبزنا كفافنا اعطنا اليوم يا الله



هنتكلم عن شخصية موجودة حوالينا , كتير مننا يعرفها و احتك بيها , دا حتى ممكن يكون انت , قوم بص في المراية , اتأكدت ؟؟؟ , ارجع كمل المقال بقا.
هو في الأول بيكون بني آدم طبيعي , يومه طبيعي "المفترض انه يكون سعيد" , و لكن إذ فجأة تلاقيه متنكد و زعلان و مش بعيد انه ينكد عليك و يتخانق معاك كمان . . . ليييه؟
اصل بسلامته قعد يفكر في بكرا , وبعد بكرا , وبعد بعده , وممكن كمان 3 او 4 شهور لقدام , وتخيل مشكلة وفكر فيها , عاشها , و زعل اوي و اتضايق , واحد صاحبي عمل فيا كدا قبل كدا , و اتخانق معايا خناقة كبيرة اوي , لييييه؟ لأنه تخيل حاجة ممكن تحصل كمان سنة , ومكنتش انا سبب الحاجة دي لأ دا طرف تالت هو تخيله.
صاحبي دا بيخاف يفرح , لأنه كل ما بيفرح بيتخيل مشاكل هتحصل قدام , ويزعل و يكتئب و ينكد على اللي حواليه و على نفسه , بعد ما تعبت معاه و كام خناقة من نوع انت ممكن تعمل كذا قدام ,قولتله انت كدا تعبان , روح لدكتور نفساوي.
ببساطة
عيش النهاردة يا صاحب الفخامة , الحمد لله يوم زي الفل و بكرا معندكش امتحان او حتى كمان اسبوع . . . لازمته ايه تفتكر مشكلة هتحصل الشهر الجاي و تنكد على نفسك وتزعل اوي كدا . . . المصيبة إن في اغلب الأحيان زعلك و نكدك على خلق الله لا هيقدم و لا يأخر بل بالعكس هيأخرك انت و يبعد عنك البني آدمين لأنك شخص كشري و نكدي وباد بوي او جيرل على حسب انت انهي فيهم , و هتضيع على نفسك اليوم يا ريس.
وحاجة حلوة انك تفكر في قدام و هتعمل ايه و تسوي ايه , ويا سلام لما اتجوز هفسح البت مراتي دي شوية فسح , يا عيني , و لا لما نمشي على الكورنيش و هي متشعبطة في دراعي , , , يااااه دا الجواز اخر حلاوة , تروح انت بقا لأنك نكدي و غلس تتخيل اخر الشهر و مفيش أكل وهي صاحية من النوم شعرها منكوش و طالعة من المطبخ ريحتها بصل و توم و خيار وخس وجزر, وتقول يع يع دا الجواز وحش اوي وتقعد زعلان ومش بعيد تعيط على بختك المايل , و تضيع على نفسك اليوم و فرحة الجواز (دا على اساس انه في امل انك او غيرك يتجوز) يبقا كبر دماغك و كمل يوم و افرح و انشكح و استغله لأن اليوم اللي بيعدي مش بيرجع , يعني اليوم دا بح.

ديل كارنيجي حكالنا في كتابه "دع القلق و ابدأ الحياة" عن ناس كتيرة لطيفة كان كل همهم انهم يحلوا مشاكل يومهم بس , وانهم يعملوا الجديد النهاردة , مش بكرا , ومكانوش بيضيعوا اليوم في مشاكل و هموم لم تحدث بعد . . . وربما لن تحدث أبداً ., و ممكن نلخص اللي هما بيعملوه في المقولة دي : ليس لنا أن نتطلع إلى هدف يلوح لنا باهتاً من بعد نضيع فيه وقتنا , و إنما علينا أن ننجز ما بين أيدينا من عمل و اضح بين.

فيه دعاء مأثور عن سيدنا عيسى عليه السلام بيقول ("خبزنا كفافنا أعطنا اليوم") ركز فيه كدا شوية . . . ركزت؟ . . . هتلاقي انه بيطلب الخبز بتاع النهاردة بس.
و مقعدش يشتكي و يقول ليلة امبارح مجاليش نوم , و الصيف دا حر يبقا الزرع هيموت يبقا مش هنلاقي اكل في الخريف الجاي , وقعد زعلان.
ولا قعد يشتكي في الدعاء إن العيش بتاع امبارح كان ناشف اوي , ياريت تبعتلنا النهاردة عيش طري , احنا رضينا امبارح بالعيش الناشف , يارب هاتلي النهاردة عيش طري – دي أكيد دعوة واحد في طابور عيش.
او زي واحد اعرفه بيحكيلي بيقول : في مرة جالس كدا على الصوفا في الصالة وبفكر , يااااه لو فصلوني من الشغل هأكل عيالي منين , وحطيط ايدي على خدي و عمال اتخيل ايه اللي هيحصل , الواد ابني بيتفرج على مسلسلات صعيدي كتير , جاني بعد المسلسل بيقولي : آبا آبا ايش فيك يا ابوي , رديت عليه بفكر في مستقبلك يا ضنايا , المهم اني كنت عمال اتخيل المفعوص دا وهدومه مقطعة و انه نزل اشتغل صبي ميكانيكي و بقا اسمه بلية او تفاااهة , ومفيش عندنا تلاجة عشان تبقا فاضية لأننا بعناها و روحت معيط . . . ببساطة ضيعت على نفسي اول يوم رمضان في افكار و تخيلات و اوهام مش موجود اساساً , ونسيت اني اعيش يومي.
الناس دي تلاقيها عمالة تقول , آه يا دماغي , آه يا قلبي , , آآآآه يا بطني , ويجيلك الضغط و السكر و النمل لأنك وانت عندك 35 سنة عمال تفكر في المعاش اللي لسا عند سن 60 و شايل همه.
طب افرض يا سيدي او يا ستي انك مت , ربنا خدك عنده و ارحت و استرحت , وانت معدي في ميدان التحرير فووووو عربية شالتك طيرتك رمتك في النافورة غرقت فمت , , , بح , روح بقا عيش بكرا اللي ضيعت عليه النهاردة في همه و مش هتاخده لأن مفيش خلاص بكرا ليك , , , بح.

اللي فات دا كله بيتفق مع وصايا سيدنا النبي ومع كل اللي قاله لينا فنلاقي إن سيدنا محمد بيقولنا
("من أصبح آمنا في سربه , معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها")
متخيل يا بوي . . . انت بتمتلك الدنيا كلها . . . واو
فقط و اونلي لأن عندك النهاردة أمان و عافية , وأكل النهاردة موجود في المطبخ او على السفرة لأنك لسا جايبه وجاي من تحت , دا بيديك الدافع انك ما تشيل الهم المربك المعطل للراس و الكراس.
عدم شيل الهم يمنحك القدرة على الفكر الصافي و العقل المضئ.
هيخليك تفكر و تتعامل و تبتكر أحسن من أي وقت و أي شكل , وهتفرح بيومك و بأي حاجة حلوة بسيطة تحصل فيه.

أصل ببساطة انت مبتعرفش الغيب , مش ممكن ربنا ييسر ليك الحال و تلاقي الخير أو انه يبعد عنك مسبب الشر ؟؟؟ بيقولوا تفائلوا بالخير تجدوه دا غير إن ربنا قال ("أنا عند حسن ظن عبدي بي")
فبطل عند ودماغك الناشفة يا . . . و أحسن الظن بالله و ذلك بترك هم المشاكل التي لم تأت بعد.
عييييييش حياتك , حلفتك بالله تبطل نكد وقرف على خلقه . . . أصل برضه "لا مؤخذة في الكلمة" تخلف و تأخر عقلي منك إنك تعيش في مشكلة لسا مجتش و في معظم الأحيان مش هتيجي لأنك مش عارف الغيب يبقا انت عايش في اوهام و مية البطيخ.
حتى لو فرضنا إن عندك حق و انه فيه مشكلة . . . خطأ كبيير جدا انك تبوظ النهاردة بمشاكل بكرا . . . هتعمل زي والدي . . . بنروح نصيف لمدة اسبوع و يفضل اخر تلاتة ايام في المصيف شايل هم يوم السفر "الرابع" و هنعمل فيه ايه و يضيع على نفسه ال3 أيام دول , مع ان زوبة راكنة تحت الشاليه و هنروح فيها , وحتى لو حصل حاجة فأبن عمي هيجي بالمدمرة ايزينهاور بتاعته و يروحنا . . . بسيييطة.

كان الخليل ابراهيم عليه السلام بيقول كل يوم الصبح ("اللهم هذا خلق جديد . . . فأفتحه لي بطاعتك و اختمه لي بمغفرتك و رضوانك , و ارزقني فيه حسنة و تقبلها مني و زكها و ضعفها لي , وما عملت من سيئة فأغفره لي , انك غفور رحيم ودود كريم")
سيدنا ابراهيم بيدعي للنهاردة . . . ان ربنا يوفقني للنهاردة , شاغل باله بالانجازات و الحاجات الحلوة بتاعة النهاردة , وانه يعمل خير كتير النهاردة , وانه ميعملش معاصي النهاردة.
وكان سيدنا النبي عندما يصبح بيدعي و يقول ("اللهم اني اصبحت منك في نعمة وعافية و ستر فأتم علي نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا و الآخرة")

سعات كتير اوي بستغرب ناس بتصر تنكد على نفسها , و تنسى كل حاجة حلوة في حياتها , إن ازاي مراتي حنينة و عسولة , و إزاي جوزي لطيف و كيوت جدا , و إزاي عيالي بسم الله ما شاء الله فلة شمعة منورة , و حاجات كتير و تقعد تحسر نفسها بحاجات مش معاها و يبص على غيره و يقارن و يزعل و يشيل في نفسه و يكتأب
نلاحظ انه في كل دا بيرفض انه يبص للحلو , و عنده اصرار انه يركز على الوحش , و مش هيحس بالحلو إلا لما يتسحب منه و ياخد على قفاه و يتاخد منه.
كل دا ظلم كبير للواقع , وظلم لنعم الله وعطاياه ليك
كان عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه ماشي في سوق المدينة المنورة , و واحد سأله على اساس ان عبد الله صعب عليه و قاله : ألست من فقراء المهاجرين ؟ , عبد الله رد عليه وقال : مش انت متجوز؟ الراجل قال ايون , قاله انت عندك بيت ساكن فيه , الراجل قاله ايون , قاله يبقا انت كدا راجل غني , قاله الراجل أنا عندي كمان خدام , رد عليه عبد الله : يبقا انت كدا من الملوووك.
يبقا احلى حاجة في الدنيا هو الاكتفاء الذاتي و حسن استغلال ما في اليد , و نعني هنا الرضى و هو ليس نتيجة لأنك بتمتلك الكثير أو لأنك تنال دوماً ما تريد , الرضى هو الأساس و هذا لا ينفي انك تسعى للأفضل , بس من غير هم و نكد و اكتئاب لو مجاش الأفضل دا.

بيقول سيدنا النبي ("ما طلعت شمس قط إلا بعث الله بجنبيها ملكان يُسمعان كل أهل الأرض إلا الثقلين: يا ايها الناس , هلموا إلى ربكم فإن ما قل و كفى خير مما كثر و ألهى , ولا غربت شمس قط , إلا بعث بجنبيها ملكان يناديان : اللهم عجل لمنفق خلفاً و عجل لممسك تلافاً")
لو فكرنا في الحديث دا كويس هنلاقي انه تفضيل و حث على القلة الكافية على الكثرة الملهية.
و نلاقي برضه انه تفضيل و تشجيع للناس انها تنفق في الخير وانها متبقاش بخيلة و شحيحة و جلدة.
حد هيطلع ويقول . . . منين عندي قلة كافية و إزاي انفق و ابقا سخي و كريم في الخير؟
هنا نلاقي إن الكثرة اللي تخلي صاحبها مكتفي و يفيض منها شوية يقدر يعمل بيهم خير أحسن من القلة الكافية و دا اللي بنسموه كثرة نافعة.
بس الحتة دي مجتش في الحديث دا , النقطة اللي ركز عليه الحديث هو تحريض المؤمنين على الكرم و الصرف في الخير , لأن في الاول و الأخير , كل حاجة بتاعة ربنا , والحديث بيحرض المسلمين انهم ميخافوش من بكرا لأنه برضه بتاع ربنا , دا غير أن ربنا معانا و دايما واخد باله مننا.
الطريقة دي في التعامل مع الدنيا بتمنح المسلمين شجاعة هائلة في خوض و مواجهة الحياة و الاحتفاظ بالتفاؤل دوما لأن ربنا معانا.

كان فيه واحد من الناس بتوع زمان بيقول , الفرق بيني وبين الملوك يوم واحد
امبارح و متعته ملهاش أي معنى النهاردة
وانا و هما قلقانين وشايلين هم بكرا
اتبقا النهاردة , فما عسى أن يكون اليوم , انت بأيدك تخلي يوم أحسن يوم
لو انت عاقل . . لو . . هتبقا احسن من الملوك و هتعيش بس يومك و مش هتبوظه بهموم بكرا و هتبقا اغنى و اسعد من أي ملك , أو رجل أعمال

نقطة مهمة جدا جدا :
مش معنى أننا بنقول عيش النهاردة و اهتم بالنهاردة و دلع النهاردة , انك تنسى بكرا و التجهيز ليه , و يكون عندك امتحان الاسبوع الجاي فتذاكر في ليلة الامتحان من اول الساعة اتناشر و دقيقة عشان تكون دخلت في يوم الامتحان و تبقا ماشي على الروشتة و عايش يوم بيوم.
النقطة اللي بنحاول نخليك تعملها يا خوي , انك متضيعش يومك بالهموم الصرفة التي لا تقدم حلولا ولا تبني او تضيف شيئاً.
يعني لازم تهتم بمستقبلك و تشتغل ليه , لا أن تكتئب ليه
يعني انت رايح وظيفة مهندس في كازخستان و هناك بيتكلموا روسي , وقدامك شهر و تعمل انترفيو , فأنت تبدأ تتعلم روسي , مش تقعد تكتأب لأنك مش هتاخد الوظيفة اللوز لأنك مبتعرفش . . . روسي , و تتخيل كمية المشاكل اللي هتحصلك لو روحت هناك و انت مبتعرفش . . . برضه روسي , و تضيع الشهر قبل الانترفيو في زعل و كئابة وقرف.
ودا برضه يعني انك تأمن مستقبلك و تحرص انك تكون في عيشة جيدة سواء قلة كافية او كثرة نافعة , عشان لما تيجي الانتخابات تبقا حر نفسك مش تروح تنتخب و تقول آ آ آه على راجل لا مؤخذة عشان تاخد ال 50 جنيه أو وجبة الكنتاكي مع الكتشب.
يعني كن فخورا بنفسك عزيزا منيعا كريما شامخ الرأس قويا أمام الظلم.
ودا مش هيبقا موجود إلا لو عشت يومك صح و اهتميت بيه كويس لأن يومك دا هو اللي هيبني مستقبلك.

أكيد طبعا سمعت عن الناس اللي بتقول اهئ اهئ اهئ عمري اتسرق مني , يااا حرامية اللي نشله منه يطلعه.
البني ادمين دي لا مؤخذة بتفضل طول عمرها تاييه وعمالة تلف في دواير و حواري و كل يوم شايل هم الأيام اللي جاية لحد ما في يوم يبص وراه يلاقي كله راح.
زي واحد اعرفه , مراته حملت , فرح اوي , و من أول يوم حمل قلقان جدا جدا من فترة الحمل و الولادة و اللي ممكن يحصل فيهم . . . و دا شئ كويس
بس اخينا دا قلقان لدرجة انه مبيعملش حاجة و يا عيني مفضيش من كتر القلق و الهم اللي هو فيه انه يهتم بالست الحلوة الحامل , او انه ياخدها كل اسبوع عند دكتورة يطمن عليها و نسي يحجز لها في المستشفى , لولا إن الست والدته قعدت معاهم آخر شهر تاخد بالها من الست الحلوة الحامل , و عرفت يا عيني انها هتولد , راحت واخدها وراحت المستشفى وسابوه ياحرام في البيت قلقان مش عارف يعمل حاجة.
يعني ضيع على نفسه النهاردة و بكرا و بعد بكرا كمان . . . ببساطة 9 شهور حمل رائعين ممتعين اتسرقوا منه و هو مش حاسس بيهم ولا عمل فيهم اي حاجة.
فيه واحد اسمه ستيفن ليكوك قال:
ما اعجب الحياة
الطفل مش عاجبه يكون طفل و بيقول لما أكبر و ابقا مراهق قد الدنيا
يبقا مراهق وبرضه مش عاجبه وبيقول لما ابقا شاب زي الورد
و الشاب بيقول , لما اتجوز , و لما يتجوز يقول لما اطلع على المعاش , هبقا اعيش حياتي بقا.
ولما يوصل للمعيشة (على رأي طفل علق على جدو انه طلع على المعيشة "المعاش") يلاقي إن حياته اللي فاتت فااااضية هواااا ومعملش حاجة بتيتاً و مستمتعش بحاجة بتيتاً.
عارفين ايه المشكل ؟؟؟ أننا بنتعلم متأخر إن قيمة الحياة إننا نعيشها مش نأجلها , إننا نعيش كل يوم منها . . . كل ساعة.
للناس دي اللي ضيعوا عمرهم و خلوه يهرب منهم ربنا بيقولهم
("وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ")
و قالهم كمان
("كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ")
صدق الله العظيم

كان معكم
فتوح ابو المفاتيح – واحد من اللي هما إحنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق