الجمعة، 20 أغسطس 2010

08 هوااا . . . فاااضي . . . فراغ يعني


مسأله انه دايما عندنا وقت فاضي مبنعملش بيه حاجة أو فيه . . . المسألة دي بعتبرها كااارثة , لأن الفراغ دا قاتل مأجور , عامل زي "لا مؤخذة" كيس زبالة معفن كل اللي بيعمله انه بيلم مشاكل و قطط تتخانق و ممكن يجيب كلاب و تبتدي الجراثيم و الدبان تتلم عليه و تشوه الصورة و تاكل فيه تاكل فيه "اللي هي نفسك" قطعة تلو الأخرى

بما إن الدنيا دار عمل , و اللي بنعمله فيها هنلاقيه مستنينا في آخرتنا , ففي تخيلي إن الناس اللي عندها فراغ كتير شويتين و قاعدة ايديها على خدها مبتعملش حاجة , هتحشر يوم القيامة صفر اليدين مفلسين مش معاهم حاجة خالص و راسهم مدلدلة من الخزي
عشان كدا سيدنا النبي نبهنا للموضوع دا وقال ("نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس , الصحة و الفراغ")
وقال الإمام الشافعي : إذا لم تشغل نفسك بالحق شغلتك نفسك بالباطل.

إحنا على فكرة متساهلين أول في حق نفسنا و مستهينين بها جدا , نفسنا دي زي مفاعل هالوجيني صغير , دائما و ابدا عاوزة تتحرك تفكر في أي حاجة مبيقفش غير لما تموت و يصحا تاني في البرزخ و تقابل منكر و نكير يا باشا , نفسك دي لو مشغلتهاش بحاجة كويسة مفيدة سواء في عملك , دراستك , دينك , علاقاتك الاجتماعية , أو مشروعاتك الخيرية , هتلاقي أفكار سودة و حاجات وحشة نطت على دماغك "قطط و فران و كلاب و دبان" وبقيت عايش في توهان و فراغك فيه حاجات عجيبة و تلفزيون بكل شياطين الأنس اللي فيه

الأخ ديل كارنيجي بيقول : إننا لا نخشى أثراً للقلق عندما نعكف على اعمالنا , ولكن ساعات الفراغ التي تلي العمل هي اخطر الساعات شراً , فعندما يتاح لنا وقت فراغ تبدأ شياطين القلق في مهاجمتنا و نبدأ نتسائل : ياترى هو انا مبسوط في حياتي ؟ يا ترى يا هل ترى الريس في الشغل كان قصده ايه باللي قاله ؟ طب عم جمعة البقال ليه يديني ضهره و هو بيقفل باب المحل ؟
وهلم جرا من الأسئلة المولدة للقلق و نحن نحسبها تفكيراً , بس انت لو مشغول بهدفك و عملك و حياتك الفعلية مش هتفكر في الحاجات العجيبة دي

الفراغ جواك يا صاحبي عبارة عن عدم . . . حيز معدوم الضغط معدوم الكيان معدوم الملامح
تبقا انت قاعد كدا و جواك الأخ فراغ , و لأن نفسك عمالة تتحرك و مفيش حاجة تهدها فتقوم تخبط في الفراغ فتعمل فيه خرم , يقوم العالم الخارجي "اللي فيه ضغط" بأسرع ما يمكنه يحاول يملا الفراغ دا , دا طبعا طبقا للمبدأ الفيزيقي إن التيار بينتقل من المكان الأكثر ضغطا للمكان الأقل ضغطا . . . لحد هنا ماشي بس المشكلة في اللي جاي.
نلاقي إن مشاعر القلق و الخوف و الحقد و الغيرة و الحسد مشاعر خشنة قوية مدمرة متوحشة , تندفع بقوه همجية و تبدأ المشاعر السخيفة دي تزيل و تمسح كل آثار و معالم السلام و الاستقرار و السكينة جوا نفوسنا.

عشان كدا يا غالي نصيحتنا ليك النهادرة . . . حصن نفسك , إلا لو كنت غاوي هم و نكد "أنا اعرف ناس كدا" حصن نفسك يا صاحبي , المهم إنك متسبش نفسك لوحدها مستسلمة للفراغ . . . لما تيجي تقعد ترتاح متقعدش لوحدك , اقعد مع حد بتحبه , خده و اخرجوا في مكان هادي على النيل في نادي القوات المسلحة بالزمالك , اتكلم معاه و اسمعه او اقعدوا ساكتين , صدقني هتحس انك مرتاح و أكتر انبساطاً , أنا فاكر لما خدت بنت أختي و اتمشيت بيها على كورنيش اسكندرية كانت لحظات مذهلة

الفراغ . . . هذا الكائن السمج البغيض . . . بما إننا مسلمين , نلاقي إن الاسلام و فر لينا حاجات كتير و تعاليم مختلفة عشان نحمي نفسنا من البوبع دا , فنلاقي إن معظم تعاليم سيدنا النبي بتدور حوالين حاجتين : جهاد النفس و جهاد الناس
فجهاد النفس : إنك تبعد نفسك عن كل حاجة و حشة و تمنعها إنها تعمل الغلط و تحميها و تحصنها ضده الحاجات الشريرة
أما جهاد الناس : هو منع ظلم الناس و جهلهم من افساد الحياة و الدنيا و زعزعة ايمان الناس و انك تصلح و تعمر في الأرض مقابل تخريبهم إياها.
و النوعين اللي فاتوا من الجهاد , لو فكرت كويس فيهم تلاقي انهم هيستغرقوا حياتك كلها , أكيد ما انت بالطريقة دي هتفوت على كل تعليم حبيبنا النبي عليه الصلاة و السلام
عشان كدا سيدنا النبي علمنا الدعاء الحلو دا يساعدنا إننا نثبت و نقف صامدين فبيقول ("اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك")

ولينا طبعا في رسول الله اسوة حسنة في مقاومة الفراغ , فنلاقي انه طوال حياته كان دايما في عمل دؤوب لنشر الدعوة و مواجهة الكفر و الظلم في كل ركن من اركان الجزيرة
ومن بعد سيدنا النبي اتى أبو بكر و عمر , هما كمان مسابوش المسلمين قاعدين ايديهم على خدهم , فقد ارسلوهم في مشارق الأرض و مغاربها يفتحونها و في بضع سنين علا صوت لا إله إلا الله محمد رسول الله في بقاع الأرض تضيئها.

فيه سؤال محير متعلق بالأخ فراغ : يعني هو بس الفراغ اللي ممكن اقلق فيه و ادمر نفسي؟
الأجابة : في اعتقادك يا سيدي المواطن ما السبب في أن أمراً هينا كالاستغراق في العمل يطرد القلق ؟؟؟ أقولك سيدي المواطن الصالح , السبب في هذا هو أحد القوانين الأساسية التي اكتشفها علم النفس و هو : من المحال لأي ذهن بشري مهما كان خارقاً أن ينشغل بأكثر من أمر واحد في وقت واحد
و الكلام دا قريب جدا و يثبت قوله سبحانه وتعالى ("مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ")

ختاما: نلاقي إن الفراغ في بلادنا بيضيع و يدمر آلاف المواهب بداية بأطفالنا الحلوين اللي بنرميهم للتلفزيون و الكومكس و الجيمز و التلفزيون , ونتيجة لكل دا نلاقي في بلادنا تدهور مذهل في احوالنا السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و الاعلامية و الدينية
عمر بن الخطاب قال: إني ارى الرجل فيعجبني , فإذا سألت عنه قيل : لا حرفة له , سقط من نظري
اعتقد إننا كشعوب اسلامية ساقطين في نظر ناس كتير أولهم إحنا , ساقطين في نظر نفسنا

خير خير خير . . . محدش عارف الخير فين

كان معكم خائفا من فراغه
فتوح ابو المفاتيح – واحد من اللي هما إحنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق